خطبة عن (الثبات على الإيمان والحق والطاعات)
مايو 5, 2022خطبة عن (المؤمن لاَ يَدْخُلِ الْحَمَّامَ بِغَيْرِ إِزَارٍ ولاَ يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يُدَارُ عَلَيْهَا بِالْخَمْرِ)
مايو 7, 2022الخطبة الأولى ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (38):(39) الدخان
إخوة الإسلام
موعدنا اليوم -إن شاء الله- مع آية من كتاب الله ، نتدبرها ، ونسبح في بحار معانيها ، ونرتشف من رحيقها المختوم ، مع قوله تعالى : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ) الدخان (38) ، فقد جاء في تفسيرها في التفسير الميسر : وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما عبثًا وباطلا بل لإقامة الحجة عليكم – أيها الناس – ولتعتبروا بذلك كله، فتعلموا أن الذي خلق ذلك لا يشبهه شيء، ولا تصلح العبادة إلا له. فالحق تبارك وتعالى يخبر سبحانه أنه خلق السماوات والأرض بالحق ، أي : بالعدل والقسط ، وأنه لم يخلق ذلك عبثا ولا لعبا، وقد أعطي الله سبحانه وتعالى بخلق السموات والأرض المثل الأعلى في الخلْق؛ لأن خَلْق السماوات والأرض مسألة كبيرة، قال الله تعالى : «لَخَلْقُ السماوات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس…» غافر: (57) ، فالناس تُولَد وتموت وتتجدد، أمّا السماء والأرض وما بينهما من نجوم وكواكب فهو خلْق هائل عظيم منضبط ومنظوم طوال هذا العمر الطويل. فكان عليك أن تلتفت لمن سخَّر لك هذه المخلوقات وهى أقوى منك، ألك قدرة على السماء؟ أتطول الشمس والقمر؟”. يقول تعالى «إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأرض وَلَن تَبْلُغَ الجبال طُولا …» (الإسراء: 37)، فتعني الآية إنه يجب عليك أن تبحث بعقلك فيمَنْ سخَّر لك هذا كله، كان عليك أنْ تهتدى إلى الخالق للسماء والأرض وما بينهما، لأنه سبحانه ما خلقها عبثاً، ولا خلقها للعب، إنما خلقها من أجلك أنت، فالكون مملوك لك، وأنت مملوك لله، فلا تنشغل بالمملوك لك عن المالك
أيها المؤمن الموحد المتدبر
تدبر وتأمل رحمك الله كيف أن السماء والأرض لم تُخلق هدراً ولا عبثاً ، بل خلقتا لأمور لو أدركتها العقول لذهلت ، ولو تأملتها النفوس لتاهت ، ولكن الله جل وعلا أعلمنا شيئاً من حكمة خلقهما . فمن حكمة خلق السموات والأرض أن يتفكر الإنسان شدة بنائهما وإتقانه ، وفي عظمة خالقهما ، فيخبت له ويتوب إليه ويلهج بذكره وتسبيحه وحمده ، قال الله تعالى : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ {190} الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {190}، {191} [ آل عمران ] ، ومن حكمة خلق السموات : أن بها النجوم التي يهتدي بها الناس في ظلمات البر والبحر ، وبها يحددون القبلة ، وبها يعرفون الاتجاهات الصحيحة ، فهي دليل عظيم كالبوصلة في وقتنا هذا ، قال الله عز وجل : { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [ الأنعام97] ، ومن حكمة خلق السموات وما فيها من زينة ، أنها تسجد لله الواحد القهار ، قال الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } [ الحج18] . ومن حكمة خلق السموات : أن الشمس تشرق كل يوم من المشرق ، فإذا كان يوم القيامة أشرقت من المغرب ، فكانت علامة بارزة من علامات يوم القيامة ، ولا ينفع معها إذ ذاك إيمان ولا ندم ، قال سبحانه : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ } [ الأنعام158 ] .وعن أبي ذرّ رضيَ اللهُ عنه قال : قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي ذرّ حينَ غَرَبَتِ الشمسُ : ” أتدري أينَ تَذهَبُ ” ؟ قلتُ : اللهُ ورسوله أعلم ، قال : ” فإنها تَذهب حتّى تَسجُدَ تحتَ العَرش ، فتستأذنَ فيُؤذَنُ لها ، ويوشِكُ أن تَسجدَ فلا يُقبَلُ منها ، وتستأذِنَ فلاُ يؤذن لها ، فيقالُ لها : ” ارجعي من حيثُ جِئتِ ، فتطلُعُ من مَغربها ، فذلك قوله تعالى : { والشمس تَجرِي لمستقرٍّ لها، ذلكَ تقديرُ العزيز العَليم} [ يس 83] [ أخرجه البخاري ومسلم ] . وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ” لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ، { فَيَوْمَئِذٍ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً } [ الأنعام 158] [ متفق عليه ] .
ومن حكمة خلق السموات : أنها تُراكم السحب ، فتنزل مطراً تسقي به البلاد والعباد والدواب والأشجار وكل المخلوقات رحمة من الله ومنة ، قال الله تعالى : { اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ * فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ الروم48-50] ، وقال الله تعالى : { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ{9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ{10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ{11} فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } {9} :{12} [ فصلت ] . فالله جل وعلا خلق الأرض قبل السماء ، لأنها كالأساس ، والأصل أن يبدأ بالأساس ثم بعده بالسقف كما قال الله عز وجل : { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [ البقرة29] . ومن حكمة خلق الأرض أن جعلها طريقاً يسير الناس فيه إلى جنة الخلد وملك لا يبلى ، فهي دار فرار لا دار قرار ، الدنيا دار ارتحال ، وليست دار إقبال . هيأها الله تعالى لعباده بمثابة المعين على الطاعة والتقوى ، فهي وسيلة وليست غاية ، فليدرك ذلك كل مسلم عاقل فطن أن الدنيا سلم للوصول إلى غاية عظيمة يسعى لها المشمرون من هذه الأمة .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن حكمة خلق الأرض أن جعل فيها الأنعام التي تحمل الناس ومنها يأكلون ، قال تعالى : { وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ {5} وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ {6} وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {7} وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} {5}:{8} [ النحل ] . ومن حكمة خلق الأرض أن جعل فيها الأنهار والبحار التي تسير عبرها البواخر والسفن وتنقل الناس من مكان إلى آخر دون عناء أو مشقة لخوض المياه بالأقدام ، وخلق في كل مياه أهلها من الدواب والأسماك التي هي طعام للإنسان ، وفيها من الجواهر واللآلئ ما يستخدمونه للبس والبيع والشراء ، قال تعالى : { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } [ لقمان10] ، وقال سبحانه : { وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ فاطر12] ، فهي نعمة عظيمة ، تُستقبل بالحمد وتستوجب الشكر ، ومن حكمة خلق الأرض أنها مكان سهل ميسر للمشي ، ومكان للأكل والشرب واللباس والتناكح والإيلاد والإيجاد ، وقدر فيها من الأرزاق ما الله به عليم ، قال الله تعالى : { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } [ الملك15] . فماذا أنت فاعل؟ : فهذه نِعَمٌ وخيرات تترى ، يقدمها الله تعالى لعباده مجاناً ، ولا يطلبهم عليها جزاءً ولا شكوراً ، وكل هذه النعم المذللة والمهيأة ، هي وسائل لراحة بني آدم ، حتى لا يسأم من طاعة ربه تبارك وتعالى ، فكلما ذكر نعمة الله عليه ، اجتهد وجد في العبادة والطاعة ،وكما قال سبحانه : { هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } [ الرحمن60] ، وقال سبحانه : { لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ } [ فصلت49] . فالله عز وجل ذلل للعبد كل صعب ، وسهل له طرق البر وعمل الخير ، وهيأ له سبل الطاعة ، ويسر مسالك العبادة ، وجعل للعبد ما تقوم به حياته في طاعة ربه ، فالعبد يأكل ليتقوى على العبادة ، وينام ما تيسر له بالنهار ليقوم بالليل ، ويلبس كي يواري سوأته أثناء صلاته ، وعند ملاقاة الناس حوله ، وهكذا دواليك . والله عز وجل وهب للإنسان هواءً يتنفسه ، وماءً بارداً زلالاً يشربه ، ليتقوى به على عبادة ربه . وركب سبحانه في الإنسان وظائف وأعضاء ، فهي نعم جليلة القدر ، عظيمة الفائدة أليست نعماً عظيمة من الله ؟ فهل شكرنا الله على هذه النعم العظيمة ؟ فاجتهدوا بالعبادة يا عباد الله ، فأنتم لم تخلقوا إلا للعبادة ، والدليل قوله تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات56] . ومن أعظم العبادة بعد الشهادتين الصلاة ، الصلاة التي نادى بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يودع الدنيا ، ويجود بنفسه الطاهرة ، مقبلاً على الآخرة ، بقوله : ” الصلاة ، الصلاة ، وما ملكت أيمانكم ” ، قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ” كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت : الصلاة ، وما ملكت أيمانكم ، حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغرغر بها صدره ، وما يكاد يفيض بها لسانه ” [ أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجة ] . فتوجهوا إلى الله جل جلاله ، واتقوه واخشوه ، فهو المنعم المتفضل سبحانه ، فاعلموا له قدره ، إنه الله جل جلاله .
الدعاء