خطبة عن فضل الصيام في سبيل الله ، وحديث ( مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ )
أبريل 3, 2021خطبة حول محبة القرآن وتوقيره ،وحديث ( كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَأُهَا فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا )
أبريل 20, 2021الخطبة الأولى ( لماذا نقرأ القرآن ؟ ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى :(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) البقرة (185)
إخوة الإسلام
بينت لكم في اللقاء السابق :أن هناك ارتباطا وثيقا بين شهر رمضان والقرآن الكريم وتلاوته، وتوقفت معكم عند هذا السؤال : لماذا نقرأ القرآن؟، وبداية فالقرآن الكريم هو كلام الله المعجز، والمُتعبدُ بتلاوتهِ، والمنزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وللقرآن فضل عظيم، فهو كلام الرب العظيم، لذا كان القرب من القرآن، قُرباً من الله سبحانه، فأهلُ القرآن هم أهل الله وخاصته، فالمستمعُ للقرآن يُعد مستمعاً لله، والذي يقرأُ القرآن، هو يتكلمُ بكلامِ الله، فلذلك عُدَ تعلمُ القرآن وتعليمه، خيرُ عملٍ يعودُ على صاحبه بالخيرية، فخيرُ الدنيا والآخرة كُلُهُ في كتاب الله، فنحن نَقْرأُ القرآن ؛حتى تفتح علينا أبواب الخير الكثيرة: ففي الصحيحين 🙁عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ». قَالُوا وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَالَ « (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) يَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ».وفي سنن الترمذي :(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ «هَلْ تَزَوَّجْتَ يَا فُلاَنُ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ عِنْدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ. قَالَ « أَلَيْسَ مَعَكَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)». قَالَ بَلَى. قَالَ « ثُلُثُ الْقُرْآنِ». قَالَ «أَلَيْسَ مَعَكَ (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)». قَالَ بَلَى. قَالَ «رُبُعُ الْقُرْآنِ». قَالَ «أَلَيْسَ مَعَكَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ». قَالَ بَلَى قَالَ « رُبُعُ الْقُرْآنِ ». قَالَ «أَلَيْسَ مَعَكَ (إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ)». قَالَ بَلَى. قَالَ « رُبُعُ الْقُرْآنِ». قَالَ « تَزَوَّجْ تَزَوَّجْ» ،وأنا أَقْرأُ القرآن؛ حتى يُحِبَّني الله عز وجل، وأكونَ من أهله: ففي الصحيحين 🙁عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – بَعَثَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ ،وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِ فَيَخْتِمُ بِپ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ « سَلُوهُ لأَىِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ » . فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ ،وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا .فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ»، وأنا أَقْرأُ القرآن ،وأتعلَّم القرآن؛ حتى أكون من خير الناس: ففي صحيح البخاري 🙁عَنْ عُثْمَانَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم قَالَ «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» ،وأنا أَقْرأُ القرآنَ، وأحافظ على قراءته؛ حتى لا أردَّ إلى أرذلِ العمر، وأفقد قوتي وعقلي : فقد أخرج الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما: “مَن قرأ القرآن، لم يُردَّ إلى أرْذَلِ العمر”.، وأنا أَقْرأُ القرآن وأَحفظُه؛ حتى أُحفظَ من الفتن وفتنة الدجَّال: فقد أخرج الإمام مسلم: (عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ ».، وأنا أَقْرأُ القرآن؛ حتى أكون سببًا في رحمة والديَّ يوم القيامة: فقد أخرج الحاكم عن بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن قرأ القرآن وتعلَّمه، وعمِل به، أُلْبِس والداه يوم القيامة تاجًا من نور، ضوءُه مثل ضوء الشمس، ويُكسى والداه حُلَّتَينِ لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بما كُسِينا هذا؟ فيقال: بأخذِ ولدِكما القرآنَ)، وأنا أَقْرأُ القرآن؛ حتى أُحفَظ من الزيغ والضلال: ففي الموطإ 🙁عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ »، ومن َقرأُ القرآن؛ نجا من فتنة القبر: ففي سنن الترمذي 🙁عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ضَرَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- خِبَاءَهُ عَلَى قَبْرٍ وَهُوَ لاَ يَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ حَتَّى خَتَمَهَا فَأَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ضَرَبْتُ خِبَائِي عَلَى قَبْرٍ وَأَنَا لاَ أَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الْمُلْكُ حَتَّى خَتَمَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هِيَ الْمَانِعَةُ هِيَ الْمُنْجِيَةُ تُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ »، ونحن نَقْرأُ القرآن ونحافظُ على قراءته؛ حتى يشفعَ لنا يوم القيامة: ففي سنن البيهقي : (وَلْيَسَعْكُمُ الْقُرْآنُ وَمَا فِيهِ مِنَ الْبَيَانِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ أَلاَ وَلِكُلِّ آيَةٍ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِنِّي أُعْطِيتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ مِنَ الذِّكْرِ الأَوَّلِ وَأُعْطِيتُ طَهَ وَطَوَاسِينَ وَالْحَوَامِيمَ مِنْ أَلْوَاحِ مُوسَى وَأُعْطِيتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مِنْ تَحْتَ الْعَرْشِ ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( لماذا نقرأ القرآن؟ )
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أخرج ابن حبان عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (القرآن شافعٌ مُشفَّعٌ، وماحلٌ مُصَدَّقٌ، مَن جعله أمامَه، قاده إلى الجنة، ومَن جعله خلفَ ظهرِه، ساقه إلى النار) ماحلٌ: ساعٍ، وقيل: خَصمٌ مُجادل. وأنا أَقْرأُ القرآن وأحفظُه؛ حتى يكون سبيلًا لدخول الجنة إن شاء الله تعالى: أخرج الطبرانيُّ في “الأوسط” عن أنس رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آيةً خاصمت عن صاحبِها حتى أدخلَتْه الجنةَ؛ وهي تبارك) ،ونَقْرأُ القرآن ونحفظه؛ حتى نرتقيَ في أعلى الدرجات في الجنة؛ بل يرتقي الإنسانُ في الجنة بقَدْرِ حفظه للقرآن: ففي الترمذيُّ : (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم قَالَ «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا »
أيها المسلمون
ونحن في شهر رمضان الكريم ينبغي علينا أن نعتنيَ بالقرآن، وأن نقبل على قراءتِه، والمقصود هو الاجتهادُ بذلك عن بقية الشهور، وإلا فالواجبُ أن نعتني بالقرآن طَوَال العام، ولكن يسنُّ في رمضان أن نجتهد في قراءة القرآن؛ ولهذا كان جبريل يدارس النبيَّ صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان، وفي السَّنة التي تُوفِّي فيها النبي صلى الله عليه وسلم دارَسَه مرتين، وهذا حال السلف الصالح في رمضان فكانوا يوقفون الدروسَ العلمية في رمضان، ويُقبلون على قراءة القرآن. لذا؛ فاحرصوا على تدبُّر القرآن وفهمه وحفظه، واحذروا هجره بتَرْك قراءته وتدبره، فهو سبب للحياة السعيدة في الدنيا والآخرة؛
الدعاء