خطبة عن (الرِّبَاطَ الرِّبَاطَ)
ديسمبر 28, 2023خطبة عن (الثقة في موعود الله)
ديسمبر 31, 2023الخطبة الأولى ( أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
رُوي في الصحيحين واللفظ للبخاري : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – سُئِلَ : أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ فَقَالَ « إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ » . قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ « الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ » . قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ « حَجٌّ مَبْرُورٌ » .
إخوة الإسلام
موعدنا اليوم إن شاء الله مع هذا الهدي النبوي الشريف ، والذي يبين لنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم درجات الأعمال ، وفضائلها ومنزلتها ، فقد سئل صلى الله عليه وسلم :(أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ فَقَالَ: « إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ » ، فالَّذِيَ عَلَيْهِ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ الإِيمَانَ وَاجِبٌ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ ، وَهُوَ التَّصْدِيقُ بِالْقَلْبِ ، وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ ، وَعَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ ، ولا تُجْزِئُ الْمَعْرِفَةُ بِالْقَلْبِ وَهُوَ التَّصْدِيقُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَعَهُ إِيمَانٌ بِاللِّسَانِ ، وَحَتَّى يَكُونَ مَعَهُ نُطْقٌ ، وَلا تُجْزِئُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ وَالنُّطْقِ بِاللِّسَانِ حَتَّى يَكُونَ مَعَهُ عَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ ، فَإِذَا كَمُلَتْ فِيهِ هَذِهِ الْخِصَالُ الثَّلاثَةُ كَانَ مُؤْمِنًا وَحَقًّا ، دَلَّ عَلَى ذَلِكَ الْكِتَابُ ، وَالسُّنَّةُ ، وَقَوْلُ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ ،فالإِيمانُ باللهِ ورسولِهِ وهوَ الأصلُ الذِي لا تَصِحُّ الأعمالُ بِدونِه.
أيها المسلمون
كما يتبين لنا من أقوال العلماء : أن من أتى بأصل الإيمان، وارتكب معه الموبقات التي تؤذي الناس كالقتل والسرقة والظلم والبغي والعدوان، ولم يفعل خيرا للناس قط، لكنه لم ينقض أصل إيمانه لا بقول ولا بعمل ولا باعتقاد فإن مظالمه تثقله يوم القيامة، لكنه ينجو بإيمانه من الخلود في النار، ومآله إلى الجنة، وهذا من فضل الإيمان وبركته؛ فرغم أعماله السيئة مع الخلق إلا أن إيمانه يجتاز به إلى الجنة؛ لأن في إيمانه معاملة للخالق سبحانه، ومن أساء مع المخلوق وأحسن مع الخالق لا يحبط عمله كله، وإن عذب بسوء أعماله مع الخلق. وأما من كان عكس ذلك؛ بأن كان بلا إيمان، أو نقض أصل إيمانه فأبطله، وهو محسن للخلق، يبذل نفسه وجاهه وماله لهم، فيجير الخائف، ويطعم الجائع، ويرفع الظلم، ويقيم العدل، ولا يترك بابا من الإحسان للناس إلا أتاه؛ فإن ذلك كله لا ينفعه عند الله تعالى شيئا في الآخرة، ويأخذ حسنات ما عمل في الدنيا من صحة وعافية وشهرة وأموال وزوجات وأولاد، وليس له في الآخرة نصيب. وسبب ذلك: أنه أساء مع الخالق سبحانه وتعالى بتركه الإيمان أو نقضه، والإساءة مع الخالق سبحانه أظلم الظلم، وإن كان له عدل وإحسان مع الخلق. ومن هذا الصنف عبد الله بن جدعان التيمي القرشي، كان من سادة مكة وكرمائها، ومن أهل النجدة ورفع الظلم، بل أسس حلفا لنصرة المظلوم، وهو حلف الفضول، وكان يطعم الطعام، وله جفنة عظيمة يضعها للناس كل يوم، وكان لا يرد محتاجا ولا سائلا، ،ولكن كل ذلك لا ينفعه عند الله تعالى شيئا؛ لأنه فقد أصل قبول العمل، وهو الإيمان. قالت عَائِشَةَ رضي الله عنها: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ ،قَالَ: “لَا يَنْفَعُهُ، إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا: رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ” رواه مسلم. ، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : «إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً مِنَ الدُّنْيَا، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ، فَإِنَّ اللهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ فِي الْآخِرَةِ وَيُعْقِبُهُ رِزْقًا فِي الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِهِ» رواه مسلم. ، ومن كرماء قريش وسادتها المطعم بن عدي، وهو الذي سعى في نقض صحيفة الجور التي علقتها قريش على الكعبة، وفيها مقاطعة بني هاشم وبني المطلب؛ لأنهم نصروا النبي صلى الله عليه وسلم. وهو الذي أجار النبي عليه الصلاة والسلام لما رجع من الطائف بعد أن أوذي فيها، فحمل وبنوه سلاحهم، وأحاطوا بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ حماية له حتى دخل البيت وطاف به. ومن وفاء النبي عليه الصلاة والسلام معه أنه قال فِي أُسَارَى بَدْرٍ: «لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا، ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلاَءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ» رواه البخاري. ، ومع ذلك فإن مآثره في الجاهلية التي منها جواره للنبي صلى الله عليه وسلم لا تنفعه يوم القيامة؛ لأنها أعمال صالحة بلا إيمان؛ ولذا لم يعطه النبي صلى الله عليه وسلم إلا حقه وهو المن على الأسرى دون حق الله تعالى وهو المغفرة. ، ومثله عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو طالب؛ فقد دافع عنه دفاعا شديدا، وتحمل الأذى بسببه، ولم ينج يوم القيامة من النار إلا أن الله تعالى خفف عنه العذاب بشفاعة خاصة من النبي صلى الله عليه وسلم.، كل هذه الحوادث تبين أن الإنسان بلا إيمان لا شيء له عند الله تعالى يوم القيامة، وأنه بالإيمان ينجو من النار ويدخل الجنة. بل إن من بركة الإيمان أن الأعمال الحسنة التي عملها الكافر تقربا إلى الله تعالى تكتب له إذا حقق الإيمان، ولو كان كافرا حين عملها، ففي حديث حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، مِنْ صَدَقَةٍ، أَوْ عَتَاقَةٍ، أَوْ صِلَةِ رَحِمٍ، أَفِيهَا أَجْرٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أَسْلَفْتَ مِنْ خَيْرٍ» رواه مسلم. ، ومثله حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَسَنَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا، وَمُحِيَتْ عَنْهُ كُلُّ سَيِّئَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا…» رواه النسائي. ، وهذا يبين بركة الإيمان على صاحبه، وأنه سبب نيل رحمة الله تعالى يوم القيامة، فمن نالها نجي من العذاب، وفاز بالجنة والرضوان ، قال الله تعالى : {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [الحج: 56- 57].
أيها المسلمون
ثم نأتي إلى قوله: (قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ « الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ » ، فالجهاد في سبيل الله من أفضل ما تقرب به المتقربون، وتنافس فيه المتنافسون، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من إعلاء كلمة الله، ونصر دينه، ونصر عباده المؤمنين، وقمع الظالمين والمنافقين الذين يصدون الناس عن سبيله، ويقفون في طريقه، ولما يترتب عليه أيضًا من إخراج العباد من ظلمات الشرك إلى أنوار التوحيد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.. وغير ذلك من المصالح التي تخص المؤمنين، وتعم الخلائق أجمعين. قال ابن القيم رحمه الله: «والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب، وإما باللسان، وإما بالمال، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع، قال الله تعالى: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 41] وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «والجهاد منه ما هو باليد، ومنه ما هو بالقلب، والدعوة والحجة واللسان والرأي والتدبير والصناعة، فيجب بغاية ما يمكن» ، وجاء في الحديث: «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ» رواه الحاكم وصححه ، وقد وردت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة تبين فضل الجهاد، ومكانته العظيمة، فمن ذلك: أن الجهاد هو التجارة الرابحة، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصف: 10 – 13]. وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ، وتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ، بِأنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أوْ يُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعْ مَا نَالَ مِنْ أجْرٍ أوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! مَا مِنْ كَلْمٍ، يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ، اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ مِسْكٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَبَدًا، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ»
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وأما قوله : (قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ « حَجٌّ مَبْرُورٌ » فالحج من أفضل العبادات وأجل الطاعات، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، وحكم أدائه أنه واجب على الفور في حق من استطاع إليه سبيلاً، لظاهر قوله تعالى:{وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ استطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فإن الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } (97) آل عمران ، وقول النبي – صلى الله عليه وسلم -، في خطبته : « أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا » . رواه مسلم. ولا يجب الحج في العمر إلا مرة واحدة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم، : (الْحَجُّ مَرَّةً فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ » رواه احمد ، والحج المبرور : هو الذي لا يخالطه شيء من المأثم ، ومن صفات الحج المبرور: أن يبتغي الحاج بحجه وجه الله سبحانه وتعالى، ولا يقصد به رياءً ولا سمعة ولا مباهاة، ولا فخراً ولا خيلاء، وأن يتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه، ففي سنن ابن ماجة (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : حَجَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ وَقَطِيفَةٍ تُسَاوِى أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ أَوْ لاَ تُسَاوِى ثُمَّ قَالَ « اللَّهُمَّ حِجَّةٌ لاَ رِيَاءَ فِيهَا وَلاَ سُمْعَةَ ». ، ومن صفات الحج المبرور: الحرص على صحة العبادات، والتحري في أدائها، والتفقه في أحكامها، واتباع السنة، واجتناب البدعة ،ومن صفات الحج المبرور: أن يتقي الحاج الحرام، وأن يطيب نفقته في الحج، وألا يجعلها من كسب حرام ،ومن صفات الحج المبرور: كثرة ذكر الله تعالى فيه، وقد أمر الله تعالى بكثرة ذكره في إقامة مناسك الحج مرة بعد أخرى، ومن صفات الحج المبرور: اجتناب أعمال الإثم فيه، من الرفث والفسوق والمعاصي، قال الله تعالى: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فإن خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (197) البقرة. ومن صفات الحج المبرور حسن الخلق، فقد روى مسلم (عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ :« الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ». وكان ابن عمر – رضي الله عنهما – يقول: البر شيء هين، ووجه طليق، وكلام لين. أما جزاء الحج المبرور فيبينه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله كما في مسند أحمد : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ )
الدعاء