خطبة عن ( الأدلة على وجوب الجهاد في سبيل الله)
مايو 2, 2016خطبة عن ( منزلة الجهاد وفضائله )
مايو 2, 2016الخطبة الأولى ( أقسام الجهاد في سبيل الله )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
(عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ فَقَالَ هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُمِائَةِ نَاقِةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ ».رواه مسلم، وقال رسول الله : ((« مَنْ أَرْسَلَ بِنَفَقَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَقَامَ فِي بَيْتِهِ فَلَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ سَبْعُمِائَةِ دِرْهَمٍ وَمَنْ غَزَا بِنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَنْفَقَ فِي وَجْهِ ذَلِكَ فَلَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ سَبْعُمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ». ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ). رواه ابن ماجة، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَعَانَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ غَارِماً فِي عُسْرَتِهِ أَوْ مُكَاتَباً فِي رَقَبَتِهِ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ » رواه أحمد والبيهقي، وقال (بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا ، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا » رواه البخاري ومسلم
أيها المسلمون
فمن أنواع الجهاد : الجهاد بالمال: ومعناه أن يدفع المسلم مالاً للمجاهدين في سبيل الله من أجل النفقة عليهم وعلى عيالهم وفي شراء عدة القتال حتى يتصدّوا لأعداء الله ورسوله وأعدائهم وأعداء الإسلام، وفي ذلك فضل عظيم ومضاعفة الدرهم بسبعمائة درهم إلى أضعاف كثيرة، وفضل الله واسع ورحمته أوسع ، وقد قسم العلماء الجهاد إلى أنواع ومنها : جهاد النفس: فقد روي الترمذي (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ ». جهاد الشيطان: قال الله العزيز الحكيم: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ﴾ [فاطر: 6]، فلا بد من استفراغ الوسع في محاربته ومجاهدته، والشيطان عدو الإنسان من خارجه، ولكنه وثيق الصلة بالنفس العدو الداخلي، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وجهاد العدو: وهم الكفار والمنافقون، يكون جهادهم بثلاث وسائل: الأولى: بالحجة والبرهان: فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجهاد الكفار في المرحلة المكية، ولم يكن قد أذن له بالقتال، قال تعالى: ﴿ فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾ [الفرقان: 52]، أي بتبليغهم القرآن وتلاوته بين أظهرهم، وإقامة الحجة عليهم بآياته وبراهينه وتحديهم بإعجازه. الثانية: بالموعظة والتهديد والوعيد: وذلك للمنافقين، فإنهم يعيشون بين المسلمين ويتظاهرون بالإسلام، ولكنهم يتربصون بالمسلمين الدوائر، ويكيدون لهم في الخفاء، لذا أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم جهادهم فقال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [التحريم: 9]. الثالثة: بالقتال والوسائل الأخرى لقمعه: ولتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى. وإذا أطلق الجهاد لا يفهم منه، إلا جهاد العدو الخارجي بالقتال.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أقسام الجهاد في سبيل الله )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وقد أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين باتخاذ الوسائل المكافئة لدرء عدوان الأعداء، سواء الوسائل المادية من العتاد والسلاح والقوة الاقتصادية والعلمية والتقنية، أو الوسائل المعنوية: من قوة الإيمان والخبرات الفنية وغيرها وكلها داخلة تحت قوله تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60].
أيها المسلمون
أما الجهاد بمعنى قتال الأعداء لتكون كلمة الله هي العليا ، فقد اتفق علماء المسلمين على أن جهاد الكفار وقتالهم لنشر دين الله فرض ، ولكنه فرض كفاية ، إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين ، وذلك لقوله تعالى : ( لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) . (سورة النساء آية 95) ، قال ابن قدامة رحمه الله : ( وهذا يدل على أن القاعدين غير آثمين مع جهاد غيرهم). وقال تعالى ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (التوبة آية 122) ،فنفى الله تعالى أن ينفر المسلمون للجهاد كافة ، وحض على أن ينفر من كل فرقة منهم طائفة تقوم بفرض الجهاد الذي يسقط عن الطائفة الباقية . ونستكمل الحديث عن الجهاد في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء