خطبة عن ( جزاء المجاهدين في سبيل الله)
مايو 2, 2016خطبة عن ( من هو المجاهد في سبيل الله؟)
مايو 2, 2016الخطبة الأولى ( شروط الجهاد في سبيل الله)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (74) الانفال
إخوة الإسلام
حديثنا عن الجهاد في سبيل الله وشروط وجوبه :وكان الشرط الأول هو الإسلام ، ونستكمل معكم بقية الشروط : فمن شروط وجوب الجهاد العقل: لأن المجنون غير مكلف، فعَنْ عَلِىٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الصَّبِىِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ » رواه أبو داود والحاكم، ومن شروط وجوب الجهاد البلوغ: فلا يجب الجهاد على من هو دون البلوغ، قال ابْنُ عُمَرَ – رضى الله عنهما – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – عَرَضَهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَهْوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً ، فَلَمْ يُجِزْنِى ، ثُمَّ عَرَضَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ فَأَجَازَنِي ” متفق عليه، ومن شروط وجوب الجهاد الذكورة: فلا يجب الجهاد على النساء، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ قَالَ « نَعَمْ عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لاَ قِتَالَ فِيهِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ ». رواه ابن ماجه، وصححه ابن خزيمة. كما لا يجب الجهاد على خنثى مشكل، لأنه لا يُعلم كونه ذكراً. ومن شروط وجوب الجهاد القدرة على مؤنة الجهاد: من تحصيل السلاح، ونفقة المجاهد وعياله وغيرها، والسلامة من العجز، قال تعالى: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ) [التوبة: 91 : 92].
أيها المسلمون
وأما من يسقط عنهم الجهاد في حال فرض الكفاية: 1/ من لم يأذن له والداه بالجهاد، فعن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو – رضى الله عنهما – يَقُولُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ « أَحَيٌّ وَالِدَاكَ » . قَالَ نَعَمْ . قَالَ « فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ » رواه البخاري ومسلم. 2/ إذن الدائن لمدينه بالجهاد، فيما إذا كان كفائيا، فقد ورد في أحاديث رواها البخاري ومسلم: أن الشهيد لا يغفر له الدين غير المقضي عنه. 3/ وصرح الشافعية والحنابلة أنه يكره الغزو من غير إذن الإمام أو من ولاّه الإمام.
أيها المسلمون
والجهاد وسيلة من وسائل الدعوة إلى الإسلام، ولا يقصد به العلو في الأرض أو كسب المال أو إذلال الناس، لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يبدأ به دعوة الكفار إلى الإسلام. فقد روى الامام أحمد (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَا قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَوْماً قَطُّ إِلاَّ دَعَاهُمْ. ) ، والمسلمون عندما يدعون الناس إلى الإسلام، إنما يبذلون جهدهم في ذلك لإخراجهم من ظلمات الكفر والضلال والجهالة إلى نور الإسلام ” لذا كان المسلمون رحماء في شؤونهم وحتى في جهاد الأعداء.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( شروط الجهاد في سبيل الله)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
لقد كان المسلمون رحماء في شؤونهم ، وحتى في جهاد الأعداء. لذا فقد ذكر الفقهاء من آداب الجهاد الإسلامي:1- أنه لا يجوز قتل غير المقاتلة: فلا تقتل المرأة ولا الصبي والمجنون ولا الشيخ ولا المريض المقعد، ولا الأشل ولا الأعمى، ولا الراهب في صومعته، وكل من لا يشارك في القتال. ولا يساعد المقاتلين بالمال أو الرأي.. 2- وأنه لا يجوز تغريق النحل وتحريقه، ولا إتلاف الزرع والشجر إلا لضرورة، ولا يذبح شاة ولا دابة إلا لأكل. 3- ولا يجوز تدمير البيوت والسدود والمصانع وغيرها مما لا علاقة له بشكل مباشر في القضايا الحربية، ولا تتطلبه ضرورة العمليات العسكرية (أو ما يسمى في العصر الحاضر بالبنية التحتية للدولة). وكل ذلك جاء في هدايات القرآن الكريم وتوجيهات الرسول الكريم ووصايا الخلفاء الراشدين لقواد الجند. ويقول الله عز وجل: ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205]. وفي سنن البيهقي (أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ لاَ تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلاَ طِفْلاً وَلاَ صَغِيرًا وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ». وفي الصحيحين (عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضى الله عنهما – قَالَ وُجِدَتِ امْرَأَةٌ مَقْتُولَةً فِي بَعْضِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ) ، وجاء في وصية أبي بكر رضي الله عنه ليزيد حين بعثه أميراً على الجند: يا يزيد، (وَلاَ تَقْتُلُوا كَبِيرًا هَرِمًا وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ وَلِيدًا وَلاَ تُخَرِّبُوا عُمْرَانًا وَلاَ تَقَطَّعُوا شَجَرَةً إِلاَّ لِنَفْعٍ وَلاَ تَعْقِرَنَّ بَهِيمَةً إِلاَّ لِنَفْعٍ وَلاَ تُحْرِقَنَّ نَحْلاً وَلاَ تُغْرِقَنَّهَ وَلاَ تَغْدِرْ وَلاَ تُمَثِّلْ وَلاَ تَجْبُنْ وَلاَ تْغَّلُلُ ) رواه البيهقي ، إن الإسلام دين الرحمة ورسول الإسلام نبي الرحمة، يقول عنه ربه الذي أرسله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]. ونستكمل الموضوع إن شاء الله
الدعاء