خطبة عن (التوكل على الله وطلب الرزق )
فبراير 8, 2016خطبة حول (الفرق بين التوكل والتواكل)
فبراير 8, 2016الخطبة الأولى (أهمية التوكل على الله )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) (2) ،(3) الطلاق
إخوة الاسلام
في التوكل على الله نجاة من كل ضيق وهم وكرب ،فهذا إمام الموحّدين الخليل إبراهيم عليه السلام إذ تآمر عليه أهل الأرض في زمانه ، قال الله تعالى:( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ) الانبياء (68) ، فما زاد على أن قال:( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) ،فجاءه المدد ممن بيده ملكوت كل شيء، قال الله تعالى :( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ) الانبياء ( 69 ، 70) ..وفي قصة موسى عليه السلام عندما قال المتخاذلون: ( يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ) المائدة ( 22، 23) .. وهذا نبي الله موسى عليه السلام يخرج ليلاً بقومه المستضعفين فرارًا من فرعون وبطشه، فيتبعهم فرعون بجنوده وخيله ورجله فيدركهم، حتى لا يجد موسى وقومه إلا البحر أمامهم والعدو خلفهم، وتقطعت الأسباب، وضاقت السبل في الدنيا، ولكن من يتوكل على الله فهو حسبه، ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ ) الشعراء ( 61، 62)، أي: سيكفيني، وصدق في توكله على الله، فجاء الأمر من الله بنجاتهم وهلاك عدوهم، قال الله تعالى :( وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ ) الشعراء ( 65، 66) .. وعندما حقق المشركون بعض الانتصار على المسلمين في غزوة أحد .وارادوا أن يهاجموهم في المدينة خرج المسلمون إليهم رغم جراحاتهم فانزل الله فيهم ، ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) آل عمران (173).. وفي صحيح البخاري: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِىَ فِى النَّارِ ،وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ). وترك الخليل زوجته هاجر وابنها إسماعيل صغيراً رضيعاً بوادٍ لا زرع فيه ولا ضرع ولا أنيس توكلاً على الله وامتثالاً لأمره، فأحاطهما الله بعنايته، فإذا الصغيرُ يكون نبياً وصفه الله بالحلم والصبر وصدق الوعد والمحافظة على الصلاة والأمر بها، والماء المبارك زمزم ثمرة من ثمار توكل الخليل عليه السلام. ويروي البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما: (ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ ، وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهْىَ تُرْضِعُهُ حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ الْبَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ ، فَوْقَ زَمْزَمَ فِى أَعْلَى الْمَسْجِدِ ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ ، وَ وَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ ، ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِى الَّذِى لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَىْءٌ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا ، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ لَهُ آللَّهُ الَّذِى أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ نَعَمْ . قَالَتْ إِذًا لاَ يُضَيِّعُنَا )
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في غزوة ذات الرقاع، كما في صحيح البخاري(عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما أَخْبَرَهُ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَفَلَ مَعَهُ ، فَأَدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ فِى وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِى الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم – تَحْتَ سَمُرَةٍ ، فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ ، قَالَ جَابِرٌ فَنِمْنَا نَوْمَةً ، ثُمَّ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم – يَدْعُونَا ، فَجِئْنَاهُ فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِىٌّ جَالِسٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِى ، وَأَنَا نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظْتُ ، وَهْوَ فِى يَدِهِ صَلْتًا ، فَقَالَ لِى مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّى قُلْتُ اللَّهُ . فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ » . ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم).
عباد الله
املؤوا قلوبكم بالأمل، وأزيحوا اليأس عن صدوركم، ( فإنه لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ ) يوسف (87) . وتمسكوا بكتاب الله المبين وبالصراط المستقيم الذي جعله الله مصدرًا لقوتنا، وسبيلاً لرفعتنا ووحدتنا، ومصدر خوف وهلع لأعدائنا، لذلك حرص أعداؤنا على إبعادنا عنه والتفريق بيننا وبينه، لا مكَّنهم الله من ذلك.فهذا أحد المنصّرين يقول: “متى توارى القرآن ومكّةُ والمدينة عن بلاد المسلمين يمكننا أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة بعيدًا عن محمد وكتابه”، ونستكمل
الدعاء