خطبة عن ( خلق سلامة القلب )
يناير 13, 2016خطبة عن ( غض البصر)
يناير 13, 2016الخطبة الأولى ( أضرار النظرة المحرمة )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في المستدرك للحاكم : ( عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة فمن تركها من خوف الله أثابه جل وعز إيمانا يجد حلاوته في قلبه ) .
إخوة الإسلام
للنظرة المحرمة أضرار وآثار كثيرة, ومنها : أنها معصية لله ومخالفة لأمره وكذلك لرسوله صلى الله عليه وسلم . وأنها تُفرِّق القلب وتشتته وتبعده عن الله. أنها يُكسب القلب ظلمة. وبسببها يقسو القلب وينصرف عن العلم. وأنها تسمح بدخول الشيطان إلى القلب. وأنها تُوقع العبد في الغفلة.. وأنها تُورث الحسرات والزفرات والحرمان، وتُذهب نوره البصيرة. وبالنظرة المحرمة يقع القلب في ذل اتباع الهوى. وفي أسر الشهوة. وأنها تُوقع الناظر في وحشة بينه وبين نفسه وبينه وبين الله وبينه وبين الناس. وأنها قد تُوقع في الرد والابتعاد عن الدين.
أيها المسلمون
ولغض البصر فوائد عديدة وثمرات كثيرة, منها ما يلي: أنه امتثال لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .و يُورث القلب أُنساً بالله. وأنه يسدُّ على الشيطان مدخله إلى القلب. ويُقوّي العقل وينميه. وأنه يُخلص القلب من سكر الشهوة ورقدة الغفلة. يسدُّ على العبد باباً من أبواب جهنم. وأنه يفتح للعبد طريق العلم. ويُورث محبة الله. ويُورث الحكمة.
والسؤال ، كيف يعالج المسلم نفسه من النظر الى المحرمات ؟ فأقول : على المسلم المبتلى بهذا المرض أن يعالج نفسه بالآتي : 1- الدعاء والفرار واللجوء إلى الله تعالى ، فهو الهادي وملجأ المضطرين وغياث الملهوفين ومجير المستجيرين والمفرج الكروب والمصرف والمقلب القلوب ليصرف القلوب للطاعة، ومن الدعاء المأثور:( اللهم طهر قلبي من النفاق، وعملي من الرياء، ولساني من الكذب، وعيني من الخيانة، فانك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور). ودعاء يونس، ففي مسند أحمد وسنن الترمذي والمستدرك (عَنْ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ ».
2-التبصير بفوائد غض البصر، وبخطر إطلاق البصر للمحرمات، فالنظر للحرام سببٌ للشقاء والأمراض النفسية؛ وقال تعالى في شأن التعامل مع أكرم نساء وأطهر جيل -جيل الصحابة الأبرار-: (وَإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) {الأحزاب:53}. فإدمان النظر يجلب المصائب، وقد يوصل إلى عشق الصور الذي يوصل إلى الشرك بالله، إلى غير ذلك من المخاطر الكثيرة، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي كثيرا منها فقال) أمر الله تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم مطلع عليها يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج، فإن الحوادث مبدؤها من النظر كما أن معظم النار مبدؤها من مستصغر الشرر، ثم تكون نظرة ثم تكون خطرة ثم خطوة ثم خطيئة. ولهذا قيل: من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه: اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( غض البصر ) 2
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وما زلنا مع هذا السؤال ،كيف يعالج المسلم نفسه من النظر الى المحرمات ؟ ، وكان أولها الدعاء ، وثانيها التبصير بفوائد غض البصر ، وثالثها: استحضار إطلاع الله وإحاطته بك. وتذكر شهادة العينين عليك يوم القيامة.. وأن تعلم أنه لا خيار لك في هذا الأمر مهما كانت الظروف والأحوال. رابعها : الإكثار من نوافل العبادات. والصوم. وذكر الله على كل حال. وخامسها : تذكر منافع غض البصر.. والبعد عن فضول النظر. وسادسها : مجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر, والصبر على ذلك. وسابعها : تجنب المواطن التي تخشى فيها من فتنة النظر, واقطع أسبابه المهيِّجة. وثامنها : تذكر الموت القبر والحشر والصراط و الجنة والنار. وتاسعها : معرفة أن النظر الحرام زنا العينين.. وتذكر أنك كما تدين تدان.
الدعاء