خطبة عن ( من فضائل ذكر الله )
يوليو 11, 2016خطبة عن ( التحذير من مخالفة الرسول ) (لَيْسَ مِنَّا)
يوليو 11, 2016الخطبة الأولى ( ذكر الله وفضائله )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) الاحزاب 41 ، 42 ، ويقول سبحانه : (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) الاحزاب 35 ، وفي صحيح مسلم :(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ « سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ ». قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ ».
أيها الموحدون
ذكر الله من أعظم القربات ،وأفضل الطاعات ، فيه جلاء للقلوب ،ودواء المعاصي والذنوب ،ذكر الله به تطمئن القلوب ،وتسعد الأرواح ،وتهدأ النفوس ،كيف لا ،والحق تبارك وتعالى يقول : (وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد 28 ، وذكر الله يطرد الشيطان ،ويرضي الرحمن ،ويزيل الغم والأحزان ،ويجلب للقلب الفرح والسرور ،وذكر الله يقوي القلب ،وينور الوجه ،ويجلب الرزق ،ويورث محبة الله، فكل المخلوقات تذكر الله وتسبحه ، إلا الشياطين وأغبياء بني آدم … وذكر الله نوعان : الأول : ذكره بأسمائه وصفاته والثناء عليه وتنزيهه عما لا يليق به وهو : ( حمد وثناء وتمجيد ) ،وقد جمع الله ذلك كله في أول الفاتحة ، كما في الحديث القدسي الذي رواه مسلم : « قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ). قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَمِدَنِى عَبْدِى ،وَإِذَا قَالَ (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ). قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِى. وَإِذَا قَالَ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ). قَالَ مَجَّدَنِى عَبْدِى – وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَىَّ عَبْدِى) ، أما النوع الثاني من الذكر: فهو ذكر أمره ونهيه وأحكامه ،فإذا ذكر العبد أمر الله بادر إليه ، وإذا ذكر نهي الله هرب منه ،وابتعد عنه ،وإذا ذكر نعمه وآلاءه وإحسانه وفضله عليه أحبه وأشتاق إليه ، وذكر الله يكون بالقلب واللسان ،وأفضله أن يكون بالقلب واللسان معا ، وذكر الله يكون بالأعمال الصالحة ،وبتلاوة القرآن، فكل من شغل وقته في عمل صالح بنية التقرب إلى الله فهو ذاكر لله ،ومن شغل وقته في غير طاعة الله فهو غافل عن ذكر الله
ايها الموحدون
وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته في ذكر الله لما له من منزلة عظيمة عند الله فعند مسلم: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسِيرُ فِى طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ « سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ ». قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ ». وفي سنن البيهقي (جَاءَ أَعْرَابِيَّانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْأَلاَنِهِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ :« مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ ». وَقَالَ الآخَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَىَّ فَأَخْبِرْنِى بِأَمْرٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ :« لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( ذكر الله وفضائله )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
جاء عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) الاحزاب ، أنه قال : ( إن الله تعالى لم يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدا معلوما غير الذكر فإن الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهي إليه )، وقال ابن عباس : ( فاذكر الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم وبالليل والنهار وفي البر والبحر وفي السفر والحضر وفي الغنى والفقر وفي المرض والصحة وفي السر والعلانية وعلى كل حال ) فإذا فعلتم ذلك صلت عليكم ملائكة الرحمن وفي الحديث قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – « قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا مَعَ عَبْدِى حَيْثُمَا ذَكَرَنِى وَتَحَرَّكَتْ بِى شَفَتَاهُ » ، بل إن ذكر الله هو الحصن الحصين من شياطين الإنس والجن وهو الوقاء المانع من عذاب القبر بل هو الحياة كما في البخاري عَنْ أَبِى مُوسَى – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – « مَثَلُ الَّذِى يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِى لاَ يَذْكُرُ مَثَلُ الْحَىِّ وَالْمَيِّتِ » ،وفي مسند الامام احمد: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ قَوْمٍ جَلَسُوا مَجْلِساً لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ إِلاَّ رَأَوْهُ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ » ،وفي صحيح ابن حبان (عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم ترة وما مشى أحد مشى لم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة وما أوى أحد إلى فراشه ولم يذكر الله فيه إلا عليه ترة)
الدعاء