خطبة عن (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)
نوفمبر 10, 2016خطبة عن ( من عرف الله أحبه، فكيف نحبه)
نوفمبر 12, 2016الخطبة الأولى ( شرح حديث :إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري ومسلم واللفظ للبخاري : ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحْبِبْهُ . فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، فَيُنَادِى جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ . فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ »
إخوة الإسلام
محبة الله تعالى لعبده هي إرادة الخير له وهدايته وإنعامه عليه ورحمته ،ومحبة الله سبحانه وتعالى للعبد هي غاية المنى ، وهي المطلب الأسمى ، وهي المرغوب الأسنى ، ﻓﻤﻦ ﺣﺎﺯ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻓﻘﺪ ﺣﻔﻆ، ووُقي، ﻭﻛﻔﻲ، ﻭﻫﺪﻱ إلى صراط مستقيم ، ﻷن ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺒﻪ، ﻭمن أحبه الله فسوف ﻳﺴﺪﺩﻩ، ﻭﻳﺤﻔﻈﻪ ﻣﻦ ﺍلاﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺨﻄﺄ والزلل، فهل تريد – حقًا – أن تحب الله ؟، وأن يحبك الله؟ هل أنت متعطش لأن يسكن حب الله قلبك فلا تظمأ بعده أبدًا؟ وهل أنت على استعداد لبذل كل ما تستطيع لتنال هذا الشرف العظيم؟ ﻓﻤﺎ ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺔ! ﻭﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﻃﻴﺒﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺛﻤﺎﺭ ﻳﺎﻧﻌﺔ ﻭﻓﻴﺮﺓ!
فالمحبون لله هم أناس ميّزهم الله عن غيرهم ، واصطفاهم لنفسهِ من مغفرة وحب ورفق في القلب، فتجدهم مميزين عن غيرهم ،لا يتركهم الله لأحد سواه، وهم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فصدقهم الله ، وهم الأخيار الذين أخلصوا لله عزّ وجل أعمالهم ، وشكروا الله فأعطاهم أعظم المنح فرزقهم الله حبه الذي لا حب بعده ، ولا فضل يدانيه
أيها الموحد
وماذا لو أحبك الله ؟! أو ما هي الثمار التي تجنيها إذا أحبك الله ؟ : من هذه الثمار والفوائد التي يفوز بها ويجنيها المحب لله تعالى : أن يهبك الله الإيمان : فإنّ الله إذا أحبّ عبداً أنشأ في قلبهِ محبتهُ، فالإيمان لا يؤتيهِ الله إلاً من أحبهُ ، وهذا الإيمان يعتبر من أكبر الدلائل على حب الله عزّ وجل لعبده ، فالله لا يهدي للإيمان من لا يحب ، فهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء . وفي المستدرك للحاكم (عن عبد الله بن مسعود : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم و إن الله يعطي المال من يحب و من لا يحب و لا يعطي الإيمان إلا من يحب و إذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان ) ومن أحب الله يحفظهُ الله : فإنّ الله إذا أحب عبداً حفظه ، وكان الله وليّهُ وحسبهُ، فإنّ علامة محبة الله للعبد أن يتولى الله سياسة همومهِ فيكون في جميع أموره هو المختار لها، فيدبر الله أمره، فلا تمر حادثة إلاّ وأوجد الله له الحلول بجانبها، ويحفظ له سمعه، ويحفظ بصره، ويحفظ الله جوارحه إلاّ بما يرضي الله، فمن أجمل الأمور التي يمكن أن يتخيلها الإنسان أن يحفظهُ الله من كل مكروه ومن كل ما يؤذيه وأن يكون الله المدبّر لأمره . ومن أحب الله حرم الله عليه النار : فإنّ الله لا يدخل النار من أحبّهُ، فالحبيب لا يلقي بحبيبهُ الى التهلكة والمعاصي ، والطرق التي تؤدي الى النار، وهل لك من أن تجد حبيب يحبك مثل الله وهو خالق كل شيء، فإنّ الله إذا اصطفى عبداً لنفسهِ فقد اصطفاهُ يوم القيامةِ أيضاً لنفسهِ . ومن أحب الله أحبه أهل الأرض : فإن من علامات حب الله عزّ وجل للعبد أن يحبب أهل الأرضِ إليه ، وأهل السماء، ويسكنهُ في قلوب الناس ،فبجانب الحديث المتقدم فقد روى أحمد (عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمِقَةُ (المحبة) فِي السَّمَاءِ فَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْداً قَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ . قَالَ فَتَنْزِلُ لَهُ الْمِقَةُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ » ،ومن أحب الله يستعملهُ الله ويجعلهُ من خدامهِ : فإنّ الله إذا أحب عبداً أكثر حوائج الناس لهُ، ويصطنعهُ لنفسهِ، واجتباهُ لمحبتهِ، ففي سنن أبي داود : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلْجَنَّةِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُدْخِلَهُ بِهِ الْجَنَّةَ وَإِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلنَّارِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ فَيُدْخِلَهُ بِهِ النَّارَ ». وفي سنن الترمذي (عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ ». فَقِيلَ كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ ». فما أعظمها من منزلة أن تكون خادما لله عزّ وجل . ومن أحب الله رزقه الله حسن الخلق والرفق : فإن من علامات حب الله عزّ وجل أن يرزقهُ الخلق الحسن، وجعل في قلبه الرأفة والشفقة لسائر المخلوقات، ويعود كفهُ السخاء والعطاء، ونفسهُ السماحة، وبصرهِ بعيوب نفسهِ ، وفي موطإ مالك (حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ ( أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِنْ بَاعَ سَمْحًا إِنِ ابْتَاعَ سَمْحًا إِنْ قَضَى سَمْحًا إِنِ اقْتَضَى ). وفي معجم الطبراني (عن جرير بن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله عز و جل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق وإذا أحب الله عبدا أعطاه الرفق ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا قد حرموا ) ،ومن أحب الله : حماه الله من الدنيا ومفاتنها وشهواتها ، ففي سنن الترمذي (عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِى سَقِيمَهُ الْمَاءَ »
أيها المسلمون
ولمحبة الله سبحانه وتعالى طرق ووسائل وأسباب كثيرة ومتعددة ، فمن طرق ووسائل الوصول إلى محبة الله سبحانه وتعالى : 1- ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ قول ﺍﻟﻠﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺗﺎﺭﺓ ﺑﻨﻔﻲ الإﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ؛ ﻗﺎﻝ – ﺗﻌﺎﻟﻰ -:
﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]. فقد ﺃﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺃﻥ ﻫﺆلاﺀ لا ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﻌﻠﻮﻙ حكَمًا ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺰﺍﻉ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ, ﻭﻳﺘﺤﺎﻛﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺘﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎﺗﻚ, ﺛﻢ لا ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ضيقًا ﻣﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﻜﻤﻚ, ﻭﻳﻨﻘﺎﺩﻭﺍ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ انقيادًا تامًّا؛ ﻓﺎﻟﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺄﻥ ﻣﻦ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ مِن ﺻﻤﻴﻢ الإﻳﻤﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ. 2- ومن طرق ووسائل الوصول إلى محبة الله سبحانه وتعالى ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭالإﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﺨﻔﻲ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 76]،
وفي صحيح مسلم أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِىَّ الْغَنِىَّ الْخَفِىَّ ». ﻓﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺍﺻﻰ ﺑﻪ المتواصون، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ يُذكر ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻛﻴﻒ لا ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﻭﺻﺎﻧﺎ ﺑﻪ ﺭﺑﻨﺎ – ﺟﻞ ﻓﻲ ﻋﻼﻩ – ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ – ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ -: ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131]. ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ: ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺎﻳﺔ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﻴﺎﺕ، ﻫﺬﺍ ﻭﺻﻒ ﻣﻮﺟﺰ ﻳﺒﻴﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻓﻬﻞ ﻧﺤﻦ ﻣﺘﻘﻮﻥ؟ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻮﻑ ﻳﺠﻴﺐ ﺑﻪ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ، لا ﻳﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﻣﺨﻔﺎﻫﺎ ﺇلا ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﻭﻣﻮلاﻫﺎ؛ ﻷنه – ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻣﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﻨﻮﻥ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ، ﻭﻣﺎ ﺗﻠﻤﺤﻪ ﺍﻟﺒﺼﺎﺋﺮ، 3- من طرق ووسائل الوصول إلى محبة الله سبحانه وتعالى الإﺣﺴﺎﻥ ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ قوله – ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]. والإﺣﺴﺎﻥ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻋﻠﻴﺔ، ﻭﺧﻴﺮ ﻣﻄﻴﺔ ﻳﻤﺘﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻟﻠوصوﻝ ﺇﻟﻰ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩية ﻟﺮﺑﻪ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ – والإحسان كما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين :(قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الإِحْسَانُ قَالَ « الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ » ، 4- من طرق ووسائل الوصول إلى محبة الله سبحانه وتعالى : ﺍﻟﺼبر ؛ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146]، فقد ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ ﺑﻮﻋﻮﺩ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻭﻧﻬﺎﻳﺎﺕ ﺳﻌﻴﺪﺓ، ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ الأﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﺒﻴﻨﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻭالأﺟﺮ الجزيل. 5- من طرق ووسائل الوصول إلى محبة الله سبحانه وتعالى : التوكُّل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]. 6- ومن طرق ووسائل الوصول إلى محبة الله سبحانه وتعالى ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف: 4]. ففي الآﻳﺔ ﺑﻴﺎﻥ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ؛ ﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ – ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ – ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﺻﻔﻮﺍ ﻣﻮﺍﺟﻬﻴﻦ لأﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ, ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ. 7- ومن طرق ووسائل الوصول إلى محبة الله سبحانه وتعالى ﺣﺐ الأﻧﺼﺎﺭ؛ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ما رواه أحمد وغيره ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَحَبَّ الأَنْصَارَ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَمَنْ أَبْغَضَ الأَنْصَارَ أَبْغَضَهُ اللَّهُ ». وفي الصحيحين: أن ( عَدِى بْن ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ – رضى الله عنه – قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – أَوْ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « الأَنْصَارُ لاَ يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ » .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( شرح حديث :إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن طرق ووسائل الوصول إلى محبة الله سبحانه وتعالى ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ: ففي صحيح البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ )
فالحديث يبين لنا ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ حبين ﻟﻠﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻳﺤﺐ ﺑﻬﻤﺎ ﻋﺒﺪﻩ: ﺍﻟﺤﺐ الأﻭﻝ: ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ: ﻓﺎﻟﻠﻪ – ﺟﻞ ﻭﻋﻼ – ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺧﻠﻖ الإﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ؛ ﻓﺎﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ، ﻭﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺻﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﺣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ سبيلاً، ﻭﺑﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻭﻳﺤﺐ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﺃلا ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ.ﻓﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ تجعل ﺍﻟﻌﺒﺪ محبوبًا ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻪ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻛﺎﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻭﺍﻟﺬﻱ لا ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻮﺗﻪ ﻓﺮﺽ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ؛ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ سنَّة ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺠﺮ، ﺃﻭ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺃﻭ سنَّة ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﺒﻌﺪﻳﺔ، ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺮﻙ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ، ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺼﻠﻲ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ محافظًا ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ؟ لا، لا ﻳﻤﻜﻦ أبدًا، ﻓﻤﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻤﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ. ﻓﺈﺫﺍ ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ، ﺃﺣﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ – ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺣﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ – ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ: ((ﻓﺈﺫﺍ أحببتُه كنتُ ﺳﻤﻌﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻪ، ﻭﺑﺼﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺼﺮ ﺑﻪ، ﻭﻳﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻄﺶ ﺑﻬﺎ، ﻭرِﺟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﻨﻲ لأﻋﻄﻴﻨﻪ، ﻭﻟﺌﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﺫﻧﻲ لأﻋﻴﺬﻧﻪ))، فيا لها ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭ ﻳﺎﻧﻌﺔ، ﻭﻓﻮﺍﺋﺪ ﺫﺍﺋﻌﺔ! فالله – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ – يُسدِّد ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﺳﻤﻌﻪ ﻭﺑﺼﺮﻩ ﻭﻳﺪﻩ ﻭﺭﺟﻠﻪ، ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﺩﻋﺎﺀﻩ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎ، ﻭﻳﻌﻴﺬﻩ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻊ ﺇلا ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻠﻪ، لا ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ولا ﻳﻨﺼﺖ ﻟﻪ، ولا ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻪ، ﻓﻬﻮ ﻣﻊ ﺭﺑﻪ، ﻳﺴﺪﺩﻩ ﻭﻳﻘﻮﻣﻪ ﻭﻳﺤﻔﻈﻪ، لا ﻳﺴﻤﻊ الأﻏﺎﻧﻲ، ولا ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻭﺳﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺇﻥ ﺳﻤﻊ ﺗﺮﺍﻩ مدافعًا ذائدًا ﻋﻦ ﻋﺮﺽ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ. ﺑﻞ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺤﻔﻆ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻓﻘﺪ ﺣﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﻮﺝ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻟﻴﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ فإن ﻫﻨﺎﻙ كثيرًا ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺳﺘﻐﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺭﺑﻪ ﻭﺧﺎﻟﻘﻪ، ﻓﻬﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻓﻼ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻼﺕ ﻭالأﻓﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺎﺕ ﻭﺷﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺎﺕ، ﻳﺤﻔﻆ ﺑﺼﺮﻩ ﻋﻤﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺪﻩ، لا ﻳﺒﻄﺶ ﺑﻬﺎ أحدًا ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، لا ﻳﺄﻛﻞ ﺑﻬﺎ حرامًا، ولا ﺗﻤﺘﺪ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﻛﺬﻟﻚ الرِّﺟﻞ، لا ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺍﻡ، لا ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﻲ ﺇﻟﻰ زنًا، ﺃﻭ ﻟﻮﺍﻁ، ولا ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬﺎ ﻟﻴﺘﻌﺎﻃﻰ شيئًا محرَّمًا؛ ﺑﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺇﻟﻰ حِلَق ﺍلذِّﻛﺮ، ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺗﺤﻔﻴﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﺀ، ﻳﻄﻮﻑ ﺑﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ، ﻫﻜﺬﺍ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ، ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻓﺎﻟﻠﻪ يحفظ له ﺣﻮﺍﺳﻪ ﻭﺟﻮﺍﺭﺣﻪ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﻭﻳﺴﺪﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﺒﺮﻳﺎﺕ. ﻭﻣﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ، ﻳﺴﻤﻊ ﺩﻋﺎﺀﻩ ﻭﻳﺠﻴﺒﻪ، ﻭﻳﺤﻔﻈﻪ ﻣﻦ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ الإﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺷﻲﺀ ﺃﻋﺎﺫﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ – ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻣﻊ ﻋﺒﺪﻩ حفظًا وسدادًا، ﻣﺎ ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺍﻓﻞ الأﻋﻤﺎﻝ ﻭالأﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ،
أيها المسلمون
فلأجل أن يحبنا الله ويرضى عنا ويرحمنا ويغفر لنا علينا باتباع أوامره واجتناب نواهيه ، وإذا أردنا أن يحبنا الخلق ويحسنوا إلينا وأن ينفعونا في دنيانا علينا أولا أن نحب الله لأنه إذا أحبنا غرس الحب في قلوب العباد لنا إذا أحبنا الله نادى جبريل الروح الأمين ناداه من فوق عرشه يا جبريل إنني أنا الله أحب فلانا فأحبه وبلغ حبي له للملائكة ليحبوه وبلغ حبي لخلقي الذين يرونه ويتعاملون معه ليحبوه فيحبه جبريل ثم ينادي يا ملائكة الله إن الله يحب فلانا فأحبوه فتحبه الملائكة وتستغفر له وتدعو له ثم ينزل جبريل إلى الأرض فينادى فيمن حول فلان من الناس أيها الناس إن الله يحب فلانا فأحبوه وإن الله غرس في فلان من الصفات الحميدة ما يجذب حب الناس له وإن الله طبع فلانا بطابع القبول يتعامل مع الناس بما يحببهم فيه فيعاملونه بكل مودة وحب ،وهكذا يصبح حب الناس للمؤمن علامة حب الله له ويصبح حب الله للمؤمن مرتبطا بطاعته وعبادته والإخلاص في العبادة والطاعة حتى يكون من المقبولين ،والأمر نفسه في العاصين المغضوب عليهم ينادي الله جبريل إني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل وينادي أهل السماء والملائكة فيبغضونه وينزل إلى الأرض فيزرع في قلوب من حوله بغضهم له
الدعاء