خطبة عن(فضائل صلاة الفجر وما يعين عليها
يناير 25, 2017خطبة عن (البيت المسلم: مميزاته، ودعائمه (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا)
يناير 25, 2017الخطبة الأولى ( صلاة الفجر وعقوبة المتهاونين)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. وصفيه من خلقه وحبيبه .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : ( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) الاسراء 78 ،
إخوة الإسلام
في هذه الآية الكريمة ، يأمر الله تعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه من المؤمنين بقوله تعالى (أَقِمِ الصَّلَاةَ) والمعنى : أي حافظ على أداء الصلوات في أوقاتها ، (لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) أي غروب الشمس ، وقيل زوالها ، فتكون هي صلاة الظهر وما بعدها (إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ) أي إذا أقبل الليل بظلمته ، وفيه صلاة المغرب والعشاء ، (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) أي حافظ على صلاة الفجر (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) ، أي إن صلاة الفجر والقرآن فيها تشهده ملائكة الليل والنهار ، ويشهده الصالحون من عباد الله ، وذلك فيه تنويه بشأن صلاة الفجر ومنزلتها بين الصلوات ، وقيل سميت صلاة الفجر (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) لأن الصلاة لا تصح إلا بقراءة القرآن ، وهذا من تسمية الشيء باسم جزئه كتسمية الصلاة ركوعا وسجودا ،هذه هي صلاة الفجر وتلك هي منزلتها بين الصلوات ، فأين أنتم من صلاة الفجر ؟؟ ، وهل تشهدكم الملائكة مع القائمين الراكعين الساجدين ؟، أم تشهدكم مع الكسالى والنائمين ؟
أيها الموحدون
موعدنا اليوم إن شاء الله مع صلاة الفجر ، وسوف نتعرف على ثلاثة أمور بشأنها ، أولها : عقوبة تارك صلاة الفجر ، وثانيها : فضائل المحافظة على صلاة الفجر ، وثالثها : الأسباب المعينة على صلاة الفجر ،ونبدأ أولا : بعقوبة تارك صلاة الفجر والمتهاون فيها : العقوبة الأولى : يقول العلماء : إن الذي يتهاون بصلاة الفجر يستهزئ به الشيطان ، ويبول في أذنه ، والدليل على ذلك ما روي في الصحيحين (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – رضى الله عنه – قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ حَتَّى أَصْبَحَ ، قَالَ « ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ – أَوْ قَالَ – فِي أُذُنِهِ » ، قال العلماء : إما أن يكون بول الشيطان في أذنه على سبيل الحقيقة ( أي بال الشيطان في أذن من لم يصل الفجر حقيقة ) وجعل أذنه مرحاضا له ، وإما أن يكون بول الشيطان على سبيل المجاز ( بمعنى أنه أصمها عن سماع الأذان والاستجابة لنداء الرحمن ) ، فقد أصمه الشيطان عن سماع الحق ، فيسمع الذكر ولا يتذكر ، ويسمع الوعظ ولا يتعظ ، ويسمع القرآن ولا يخشع ، فقد قسا قلبه وصمت أذنيه ،أما العقوبة الثانية لمن تهاون في صلاة الفجر ، أن من ترك صلاة الفجر ، يضرب عليه الكسل طوال يومه ، ويشعر بضيق في صدره ولا يعلم ما سببه ، والدليل على ذلك ،ما رواه البخاري ومسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ :« يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ » . أما العقوبة الثالثة لمن تهاون في صلاة الفجر ، فهي أشد العقوبات ، وهي أن المتهاون في صلاة الفجر قد يحرم من النظر إلى وجه الله الكريم يوم القيامة ، والدليل ما رواه البخاري مسلم (عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا لَيْلَةً مَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَقَالَ « إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا ، لاَ تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا » . ثُمَّ قَرَأَ ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ) ، قال العلماء في هذا الحديث إشارة على أن من حافظ على هاتين الصلاتين ( الفجر والعصر ) رزق النظر إلى وجه الله الكريم ، وأن من تهاون فيهما ، حرم من النظر إلى وجهه الكريم يوم القيامة ، ونسأل الله ألا يحرمنا من النظر إلى وجهه الكريم
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (صلاة الفجر وفضائلها )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. وصفيه من خلقه وحبيبه .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
بعد أن تعرفنا على جزاء من تهاون في صلاة الفجر ،نأتي إلى فضائل المحافظة على صلاة الفجر : فيا من تحافظ على صلاة الفجر في جماعة ، أبشر ثم أبشر ، فأول فضيلة تنالها ، أن تكتب في صحيفة أعمالك بأنك قمت الليل كله ، فقد روى مسلم : (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى عَمْرَةَ قَالَ دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْمَسْجِدَ بَعْدَ صَلاَةِ الْمَغْرِبِ فَقَعَدَ وَحْدَهُ فَقَعَدْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ ». وأيضا من صلى الفجر في جماعة ، فهو في ذمة الله وحفظه ورعايته وحمايته وذلك طوال يومه ، فقد روى مسلم في صحيحه : (جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ». ومن صلى الصبح في جماعة كتب من الأبرار ، فقد روى الطبراني 🙁عن أبي أمامة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( من توضأ ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر ثم جلس حتى يصلي الفجر كتبت صلاته يومئذ في صلاة الأبرار وكتب في وفد الرحمن ) ، وما أدراك من الأبرار قال تعالى : (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) المطففين 22 ، 26 ، وقال تعالى (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ) الانسان 5 ، 6، ومن صلى الفجر في جماعة فهو من وفد الرحمن ، ووفد الرحمن هم الذين يحشرون ركبانا حين يمشي الناس على أقدامهم ، وهم الآمنون حين يفزع الناس ، ونستكمل فضائل المحافظة على صلاة الفجر ، وما يعين عليها في لقاء قادم إن شاء الله تعالى الدعاء