خطبة عن (أخلاق الصائمين) مختصرة 2
مارس 9, 2024خطبة عن (مرحبا شهر رمضان مرحبا)
مارس 9, 2024الخطبة الأولى (أخلاق الصائمين) مختصرة1
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
في الصحيحين: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ. وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ)
إخوة الإسلام
صوم رمضان ركن من أركان الإسلام، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]. ومن المعلوم أن كلّ عبادة من العبادات، لها حكمة بالغة في إصلاح العبد في دينه ودنياه، فمن أعظم آثار العبادات تزكية النفوس، وتهذيب الأخلاق،
وللصوم آثاره في تزكية النفوس، فقد أخبرنا الله تعالى أن من حكمة الصوم بلوغ درجات المتقين، فقال سبحانه: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ولبلوغ درجات المتقين، ومنازل المقربين، فلا بد أن يتخلق المسلم بأخلاق الصائمين، والسؤال: ماهي أخلاق الصائمين؟، فأقول: من أهم أخلاق الصائمين: أن يصوم القلب والجوارح، قبل أن تصوم البطن والفرج، وصيام القلب يكون: بتفريغه من الشرك والرياء والنفاق، وأن يصوم القلب عن الاعتقادات الباطلة، والوساوس السيئة، والنوايا الخبيثة، والخطرات القبيحة، وأن يصوم القلب عن الكبر والعُجب والحسد والبغضاء، فإذا صام القلب عن ذلك كله؛ فإنه يصبح قلبًا طاهرًا، تقيا نقيا، عامرًا بحب الله، متمنيا الخير لكل المسلمين، وإلا، فكيف يصوم مَن أفطر قلبه على سيء الأخلاق والأعمال؟ وكيف يصوم من انطوى صدره على الكراهية والعداوة والبغضاء؟ وكيف يصوم من يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، ويتمنى أن تزول النعم؟. فإذا صام القلب: تفرغ لذكر الله تعالى، واشتغل بالنظر في آياته، وفي التأمُّل والتدبُّر، ويرى المسلم الدنيا على حقيقتها، فهي مهما عظمت حقيرة، ومهما طالت قصيرة. وفي سنن ابن ماجه: (قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ قَالَ: «كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ». قَالُوا صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ». فالقلب الصائم: هو القلب بالآخرة, هو القلب السالم من الأحقاد والضغائن، فلا يضمر لأحد من المسلمين غلاً ولا شراً ولا حسداً، بل يعفو ويصفح، ويغفر ويسامح, ويتحمل أذى الناس. لأنه قلب مخلص، لا يريد إلا وجه الله, ولا يطلب إلا رضى الله, ولا يلتذ بغير محبة الله،
ومن أخلاق الصائمين: صوم الجوارح: فيصوم اللسان، وتصوم العين والأذن، وبقية الأعضاء، فصيام اللسان: يكون بالإمساك عن فضول الكلام، وعدم الخوض في الباطل، وترك المراء والخصومة، والكذب والنميمة، واللعن والسخرية. وفي البخاري ومسلم: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ. إِنِّي صَائِمٌ». وفي الصحيحين: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»، أما صوم العين: فيكون بعدم إطلاقها فيما حرَّم الله، قال تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) [النور:30]. وفي صحيح البخاري: (عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ)، فالعين منفذ للقلب، وفي سنن أبي داود: (عَنْ جَرِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ «اصْرِفْ بَصَرَكَ». فلتصم عيوننا عن الحرام، كما صمنا عن الشراب والطعام،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (أخلاق الصائمين)1
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
ومن أخلاق الصائمين: صوم الأذن: ويكون بالبُعْد عن سماع الحرام، كالغيبة والنميمة، والكذب والبهتان، وتصوم عن سماع الأغاني والمسلسلات والأفلام، فسنحاسب على كل ما نسمعه بإرادتنا، قال تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾ [الإسراء: 36]. وعند البيهقي: (عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ مِزْمَارًا قَالَ فَوَضَعَ أُصْبَعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ وَنَأَى عَنِ الطَّرِيقِ وَقَالَ لِي: يَا نَافِعُ هَلْ تَسْمَعُ شَيْئًا؟ قَالَ فَقُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَرَفَعَ أُصْبَعَيْهِ مِنْ أُذُنَيْهِ وَقَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَمِعَ مِثْلَ هَذَا فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا) ومن أخلاق الصائمين: صوم البطن: وصيام البطن يكون باجتناب الحرام، من الطعام وشراب، وعدم التعامل بالربا، وأكل أموال اليتامى ظلماً، أو يأخذ الرشوة، أو يحتال على الناس بالسرقة، والغش في البيع، وغير ذلك من ألوان أكل الحرام. وصدق النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث قال: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ، أَمِنْ حَلاَلٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ» رواه البخاري، ومن أخلاق الصائمين: صوم اليد: بكفّها عن البطش والقتل والسرقة والرشوة، وغير ذلك من ألوان المعاصي والذنوب. وعند الطبراني: (عن أسود بن أصرم المحاربي رضي الله عنه قال: “قلت: يا رسول الله أوصني، قال: أتملك يدك؟ قلت: فما أملك إذا لم أملك يدي! قال: أتملك لسانك؟ قال: فما أملك إذا لم أملك لساني!، قال: فلا تبسط يدك إلا إلى الخير، ولا تقل بلسانك إلا معروفًا”. ومن أخلاق الصائمين: صوم الرجل: ويكون بكفّهما عن السعي إلى الحرام: وفي سنن الترمذي: (قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- هَذِهِ الآيَةَ (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) قَالَ «أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا». قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ «فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا تَقُولُ عَمِلَ يَوْمَ كَذَا كَذَا وَكَذَا فَهَذِهِ أَخْبَارُهَا». ونستكمل أخلاق الصائمين في لقاء قادم إن شاء الله الدعاء