خطبة عن (الاستغفار: فضائله وفوائده)
نوفمبر 26, 2023خطبة عن حل المشكلات الزوجية وحديث (أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ. قُمْ أَبَا تُرَابٍ)
نوفمبر 28, 2023الخطبة الأولى (أسباب الانحراف في الدين)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
روى البيهقي في سننه وصححه الألباني في مشكاة المصابيح، ورواه الامام أحمد في تاريخ دمشق وصححه: (عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَذَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :«يَرِثُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ». وفي رواية: (يحمِلُ هذا العلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الغالينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الجاهلينَ) (القول العلي)
إخوة الإسلام
لقد قيض الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة طائفة من العلماء الأجلاء، والعدول المحققين، الذين حملوا لواء الدين، ونفوا عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فربطوا الفقه بأصوله الشرعية، واعتنوا بالاستدلال والترجيح بين الأقوال، كما أنهم لم يجردوا الفقه من مسحة التزكية والتحلية، ومعالجة أدواء النفوس وعلل القلوب، مع الرجوع لما تركه السلف من علم وفقه وتحقيق، فمحصوا أقوال العلماء، ودققوا النظر فيها، وانتفعوا بما تركه الأوائل، وسلكوا مسلك الحق والصواب. وهكذا جعَلَ اللهُ تبارك وتعالى الخَيْرَ باقيًا في هذه الأُمَّةِ، لا يَنقطِعُ حتَّى تَقومَ السَّاعةُ، حتَّى وإنْ بعُدَ أهلُ الزمانِ عن زمَنِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأصحابِه (رضِيَ اللهُ عنهم) بقُرونٍ عَديدةٍ، وذلك بفَضلِ عُلمائِهم ومُجاهِديهم
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ العِلمَ الشرعيَّ منَ الكِتابِ والسُّنةِ، وما يَنبَثِقُ عنهما من عُلومٍ، إنَّما يَهَبُه اللهُ سُبحانَه، ويَتعلَّمُه ويَحمِلُه في كلِّ قَرنٍ وجيلٍ من أجيالِ تلك الأُمةِ على مرِّ الأزمانِ أعدَلُ الناسِ وثِقاتُهم عن غَيرِهم من أهلِ زَمانِهم؛ فهُمْ كقولِ اللهِ تَعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} [آل عمران:104]؛ فإنَّ الذي يَدْعو إلى الخيرِ يكونُ أمثَلَ له من غَيرِه، فكذلك فإنَّ الذي يَعلَمُ العِلمَ يكونُ أَوْلى الناسِ بالعَملِ به. ومن وَظيفةِ هؤلاء التي تَحمَّلوا لأجْلِها هذا العِلمَ، والتي نصَّ عليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أنَّهم يُنَقِّحونَ دينَ اللهِ عزَّ وجلَّ، ويَكونونَ سَببًا في حِفظِه ممَّا حرَّفَه الجُهَّالُ، ودَسَّه الكَذَبةُ والخَدَّاعونَ، وما فرَضَه المُبتَدِعةُ وأهلُ التشدُّدِ والغُلُوِّ، ممَّن أقْحَموا في دِينِ اللهِ عزَّ وجلَّ ما ليس منه. فهذا تَوجيهٌ نَبويٌّ لكلِّ المُشتَغِلينَ بالعِلمِ الشرعيِّ أنْ يَحرِصوا على أنْ يُوَجِّهوا أنفُسَهم، وجُزءًا من أوقاتِهم للوقوفِ على هذا الثَّغْرِ، ومَعلومٌ أنَّ الذي يَتولَّى هذا المَقامَ في الدعوةِ إنَّما يَتعرَّضُ لأنواعٍ منَ البَلاءاتِ والفِتَنِ في دينِه ودُنياه؛ ولذلك كان ذِكرُهم في هذا الحَديثِ على سَبيلِ التفخيمِ والتعظيمِ، وإشارةً لِمَا لهم من عظيمِ الأجرِ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ.
أيها المسلمون
ففي هذا الحديث النبي الكريم يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسباب الانحراف في الدين ثلاثة أمور، وهي: (تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَحْرِيفَ الْغَالِين)
فالسبب الأول من أسباب الانحراف في الدين كما بينها سيد المرسلين في الحديث المتقدم هو: (تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ): فالجاهلون والمبتدعة يتأولون كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تأويلا خاطئا، فيتجاوزون المعنى المراد، فيحرِّفون النص عن جهته، وذلك كأقوال القَدَرية، والجَبْرية، والمشبهة، وغيرهم من أهل البدع، وبهذا التأويل الخاطئ فهم يضلون أنفسهم، ويضلون غيرهم، فأهل السنة يُجمعون على قبول التأويل المبني على أصول اجتهادية صحيحة، وقواعد منهجية وعلمية مقررة وثابتة، وقد روى الترمذي في سننه: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». وفيه: (عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ»، فأَهْلُ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ من العلماء شَدَّدُوا فِي أَنْ يُفَسَّرَ الْقُرْآنُ بِغَيْرِ عِلْمٍ. يقول الزركشي: “ولا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل، لقوله تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) الاسراء (36)، وقوله سبحانه فيما حرمه على العباد: (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) البقرة (169)، فالتأويل الفاسد من المبطلين يصرف الكلام عن ظاهره، إلى ما يُخالف ظاهره، بغير دليلٍ من الكتاب أو السنة المطهرة، بل بالرأي والهوى والخواطر، فالتأويل الفاسد، هو قطب الرحى لكل الفرق الضالة المبتدعة، وهم فيه مضطربون، حائرون شاكون، وليس لهم ضوابط يستقرون عليها، بل يتخبطون، فهم لا يخضعون للكتاب والسنة، بل يخضعون لعقولهم القاصرة، وأهوائهم المضلّة، وآرائهم الفاسدة، فهم في اضطراب واختلاف، وليس لهم صراط مستقيم مع النصوص.
أما السبب الثاني من أسباب الانحراف في الدين كما بينها سيد المرسلين في الحديث المتقدم فهو: (انْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ)، أي الادعاءات الكاذبة في الكتاب والسنة، وكذبَهم في نسبة القول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، (فالمُبطِلون) ينسبون أحاديثَ وأقوالًا مِن تِلقاء أنفسهم، ويقولون: هذا حديث رسول الله، أو فعله، أو سُنته؛ ليَستدلَّوا به على باطلهم، وفي صحيح البخاري: (عَنْ سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ «مَنْ يَقُلْ عَلَىَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»، وفي رواية: (وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»، وفي رواية لمسلم: «إِنَّ كَذِبًا عَلَىَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ فَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
أما السبب الثالث من أسباب الانحراف في الدين كما بينها سيد المرسلين في الحديث المتقدم فهو: (تَحْرِيفَ الْغَالِينَ)، و(الغالون) جمع غال، وهو الذي يتنطع في دين الله عز وجل، إما بإدخال أشياء ليست في دين الله عز وجل عليه، أو بنقصان أشياء من الدين، فإن أدخل هذا المتنطع زيادة في دين الله عز وجل، وجب الرد عليه بترك هذه الزيادة، والرجوع إلى الأصل ؛لأنه ربما فهم كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على غير ما فهمه سلف هذه الأمة، وكثير من أصحاب البدع إنما مردهم ومستندهم هو إلى الله ورسوله، وهل يتصور أن أهل البدع أثاروا البدعة وهم يعلمون ويوقنون بأنهم على الباطل المبين؟، لا، فهم لا يتصور ذلك، بل يزعمون أنهم على الكتاب والسنة، وهم يلوون أعناق النصوص، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويلوون ألسنتهم بالدليل، تجليلاً للباطل الذي هم عليه، وتحريفاً للكلم عن مواضعه لذلك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :«يَرِثُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ»، فالعلماء العدول الثقات ينفون عن علم الكتاب والسنة المطهرة تحريف الغالين أي المبتدعة الذين يتجاوزون في كتاب الله وسنة رسوله عن المعنى المراد فينحرفون عن جهته. وانتحال المبطلين أي الادعاءات الكاذبة وتأويل الجاهلين أي تأويل الجهلة لبعض القرآن والسنة إلى ما ليس بصواب.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (أسباب الانحراف في الدين)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
ومن المعلوم أن مصادر التشريع في الاسلام ثابتة، لا تتبدل ولا تتغير، قال الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ } [الحديد:25]، فبين سبحانه وتعالى أن البينات هي ما أتت به الرسل، وقال سبحانه: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، وقال تعالى: {كَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى :52]، فكتاب الله تعالى فيه الهدى والنور، وفيه بيان كل ما يلزم العباد في دنياهم ، وهو المخرج لهم من الظلمات إلى النور، كما قال سبحانه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم:1]، وبين سبحانه أنه أنزل على رسوله ما يبين لهم الكتاب الذي أنزله عليه، قال سبحانه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل:44] وهو سنته صلى الله عليه وسلم، فأوجب طاعته على الخلق، قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [المائدة:92]، وقال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء:80]، فالوحي هو القرآن والسنة، فحال النبي ﷺ كما أخبر ربُنا عنه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4] ففرض الله تعالى على الناس اتباع وحيه وسنن رسوله ﷺ، فقال في كتابه: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [البقرة:129]، وقال تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة:151]، وقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران:164]، وقال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ} [البقرة:231]، وقال الله عز وجل: {وَأَنْزَلَ الله عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء:113]، وقال عز وجل: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب:34] الآية ”. وقد روى بسند صحيح عن حسان بن عطية أنه قال: ” كان جبرائيل ينزل على رسول الله ﷺ بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن يعلمه إياها كما يعلمه القرآن” [الفقيه والمتفقه]، وهذا الأصل تكفل الله بحفظه، فهو باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، محفوظ عن التحريف والتبديل، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9].
الدعاء