خطبة عن (من أخلاق الصائمين)1
فبراير 22, 2025خطبة عن (أقبل يا رمضان) مختصرة1
فبراير 22, 2025الخطبة الأولى (أقبل يا رمضان) مختصرة 2
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
روى الإمام أحمد: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ «قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ»، إخوة الإسلام
تناولت معكم في لقاء سابق أن شهر رمضان فرصة للتغيير، فهو فرصة لتغيير أخلاقنا إلى الأفضل: فمن كان قليل الصبر، سريع الغضب، يتعلم في شهر رمضان الصبر والتحمل، فيصبر على الجوع والعطش والتعب ساعات طويلة، ويتخلق بأخلاق المؤمنين، فلا يسب ولا يشتم، ففي الصحيحين: (أن أَبَا هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «.. وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ)، فالصبر على أذى الناس، وتحمل أخطائهم، والاحسان إليهم، من أخلاق المؤمنين، قال الله تعالى في شأن المؤمنين: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} آل عمران:134، وفي الصحيحين: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ». وفي سنن الترمذي: (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَفِّذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ»،
ورمضان فرصة للتغيير لمن كان يأكل الحرام، من خلال: أكل الربا أو التلاعب في البيع والشراء أو بيع المحرمات ، أو سرقة أموال الناس، فرمضان فيه فرصة ليغير حاله، وأن يدع أكل الحرام، حتى يتقبل الله منه صيامه وقيامه، ففي مسند أحمد: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ»، وفي صحيح البخاري: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»،
وشهر رمضان فرصة للتغيير لمن هجر القرآن، قراءة وتدبراً، فيجب أن يكون هذا الشهر بداية لرحلة جديدة مع القرآن الكريم، فيكثر من تلاوته وتدبره في شهر رمضان فالقرآن يشفع للمسلم يوم القيامة، ففي مسند أحمد: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ. قَالَ فَيُشَفَّعَانِ».
وشهر رمضان فرصة للتغيير لمن كان مفرطاً في صلاته، أو يؤخرها عن وقتها، أو يتخلف عن أدائها جماعة في المسجد، فالتهاون بأمر الصلاة خطأ فادح، فيجب على المسلم أن يستيقظ من غفلته، وأن يجعل شهر رمضان فرصة للمحافظة على هذه الصلاة، والأحرى به أن يحافظ عليها مع الجماعة في هذا الشهر الفضيل، وعليه أن يألف المساجد، وأن يعمرها بالذكر والتسبيح ،فليستعن بالله، وليعزم من الآن أن يكون هذا الشهر المبارك بداية للمحافظة على الصلاة والتبكير إليها، يقول الله تعالى في وصــف المؤمنين:{الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 24].
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (أقبل يا رمضان) مختصرة 2
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
إن أهل التجارة في الدنيا يحرصون على استغلال مواسم التجارة، ابتغاء كسب الأرباح، وحريٌّ بالمؤمن في تجارته مع الله أن يكون أكثر إقبالاً من أهل الدنيا على دنياهم، فالتجارة مع الله تجارة رابحه، وشهر رمضان من أعظم مواسم الربح الكبير، ففي الصحيحين: (عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، وفي صحيح الأدب للبخاري: (أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فقال: “آمين، آمين، آمين” قيل له: يا رسول الله! ما كنت تصنع هذا؟ فقال: “قال لي جبريل: رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة. قلت: آمين. ثم قال: رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يغفر له. فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف امرئ ذُكرتَ عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين). وفي الصحيحين: (كَانَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ)، ألا فَاستَعِدُّوا لرمضان بِإِصلاحِ قُلُوبِكم وَتَنقِيَةِ سرائركمِ، وَاعقدُوا العَزمَ عَلَى التَّقَرُّبِ إِلى اللهِ وَالمُتَاجَرَةِ مَعَهُ بِأَحسَنِ مَا تَجِدُونَ، فاستقبل شهرك بتوبة خالصة، وعودة صادقة، ونية جازمة، ورغبة عازمة، أقبل على الطاعات، وأكثر من نوافل العبادات والصالحات،
الدعاء