خطبة عن (أم المؤمنين عائشة وفتنة وحديث الإفك)
مارس 31, 2016خطبة عن (حفت الجنة بالمكاره )
أبريل 5, 2016الخطبة الأولى (أم المؤمنين عائشة )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في الصحيحين : ( عَنْ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – قَالَتْ قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِنِّى لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّى رَاضِيَةً ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَىَّ غَضْبَى » . قَالَتْ فَقُلْتُ مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ فَقَالَ « أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّى رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ لاَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ ، وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى قُلْتِ لاَ وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ » . قَالَتْ قُلْتُ أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَكَ )
إخوة الإسلام
حديثنا اليوم إن شاء الله عن واحدة من أمهات المؤمنين ، عن أحب زوجة إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقربهن إلى نفسه ، إنها السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) ، ونحن نقدم على الحديث عن السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) ، فإننا نحس بأننا أمام قدس من الأقداس ، وأمام محراب طاهر ، كيف لا ؟ ، ونحن نقترب من إنسانة كانت في حقبة من الزمن قرينة نبوة ، بل كانت زوجة لأعظم مخلوق عرفته الدنيا ، وأحب خلق الله إلى الله ، بصراحة ، ونحن نتحدث عن السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) ، نخفض الطرف ، ونطأطأ الرأس ، ونستأذن ، ونحاول بعون الله ومدده ، أن نستقي من هذا الينبوع الزاخر بالعلم، والمعرفة ، والفضل ، غرفة ،، وأن نتخذ منها منهاجا ، وسبيلا نحتذي به في حياتنا
إخوة الإسلام
إن الاسم الذي عرفت به السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) ، مأخوذ ومشتق من (العيش) ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يناديها أحيانا (يا عائش )، فقد روى البخاري (إِنَّ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَوْمًا « يَا عَائِشَ ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ » . فَقُلْتُ وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، تَرَى مَا لاَ أَرَى . تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم ) ، وروي أنه كان يخاطبها (يا موفقة ) ، وكثيرا ما ناداها ( يا بنت الصديق ، يا بنت أبي بكر) ،فأبوها ( عبد الله بن أبي قحافة ، وأمها ( أم رومان ) ، والسيدة عائشة رضي الله عنها ولدت في السنة الرابعة بعد البعثة النبوية الشريفة ، وهي أصغر من السيدة فاطمة رضي الله عنها بثماني سنين ، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها في طفولتها كثيرة اللعب ، دائبة الحركة ، وتقول هي عن ذلك كما في البخاري (قَالَتْ كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَىَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي ) ، وفي سنن أبي داود (عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ وَفِى سَهْوَتِهَا سِتْرٌ فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ فَقَالَ « مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ ». قَالَتْ بَنَاتِى. وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ فَقَالَ « مَا هَذَا الَّذِى أَرَى وَسْطَهُنَّ ». قَالَتْ فَرَسٌ. قَالَ « وَمَا هَذَا الَّذِى عَلَيْهِ ». قَالَتْ جَنَاحَانِ. قَالَ « فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ ». قَالَتْ أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلاً لَهَا أَجْنِحَةٌ قَالَتْ فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ) ، على هذه الصورة ، وعلى هذا النمط من البراءة ، كانت طفولة السيدة عائشة رضي الله عنها ،ولكن ، كيف تمت خطبتها لسينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ، تحكي لنا هي ذلك ، كما في سنن البيهقي (قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا : لَمَّا مَاتَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا جَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ تَزَوَّجُ؟ قَالَ :« وَمَنْ ». قَالَتْ : إِنْ شِئْتَ بِكْرًا وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا. قَالَ :« وَمَنِ الْبِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّبُ ». قَالَتْ أَمَّا الْبِكْرُ فَابْنَةُ أَحَبِّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْكَ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِى بَكْرٍ وَأَمَّا الثَّيِّبُ فَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ قَدْ آمَنَتْ بِكَ وَاتَّبَعَتْكَ. قَالَ :« فَاذْكُرِيهِمَا لِي ». قَالَتْ : فَأَتَتْ أُمَّ رُومَانَ فَقَالَتْ : يَا أُمَّ رُومَانَ مَاذَا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ قَالَتْ : وَمَا ذَاكَ قَالَتْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ عَائِشَةَ قَالَتِ : انْتَظِرِي فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ آتٍ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : أَوَتَصْلُحُ لَهُ وَهِىَ ابْنَةُ أَخِيهِ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« أَنَا أَخُوهُ وَهُوَ أَخِي وَابْنَتُهُ تَصْلُحُ لِي »، ولقد كانت أولى الخطبة المباركة ، وحيا من السماء ، وقد أخبر عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعائشة كما في صحيح البخاري (عَنْ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « رَأَيْتُكِ فِي الْمَنَامِ يَجِيءُ بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَقَالَ لِي هَذِهِ امْرَأَتُكَ . فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوْبَ ، فَإِذَا أَنْتِ هِيَ فَقُلْتُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ »، وعند الترمذي (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ بِصُورَتِهَا فِي خِرْقَةِ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « إِنَّ هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ». وبعد أن سمعت خولة قبول أبي بكر الصديق ، مضت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودعته ، فجاء بيت الصديق فأنكحه ( أي زوجه ) عائشة وهي يومئذ بنت ست سنين أو سبع ، وكان صداقها خمسمائة درهم ، ولكنه لم يدخل عليها ، وتركها في بيت أبيها تمرح لاهية مع صواحبها ، وكان كل حظه منها ، أنها كانت تسرع إليه كلما مر ببيت أبي بكر ، فتكاد تنسيه بلطفها وإيناسها المشاغل الجسام التي تنتظره لدى الباب، لذلك ، طاب له أن يسعى إلى بيت صاحبه أبي بكر كلما اشتدت عليه وطأة الشعور بالوحدة والغربة ليلاطف خطيبته الصغيرة ، ويغرق أشجانه في فيض من دعابتها الذكية ، ومرحها الفياض ، وطاب لعائشة رضي الله عنها أن ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عظمته وجلاله ، ومهابته ووقاره
أيها المسلمون
ولقد بلغ من إعزاز الرسول صلى الله عليه وسلم لها ، أنه كان يوصي بها أمها قائلا : ( يا أم رومان ، استوصي بعائشة خيرا ، واحفظيني فيها ) ، وتمضي الأيام ، ويهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه من مكة إلى المدينة ، وبعد أن استقر صلى الله عليه وسلم في دار هجرته بعث ( زيد بن حارثة ) إلى مكة ليصحب بنات الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومعه رسالة من أبي بكر إلى ابنه عبد الله ، يطلب إليه فيها أن يلحق به ، مصطحبا زوجته أم رومان وابنتيه أسماء وعائشة ، وفي المدينة ، كان صلى الله عليه وسلم يهيئ دارا لعائشة ، وبعد أن تم بناء المسجد ، وبنيت حوله تسع حجرات ، بعضها من الجريد والطين ، والآخر من الحجارة المرصوصة ، وبعد أن استقر المسلمون في دار الهجرة ، وأمنوا عدوهم ـ تحدث أبو بكر إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إتمام الزواج ، فلبى رسول الله صلى الله عليه وسلم راضيا ، وأسرع في رجال ونساء من الأنصار إلى منزل صهره الصديق رضي الله عنه ، حيث كان ينزل بأهله في بني الخزرج ، وتصف السيدة عائشة يوم عرسها فتقول كما في مسند أحمد : (قَالَتْ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَدَخَلَ بَيْتَنَا وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَنِسَاءٌ فَجَاءَتْنِي أُمِّي وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ بَيْنَ عَذْقَيْنِ تَرْجَحُ بِي فَأَنْزَلَتْنِي مِنَ الأُرْجُوحَةِ وَلِى جُمَيْمَةٌ فَفَرَقَتْهَا وَمَسَحَتْ وَجْهِى بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ ثُمَّ أَقْبَلَتْ تَقُودُنِي حَتَّى وَقَفَتْ بِي عِنْدَ الْبَابِ وَإِنِّي لأَنْهَجُ حَتَّى سَكَنَ مِنْ نَفْسِى ثُمَّ دَخَلَتْ بِي فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ فِي بَيْتِنَا وَعِنْدَهُ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَجْلَسَتْنِي فِي حِجْرِهِ ثُمَّ قَالَتْ هَؤُلاَءِ أَهْلُكِ فَبَارَكَ اللَّهُ لَكِ فِيهِمْ وَبَارَكَ لَهُمْ فِيكِ. فَوَثَبَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَخَرَجُوا وَبَنَى بِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي بَيْتِنَا مَا نُحِرَتْ عَلَىَّ جَزُورٌ وَلاَ ذُبِحَتْ عَلَىَّ شَاةٌ حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِجَفْنَةٍ كَانَ يُرْسِلُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا دَارَ إِلَى نِسَائِهِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ. ) ،وحمل إليهما كذلك قدح من لبن شرب الرسول صلى الله عليه وسلم منه ، ثم تناولته العروس على استحياء فشربت منه ، ثم أسكنها صلى الله عليه وسلم حجرة ملاصقة للمسجد الشريف ، عرفت بعد ذلك بمهبط الوحي ، لكثرة الوحي الذي نزل بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولقد احتلت السيدة عائشة رضي الله عنها في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة رفيعة ومكانا مرموقا من المحبة لم يصل إليها غيرها في أمهات المؤمنين ، وكانت كثيرا ما تردد قوله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ « عَائِشَةُ » . قُلْتُ مِنَ الرِّجَالِ قَالَ « أَبُوهَا »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (أم المؤمنين عائشة )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونستكمل حديثنا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : في هذا البيت البسيط المتواضع ، بدأت عائشة حياة زوجية حافلة ، وستظل حديث التاريخ حتى قيام الساعة ، وكان حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها حبا لا يدانيها فيه أحد ، ولذلك ، كان الصحابة ينتظرون يوم عائشة ليقدموا له الهدايا ، كما في صحيح البخاري (حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ ،قَالَ كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِى إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فَقُلْنَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ ، وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ ، وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ ، فَمُرِى رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ ،قَالَتْ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَتْ فَأَعْرَضَ عَنِّى ،فَلَمَّا عَادَ إِلَىَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّى ، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ « يَا أُمَّ سَلَمَةَ لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَىَّ الْوَحْىُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا ») ، وفي البخاري أيضا (عَنْ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّى رَاضِيَةً ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَىَّ غَضْبَى » . قَالَتْ فَقُلْتُ مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ فَقَالَ « أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّى رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ لاَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ ، وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى قُلْتِ لاَ وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ » .قَالَتْ قُلْتُ أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَكَ ) ، ولكن ، لا بد أن تتعرض المرأة في حياتها الزوجية لابتلاءات وامتحانات ، فهذه سنة الحياة ، فقد تعرضت السيدة عائشة رضي الله عنها لأعظم فتنة في حياتها ، فكيف قاومت هذه الفتنة؟ وما هي الدروس المستفادة منها ؟ ذلك ما نستكمله إن شاء الله
الدعاء