خطبة عن (قصة آدم عليه السلام)
أغسطس 31, 2019خطبة عن (قُولوا: لا إلهَ إلا اللهُ، تُفلِحوا)
أغسطس 31, 2019الخطبة الأولى ( أهمية دراسة حياة الأنبياء )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : ( وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) [هود:120] ، وقال الله تعالى 🙁 لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف:111]
إخوة الإسلام لما كانت حياة الأنبياء والرسل (عليهم الصلاة والسلام) هي حياة الكمل من الناس، الذين اختارهم الله – عز وجل – عن علم وحكمة، واصطفاهم الله على البشر، كان لا بد لنا أن نتعرف على هذه الحياة المباركة، التي صُنعت على عين الله – تبارك وتعالى -، كما كان لزاما على من أراد لنفسه النجاة في الدنيا والآخرة، فردا كان أو جماعة-أن يدرس هذه الحياة المباركة، وبخاصة في عصور الغربة والغرباء كعصرنا الحاضر، لعلها أن تكون نبراسا لحياتنا، ونجاة لأمتنا ، مما هي فيه – في كثير من البلدان – من واقع أليم. ويمكن إبراز أهمية دراسة حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من خلال أمور كثيرة أهمها ما يلي :
أولا: لأننا مأمورون من الله – عز وجل – بالاقتداء بهم ،والتأسي بهديهم، وفي ذلك طاعة لله – سبحانه وتعالى – وعبادة له قبل كل شيء، قال الله تعالى: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (83) :(90) الأنعام فبالعمل الذي عملوا، والمنهاج الذي سلكوا، وبالهدى الذي هديناهم، والتوفيق الذي وفقناهم (اقتده) يا محمد أنت ومن آمن معك : فاعمل ،وخذ به واسلكه، فإنه عمل لله فيه رضا، ومنهاج من سلكه اهتدى). فالأمر له – صلى الله عليه وسلم – هو أمر لأمته، لقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (21) الأحزاب، ثانيا: أهمية دراسة حياة الأنبياء : لأن حياة الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) هي الحياة المعصومة، خاصة فيما يتعلق بالعقيدة ،وما أمروا بتبليغه، ذلك لأن الله تعالى – اجتباهم واصطفاهم عن علم وحكمة، فحري بمن هذه صفاتهم أن يُقتدى بهم ، وتُدرس حياتهم، ويتعرف على هديهم، وذلك لضمان الاهتداء ،وعدم الانحراف، لهداية الله – عز وجل – لهم وعصمته سبحانه وتعالى لهم ، ثالثا: في دراسة حياة الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) أكبر العظات والعبر للدعاة إلى الله – عز وجل – في كل مكان وزمان، سواء ما يتعلق بالإيمان العظيم ،والتوحيد الصادق الذي عليه أنبياء الله – عز وجل -، أو فيها يتعلق بأخلاقهم وسلوكهم، أو بهديهم ومنهجهم، وصبرهم في الدعوة ،والصراع مع الباطل وأهله، وإبراز هذه الجوانب من حياة الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) هو من أهم أغراض ورود قصص الأنبياء في القرآن الكريم، حيث لم تأت لمجرد التسلية ،والمعرفة التاريخية فقط، وإنما جاءت للاقتداء والتأسي بتوحيدهم الله والدعوة إليه، والتعزي بحياتهم ،وصبرهم وجهادهم، حتى لا تفتر عزائم الدعاة ،ويضعف صبرهم، فلهم في هذا السلف المبارك أكبر عزاء وقدوة في الثبات وشحذ الهمم. رابعا: وتأتي دراسة حياة الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) في عصرنا الحاضر ونحن في أشد الحاجة إلى دراستها من أي وقت مضى، وذلك لما يشهده عصرنا من غربة في أحوال كثير من المسلمين ،وفرقة بين دعاة الحق، وتسلط الأعداء، وكيد المنافقين، وتخبط في بعض المناهج الدعوية ، ما بين يائس، ومداهن، ومستعجل،، وهنا يبرز أهمية التعرف على حياة الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) في واقعنا المعاصر، ولعل في الدراسة المتجردة الواعية لهذه الحياة المباركة أن يقي الله – سبحانه – بها من التخبط والانحراف، وأن يهدينا بها إلى الصراط المستقيم الذي يوحد صفوفنا، ويبطل كيد أعدائنا، ويوصلنا في النهاية إلى النصر والتمكين الذي نصر الله – عز وجل – به أنبياءه والمتبعين لهم بإحسان.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أهمية دراسة حياة الأنبياء )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونواصل الحديث عن : أهمية دراسة حياة الأنبياء : خامسا: في دراسة حياة الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – تعرف على سنن الله – عز وجل – في التغيير، وتعرف على سننه – سبحانه – في الدفع والمدافعة، كما، أنها تكشف للدعاة إلى الله – عز وجل – ذلك الصراع الطويل المرير بين الحق والباطل، وفي هذا أكبر العزاء لأهل الحق، وذلك لإيمانهم بحتمية هذا الصراع، وأن الدولة والعاقبة في نهاية الأمر للحق وأهله، وهذا كله لا يبرز بوضوح كما يبرز في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وصراعهم مع أقوامهم: بالحجة والبيان، والهجرة، والجهاد، حتى أتاهم الله – تعالى – بنصره وتمكينه ، سادسًا: ولعل في دراسة حياة الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) بصدق ورغبة في اتباع هديهم سبيلا إلى الانتظام في سلكهم ،والسير في قافلتهم المباركة ،ولعل الله – عز وجل – أن يلحق من هذه نيته بركبهم الميمون، وأن يحشره في زمرتهم، فيصدق عليه قول الله – تعالى -: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) (69) النساء
الدعاء