خطبة عن (إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ) مختصرة
نوفمبر 6, 2021خطبة حول (حُدُودُ اللهِ ) مختصرة
نوفمبر 6, 2021الخطبة الأولى (أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
رُوي في مسند الإمام أحمد وصححه الألباني 🙁عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا حِفْظُ أَمَانَةٍ وَصَدْقُ حَدِيثٍ وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ ».
إخوة الإسلام
هذا الحديث النبوي الكريم يحوي توجيهات نبوية مباركة، يحتاجها كل مسلم لحفظ دينه، وتصحيح نظرته للدنيا، ووزن الأمور بالميزان الصحيح؛ وهو ميزان الآخرة، فنجد اليوم الكثير من الناس يتوجه قلبه نحو الدنيا، ولا تكاد تترك فيه مجالًا للانشغال بشيءٍ مِن ذكر الدار الآخرة، والاستعداد للموت والعمل للجنة، وفي ظل هذا التنافس المحموم على الدنيا ،يأتينا هذا الحديث ليصوب لنا الوجهة، ويعدل لنا المسار؛ فهو يقول لنا: مهما فاتك من شهوات الدنيا ، فاعلم أنه لم يفتك الكثير إذا أنت حصلت هذه الخصال الأربع، وهي: (حِفْظُ أَمَانَةٍ وَصَدْقُ حَدِيثٍ وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ) .فإذا ذكرتك نفسك يومًا بالوظيفة التي فاتتك، أو بالمال الذي ذهب لغيرك، أو.. أو؛ فتذكر هذا الحديث ،وقل لنفسك: (لَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا) ،وابحث لنفسك عن مكانة متقدمة بين هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الصفات الأربع، وغيرها مِن المنجيات؛ فثم السباق الحقيقي، فعلى المسلم ألا يتحسر على شيءٍ فاته من الدنيا، فإن هذا لا يفيد، وعلى المسلم أن يجعل الآخرة هي أكبر همه، وإليها يتوجه عقله وقلبه حتى يفوز في الدارين. أيها المسلمون
وفي الحدث يقولُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: “أرْبعٌ”، أي: أربع خِصالٍ وصِفاتٍ “إذا كُنَّ فيك”، أي: اتَّصفَ المُسْلمُ بهن ،وتخلَّق بهن، “فلا عليك ما فاتَك من الدُّنْيا”، أي: لا بأْسَ بما يَضيعُ من الدُّنْيا من مُتعٍ، إنْ كان المُسْلمُ بتلك الصفاتِ متخلق ومتصف، الصفة الأُولى: (حِفْظُ أَمَانَةٍ) ،وقد قال الله تعالى :” وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ” . (المؤمنون :8 ) ، والأمانة تشمل كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولا وفعلاً, وهي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه؛ ويؤدي حق الله في العبادة، ويحفظ جوارحه عن الحرام، ويؤدي ما عليه تجاه الخلق. فالأمانة في حقوق الله: هي العبادات التي كلَّفهم بها، وواجب عليهم أداؤها وعدم التقصير أو التكاسل فيها)، والأمانة في حقوق البشر: تدخل فيها البيوع والديون والمواريث والودائع والرهون والودائع التي تُعْطَى للإنسان ليحفظها لأهلها ومن صور الأمانة : الأمَانَة في الشَّهادة: وكذا الأمَانَة في القضاء والأمَانَة في الكتابة: فلا يكون فيها تغيير ولا تبديل ولا زيادة ولا نقص، والأمَانَة في الأسرار التي يُستأمن الإنسان على حفظها وعدم إفشائها، ومن صور الأمانة :الأمَانَة في الرِّسالات: بتبليغها إلى أهلها تامَّة غير منقوصة ولا مزاد عليها، وكذا الأمَانَة في السَّمع والبصر وسائر الحواس، والأمَانَة في النُّصح والمشورة: وذلك بأن تَصْدُق مَن وَثَقَ برأيك
أيها المسلمون
أما الصفة الثانيةُ كما في الحديث المتقدم فهي: “صِدْقُ الحديثِ”، أي: التزامُ الصِّدْقِ في القَوْلِ، ففي الصحيحين:(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا »، وفي سنن الترمذي :(قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ مَا حَفِظْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ »، ومعناه: إذا وجدت نفسك ترتاب في الشيء فاتركه، فإن نفس المؤمن تطمئن إلى الصدق، وترتاب من الكذب، فارتيابك من الشيء منبئ عن كونه مظنة للباطل فاحذره،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ثم نأتي إلى الصفة الثالثة كما جاءت في الحديث المتقدم: وهي قوله صلى الله عليه وسلم : (وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ) فالخليقة: هي الخُلق ،وهي: الطبيعة، والخلق الحسن من أهم عوامل النَّجاح؛ فكثيرٌ من النَّاس لا ينظرون إلى معتقدك ،ولا إلى عبادتك، وإنَّما ينظرون إلى خلقك أولاً، فإذا أعجبهم أخذوا عنك العقيدة ،والأخلاق ،والعبادة ،والعلم، وإذا لم يعجبهم تركوك وما أنت عليه من العلم، فإذاً لابُدَّ من الخُلُق، ويكفينا أنَّ الله تعالى قال لنبيِّه ﷺ: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4]. وقد بلغ من منزلة حسن الخُلُق يوم القيامة أن يكون صاحبه من أثقل النَّاس وزناً، كما في سنن الترمذي :(عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَيَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ »، وهو أكثر ما يدخل النَّاس الجنَّة، ففي سنن الترمذي :(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ « تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ ». ثم نأتي إلى الصفة الرابعة، وهي قوله صلى الله عليه وسلم : (وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ) ،قال الله تعالى :{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون:51] . وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا .. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ »، وفي سنن الترمذي 🙁عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ». فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَكَثِيرٌ. قَالَ « وَسَيَكُونُ فِي قُرُونٍ بَعْدِي ».
الدعاء