خطبة عن ( الدنيا ممدوحة أم مذمومة )
أبريل 5, 2017خطبة عن (الدعاء) (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
أبريل 8, 2017الخطبة الأولى ( إلى كل زوجين : الوصايا الذهبية .. في السعادة الزوجية )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (21) الروم ، وروى الترمذي في سننه بسند صحيح : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا رَفَّأَ الإِنْسَانَ إِذَا تَزَوَّجَ قَالَ « بَارَكَ اللَّهُ لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ »
إخوة الإسلام
الزواج نعمة عظيمة من الله تعالى ، أنعم بها على بني آدم ، بل هو من آيات الله تعالى ، ومعجزاته العظيمة ، الدالة على قدرته وحكمته عز وجل. وفي الزواج سكنٍ للنفس، وهدوءٍ للأعصاب، وطمأنينة للروح، وراحة للجسد ، وسعادة ووئام . والسعادة الزوجية هي الشعور بالرضا والإشباع بين الزوجين، وكذلك شعورهما بطمأنينة النفس، وتحقيق الذات، وكذلك الشعور بالبهجة والاستمتاع. وترجع أهمية السعادة الزوجية إلى كونها تؤدي إلى تحقيق ذاتية الفرد وقلة حدة التوتر والقلق أو الشعور بالاكتئاب وعدم الرضا. وحتى تتحقق السعادة الزوجية بين الرجل والمرأة فقد شرع الله تعالى لهما نظام الأسرة الإسلامي ، وهو نظام رباني وضعه الله تبارك وتعالى ، وفيه تراعى كل خصائص الفطرة الإنسانية وحاجاتها ومقوماتها ، وتقوم السعادة الزوجية الحقيقية والكاملة على عدة أسس: دينية ونفسية وفكرية واجتماعية وصحية، ولا تقوم فقط على العلاقة الزوجية أو اللذة الجنسية بالتحديد رغم أهميتها القصوى في الزواج ، ولكن الحياة الزوجية لا تقضى كلها في غرف النوم ، بل ما يقضى من وقت في ممارسة العلاقة الجنسية وإشباع هذا الجانب لدى الزوجين وقت يسير جداً جداً، وجوانب العلاقة الزوجية أعمق وأكثر تشعباً واتساعاً من ذلك بكثير،
أيها المسلمون
إلى كل زوجين ، إليكم هذه النصائح والوصايا الذهبية في السعادة الزوجية ، فنصيحتي لكل زوجين : المداومة على الأذكار والأدعية البسيطة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليحفظهما الله تعالى ويحفظ أسرتهما من كل مكروه وسوء. فصلا ما بينكما وبين الله . يصل الله بينكما؟؟ فإن أحسن كلا الزوجين علاقتهما بالله سبحانه وتعالى ، ألف الله بين قلبيهما ، وملأت السعادة بيتهما فإذا كان الرجل مقبل على الله والذي بينه وبين الله موصول طرح الله له القبول واحبه الناس وزوجته ، وكذا المرأة اذا كانت مقبلة على الله طرح الله لها القبول وأحبها زوجها ،فكم بمعصية تشتت أسرة سعيدة ؟؟ وكم بذنب انقلبت الحياة إلى نكد وحياة مريرة ؟؟ ،قال أحد السلف رحمه الله: والله إني لأعرف شؤم معصيتي بخلق دابتي؟؟ فكلما كان الزوجان قريبين من الله وتضرعا إلى الله في أن يديم حياتهما الزوجية ،وأن يسعدهما ببعضهما مادام في العمر بقية ، استجاب الله لهما ، فتأليف قلوب الأزواج والزوجات ليس بالملبوسات والأثاث والكلمات والحركات ،وإن كانت أسبابا؟؟؟ ولكن تأليف القلوب أصله من الله سبحانه وتعالى ، كما قال سبحانه: { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (63) الأنفال ، ويا أيها الزوجان : تعاملا مع بعضكما كالأطفال لا كالرجال؟؟؟ وأقصد بذلك أن يتنازل الرجل عن كبريائه ، وتتنازل المرأة عن عنادها حال الخلاف ولتكونا كالأطفال .. ما أسرع أن يختلفوا .. وما أجمل أن يصطلحوا؟ واشتركا في قتل الروتين في الحياة الزوجية ..في مأكلكم ومشربكم وملبسكم وكلامكم وفعالكم و….و…..و في كل شيء ..اطردا الروتين .. جددوا حياتكم …وغيروا أوضاعكم ، لا تحزنا إذا اقبلت عليكما مشكلة، وتذكرا ما يكون بعدها من الحب والمودة والصلة ، فالمهم ألا تدوم المشكلة والمعضلة ، ولتستفيدا من المشكلات العارضة في زيادة السعادة ، فكم من مشكلة ومضاربة ..انقلبت بعدها إلى معانقة ومعاشرة ، وكم صوب الزوجان نحو الآخر فوهة البندقية…ثم أطلقت وردة وردية، وليلة رومانسية ؟؟ فليكن صلحكما فاتحت خير ، احرصا على السرية من أجل السعادة الزوجية ؟؟، فعند الاختلاف بين الزوجين فليحرصا على سرية أمرهما وألا يشعرا أحدا باختلافهما، ولا سيما الأقربون ، فإن خروج المشاكل من باب بيتكما إلى الآخرين ولو الأقربين سبب في دمار كثير من بيوت المسلمين؟؟؟
فإذا نزلت بكما مشكلة فأغلقا بابكما ، وتفاهما ولا يشعر بكما أحد ، تصحيح الخطأ واجب ، والكمال عزيز ، فإن نظرة كلا الزوجين لبعضهما على أنهما كاملين ، ولا نقص في كل من أحدهما ، فهذه نظرة خاطئة ، وخطر هذه النظرة يكون عندما يفاجأ أحد الزوجين بأخطاء الآخر ونقصه في أمور لا يحبها الطرف الثاني ،فتكون عند ذلك خيبة الأمل والصدمة النفسية ، ولكن إذا وضع كل من الزوجين نصب عينيه عدم كمال الآخر، وأنه لا يخلو إنسان من عيب ونقص ، لم يصدم عند اكتشاف الأخطاء ، ويسعى الزوجان على تصحيح أخطاء بعضهما ، وتكميل نقص بعضهما ، وفي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ ». أَوْ قَالَ « غَيْرَهُ ». ( كن صريحاً ..تكن سعيداً ) ، فينبغي للزوجين إذا رآيا من بعضهما ما يكرهان ولا يحبان ،أن يتصارحا بأدب بما في أنفسهما ولا يكتمان ،فإن الكتمان ، سبب رئيسي في الغليان الداخلي ، وربما ينشط و يظهر ثوران البركان في أي لحظة مفاجئة ويحدث الانفجار الكبير ،ولابد من عطلة يومية .. لسعادتكم الزوجية ، فلكي تدوم سعادتكما ، تفرغا بعض الوقت لبعضكما، فمن المعلوم أن كلا الزوجين قد ينشغلان في زحمة الحياة بأنفسهما ، فلا يجتمعان إلا على طعام أو منام، وتدور بهما عجلة الحياة ، ويغطيهما الروتين بعباءته السوداء، فلا طعم للحياة، ولا مكان للسعادة والمتعة ، ولكن إذا اهتما ببعضهما وتفرغا لبعضهما ، بأن يجعلا لو ساعة يومية… أو يوما في الأسبوع ينقطعان فيه سويا عن العالم الخارجي ، ويشعر كل طرف باهتمامه بهذه العطلة ..وفرحه الشديد بهذه الخلوة.. فكم يترك ذلك في نفس الزوجين من آثار طيبة ، وكم يتنازل الاثنان عن كثير من الأمور من أجل هذا اليوم ، أو هذه الساعة، فإذا التقيا فيها كانا كأروع عروسين، واذا تشاورا في أمور بيتهما كانا هما العاقلين، فيكون وقت تفرغهما لبعضهما هو وقت تجديد حياتهما والتشاور في بناء مستقبلهما.
أيها الزوجان: اذا غضب أحدكما وزمجر.. فليسكت الطرف الآخر ، ولا يقابله بالهيجان والثوران، فتلتقي ناران فتأكلان كل ما في البيت في ثوان ، فكم هدم بيت بسبب هذا الأمر ،وكم ذاق الزوجان بسبب ذلك المر ، فعند غضب أحدكما فليسكت الآخر ويصمت ولا يتكلم ، ولا تصدر منه أي حركة اعتراضية ، قد يراها الطرف الآخر اسكاتا له ، وإهانة له ، وتحقيرا له من شدة غضبه ، وأنا أعلم أن للسكوت في هذه اللحظات حرارة ومرارة ، ولكنه العلاج الوحيد في مثل هذه اللحظات ، ولكي تعيشا سعيدين ..فتعاملا بالاحترام والحياء ، فاذا زال الحياء والأدب والاحترام والتقدير بين الزوجين.. فقل على دنياهما السلام .. فاذا زال حياء الزوج واحترامه لزوجته ..فلا تتعجب من إخراج الكلمات القاسيات .والضرب والتسفيه والمنازعات ، واذا زال حياء الزوج واحترامه لزوجته ..فقد فرش بيته بالألغام للقضاء عليه ونسفه. ولتدوم سعادتكما ..احترما أقارب كل منكما ، واعلموا أن كلا منكما ليس مسؤولا عن أخطاء الآخرين ،وليس ملزما بأقوالهم وأفعالهم السيئة ، فاتركوا أخطاءهم لهم .وادعوا بالصلاح لهم وعيشوا في سعادتكم ، وادعوا لذويكم… ولا تخربوا بيوتكم بأيدكم ولتدوم سعادتكما …احذرا اهمال بعضكما ، فالأشجار الخضراء ..تموت وتصبح صفراء إذا أهملت ، .والزهور النرجسية والورود الرومانسية تذوي وتموت ، والصحة الجسدية ….تعتليها الامراض بالإهمال . وحتى تدوم السعادة بينكما ..فاذكرا محاسنكما ، فلكل إنسان عيوب ومساوئ .. ولكل إنسان هفوات ، ولكل إنسان صفات حميدة ومحاسن حبيبة ، فالزوجة : فكم من طبختٍ من أناملها أكلتَها…وكم من كلمة رائعة من فمها سمعتَها ، وكم غسلت لك من سراويل وثياب…..وكم انتظرت قدومك عند الباب ، وأما الزوج : فهو صاحب القلب الرحيم ..والحبيب القريب…فكم دلعك أيتها الزوجة .وكم أضحكك….وكم أنار بيتك بقدومه.. وكم عشتي آمنة في حماه…إنه أبو أولادك ..إنه قطعة من قلبك وفؤادك … فكم تهامستما في ظلمة الليل ، وكم ، وكم …. ولتدوم سعادتكما الزوجية ..فلا تقارنا حياتكما بحياة غيركما ، نعم ..فكثير من المشاكل سببها المقارنة بالآخرين ، فينظر الزوج إلى سعادة فلان بزوجته ، ويذكر من جمالها ومن أدبها ومن حسن تفهمها مع زوجها ،ثم ينظر الى زوجته ..فيسبل دمعته وعبرته ، ويطالبها أن تكون مثل فلانه ..أو أخته السعيدة في حياتها ، فلا ترض الزوجة بفلانة ولا التجريح ولا المهانة . فلا هو سعد بزوجته ، ولا غير وضعه …بل يندب حظه ، وأما الزوجة ، فتنظر إلى زوجها وتذكر كلمات فلانة في زوجها ، وهي تقول لها : زوجي متفاهم …متعاون يكنس البيت ويرش فليت وينظف التوالي ، ويذهب بي رحلات برية وخيالية ، ثم تتذكر المسكينة زوجها : فلا مساعدة ولا تعاون في البيت ..ولا كلمة حلوة ولا هدية جميلة ، فيكثر صياحها .ويعلو نياحها ..قبل قدوم زوجها.. فإذا جاء .قابلته بوجه ملطخ بالطماطم وعيون منتفخة كانتفاخ البراطم كل هذا سببه المقارنة بين حياتهما وحياة الآخرين؟؟ وحتى تدوم لكما السعادة الزوجية .احرصا على التحصينات الشرعية ، فكم أهمل الزوجان الأذكار…فتنقلا بين هم وأكدار .وكم انشغلا عن ورد الصباح والمساء ..فحل بهم الداء والبلاء ، وكم كانا سعيدين ….فرمتهم بسهامها العين؟؟؟ وكم تحدثت الزوجة عن سعادتها بين من حولها …فكان فيه اجلها؟؟ وكم تحدث الزوج عن سعادته ومتعته مع زوجته …فكان في ذلك طلاقه وفرقته؟؟ وكم تسلطت الشياطين على زوجين سعيدين …فلم تقر لهم عين حتى هدما بيتهما …وفازوا برضى شيطانهم وكبيرهم……واخذوا رايتهم جائزة لهم؟؟
فيا أيها الزوجان السعيدان .. حصّنا بيتكما وحياتكما بالأذكار النبوية الصحيحة والقرآن.. فاذا دخلتما بيتكما فقولا بسم الله ..وإذا طعمتما فقولا باسم الله.. فلا مبيت ولا عشاء لعدو الله…واذا دخلتما مخدعكما ..فلا منكرات محرمة… ولا موسيقى هادئة…ولا صور آثمة.. إنما ذكر الله ..لتسعدا ببعضكما ….وتسعد ذريتكما…واحرصا على كتمان اسرار حياتكما.. فإن من أشر الناس من يفضي سر صاحبه.. بل احرصا على كتمان ما يلفت الانظار.. لتسلما بإذن الله من الشرور والأخطار.. ولتدوم سعادتكما …تعلما الصبر في حياتكما ، نعم تعلما الصبر ..فالصبر ضياء وهناء وسناء.. وهل السعادة والبشرى إلا للصابرين؟ ، اصبرا على مرضكما.. اصبرا على نقص أموالكما.. اصبرا على طبائعكما المختلفة .. اصبرا على تربية أولادكما.. اصبرا على أذية قرابة كل منكما..اصبرا على حلوكما ومركما ،فكم في الصبر على النواقص من كمال؟؟ ، وكم في الصبر على المرض تغير إلى عافية وأحسن حال؟؟ ، وكم في الصبر على الفقر من غنى وشكر؟ فالصبر مفتاح الفرج .. والفرج لزيم الصابرين..
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( إلى كل زوجين :الوصايا الذهبية .. في السعادة الزوجية )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ويا أيها الزوجان : احذرا من الشكاية من حالكما…وارفعا أمركما إلى بارئكما. فهو الذي بيده مفاتيح الفرج .. فقد من الله على زكريا وذكر فضله…ثم من عليه أخرى قال تعالى (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ) الانبياء 90…. فيا أيها الازواج وأيتها الزوجات ، يامن نزلت بكم البليات ، تذكروا قوله تعالى : (اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) آل عمران(200) ، وهديتي اليكم حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم كما في سنن البيهقي أن (رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَنَلْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلاَهُ اللَّهُ فِى جَسَدِهِ ، أَوْ فِى مَالِهِ ، أَوْ فِى وَلَدِهِ ». زَادْ ابْنُ نُفَيْلٍ :« ثُمَّ صَبَرَ عَلَى ذَلِكَ ». ثُمَّ اتَّفَقَا :« حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِى سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ». ، فطوبى للمخبتين…وهنيئا للصابرين.. ويأيها الزوجان : لكي تدوم السعادة والهناء .. فتعلما فن اللقاء ، فيا أيها الزوجان .. اللقاء فن وارتقاء. .فكم من اتصال أعقبه ضيق وحزن ووبال ..خصوصا من الزوجة فتعلما فن اللقاء ، فن الكلمات ، والقبلات والملبوسات…فخذا من الحمام غزله .ومن البعير طول مدته. .فمتى تعلمتما ذلك يوما. ركضا الزوجان الى غرفة النوم حبوا…. وخصوصا الزوجة …وسوف تفوز في سباق المارثون. واحذرا فقد تقتلا حبكما وسعادتكما بسوء لقائكما…
أيها الزوجان الحبيبان ، إذا زال جمال ظاهركما …فلا تنسوا جمال باطنكما ، فلاشك أن جمال الظاهر مرغوب ..وهو سبب من أسباب العفة الجنسية.. ولاشك ان جمال الباطن مطلوب. .وهو سبب من أسباب بقاء الحياة الزوجية.. فجمال الظاهر حسن منظر الزوجين وهيئتهم. .وجمال الباطن حسن اخلاق الزوجين وتعاملهم… ولكن ما فائدة : زوجان جميلا المنظر ، وسيئا المخبر؟؟ وكم انقضت صورة الجمال …ثم أصبحت الحياة بينهما شبه محال؟؟ وكم ضحى رجل من أجل امرأة سلبت عقله من شدة جمالها…فلما تزوجها غص بها.. وتجرع ويلاتها وعقوقها…وذاق مرارتها ..ولم تنفعه صورتها. وتقرب الى الله بطلاقها ..لسوء أخلاقها…؟؟؟ وكم ضحت امرأة من أجل رجل جميل المظهر.. فلما قبلته ..عانت من سوء خلقه ومعاملته ..ولاقت صنوف العذاب .. والطعن والسباب.. فما اغناها ظاهره.. يوم انكشفت لها بواطنه ، لذا أقول أيها الزوجان ….الجمال الحقيقي جمال الباطن …والجمال الباقي جمال الأخلاق والأذواق….ولا شك أن وجود جمال الباطن والظاهر نور على نور ، ولتدوم السعادة بينكما…أطعما بعضكما.. نعم ..أيها الزوجان الحبيبان…اذا جلستما على سفرة الطعام.. وبدأتما في الأكل والإلتهام.. فارفع لقمة رائعة وضعها في فيّ امرأتك . وارفعي لقمة رائعة وضعيها في فيّ زوجك.. وتبادلا الابتسام وأجمل الكلام.. ففي الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم (وَإِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ ، حَتَّى اللُّقْمَةُ الَّتِى تَرْفَعُهَا إِلَى فِى امْرَأَتِكَ ) ، إنها والله أفعال سهلة يسيرة.. ولكن تأثيراتها في القلوب خطيرة… فكم غرست في القلب الرحمة والمحبة.وكم أظهرت بين الزوجين المودة..فلما تتحرج نفسك.. فيما فيه سعادتك؟ ولم تستح أن تفعل ما يدعوك إلى حياة أجمل؟؟؟ ولتدوم السعادة الزوجية بينكما….تعرفا على نفسية كل منكما، فالرجل تفكيره يختلف عن تفكير المرأة….واهتماماته تختلف عن اهتمامات المرأة. والمرأة كذلك ، وحتى تسعدا .اعرفا كيف تتعاملا… ولن تعرفا ذلك.. إلا اذا فهمتما نفسية كل منكـما.. فاحرصا على دراسة ذلك ومعرفته.. ولكي تدوم لكما السعادة الأسرية …..تفاهما في الجوانب المالية ، فكم من أسرة تمزقت بسبب المـال.. فأيها الزوج . عليك النفقة والسكنى .. وعليك ألا تضيع من تعول ….واعلم أن درهما تضعه لأهلك خير لك من درهم تضعه في سبيل الله ،فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِى رَقَبَةٍ وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِى أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ ». رواه مسلم ، فلا تبخل عليهم بما تستطيع وانظر لما تقدمه لهم واحتسب الأجر فيه.. ففي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الْبَدْرِىِّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً » . فاقسم من راتبك الشهري قسما لزوجتك وأولادك وإن ضاق وقلَّ .. ورتب للمناسبات والعوارض ميزانياتها حتى تسلم مـن الازمات..واقتصد في انفاقك يبارك لك الله فـــي رزقك ولا تبذر تبذيرا.. قال تعالى : (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ) الاسراء (29) ، وأنت أيتها الزوجة ..الرفق الرفق بالزوج … واحذري من كثرة الطلبات والرغبات .. فإنها جالبة للمشاكل والمنازعـات.. واقنعي باليسير والقليل ،وإياك ان تنظري لمن هم فوقك في الماديات …فتسوء بك الحياة ….ويقل شكرك لزوجك وربك.. ففي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ». قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ « عَلَيْكُمْ ». واحذري أيتها الزوجة أن تكوني سببا في هلاك زوجك وأمتك ؟؟
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن أول ما أهلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب والصيغ ما تكلفه امرأة الغني ) حديث صحيح انظر السلسلة الصحيحة للألباني ، وان بخل زوجك عليك وماله موجود بين يديك 🙁 فخذي من ماله بالمعروف مايكفيك ويكفي بنيك ) ، فيا أيها الزوجان الحبيبان … جلسة بينكما ترتبان ميزانية شهركما.. وتنظران للمناسبات والأزمات الواقعة بكما.. فبها يعذر بعضكما الآخر ويقف معه في الأزمات المالية ، وتفوزا جميعا بالسعادة الأسرية الزوجية ، ويا أيتها الزوجة : كوني له عروسا ولا تسبقيه إلى النوم إلا للضرورة . ولا تعتمدي على أنه هو الذي يبادرك دائما ويبدي رغبته . واعملي حفله أسرية جميلة مع حسن اختيار الوقت الذي يناسبه . واجعلي زوجك يشعر باحتياجك دائما لآخذ رأيه في الأشياء المهمة .وأشركي الأولاد في أمر الاهتمام به واحترامه وتقديره.
ولا تتدخلي بطريقه مباشرة عند توجيهه أو عقابه للأولاد. واحترمي والديه فهما اللذان أهديا إليك أغلى هدية وهي زوجك الغالي . واهتمي بضيوفه واجتهدي في إكرامهم .وحافظي على أوراقه وأدواته الخاصة . لا تعتبي عليه عند تأخره وغيابه عن البيت ،بل أجمعي بين إشعاره بانتظاره شوقا ، والتقدير لأعبائه. أعينيه على تأدية عمله واهتمي بمظهره وملبسه. واحرصي أن تجتمعا سويا على صلاة قيام الليل فإنها تضفي عليكما نوراً وسعادة ومودة وسكينة.
وتذكري دائماً أن طاعة الزوج وسيلة نتقرب بها الى الله تعالى ، وتذكري أنه جنتك ونارك. وأخيراً إذا اردت كسب زوجك احتويه بالحنان والعطف والتقدير وعامليه بلطف وحب وبيني له مشاعرك وتقديرك وسترين النتيجة.. ولا تنسين أهمية الدعاء
الدعاء