خطبة عن (احذر أن تكون ضعيفا )
ديسمبر 18, 2022خطبة عن (استجب لله ليستجيب الله لك )
ديسمبر 21, 2022الخطبة الأولى ( إياك والعجز وتمني الأماني )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الإمام الترمذي في سننه بسند حسنه: (عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ »
إخوة الإسلام
لِلْمَرْءِ مَعَ نَفْسِهِ أَسْرَارٌ وَأُمْنِيَاتٌ، وَتَطَلُّعٌ وَطُمُوحَاتٌ، فَمَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَقَدْ طَافَ فِي هَاجِسِهِ أَلْوَانٌ مِنَ الأَمَانِي،. وفي صحيح ابن حبان ومسند أحمد: (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ وَلاَ أَدْرِي أَشَيْءٌ أُنْزِلَ أَوْ كَانَ يَقُولُهُ « لَوْ أَنَّ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَتَمَنَّى أَوْ لاَبْتَغَى وَادِياً ثَالِثاً وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ». وليكن معلوما أن الأَمَانِيُّ سِلَاحٌ ذُو حَدَّيْنِ، فَإِنْ تَمَنَّى العَبْدُ الخَيْرَ وَالمَعْرُوفَ، فَهِيَ حَسَنَاتٌ صَالِحَاتٌ، وَإِنْ لَمْ تَعْمَلْهَا جَوَارِحُهُ، وَإِنْ تَمَنَّى الإِثْمَ وَالسُّوءَ فَهِيَ أَوْزَارٌ فِي صَحِيفَتِهِ وَشَقَاءٌ لَمْ يَعْمَلْهُ. ففي سنن ابن ماجة ومسند أحمد بسند صحيح : (عَنْ أَبِى كَبْشَةَ الأَنْمَارِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « مَثَلُ هَذِهِ الأُمَّةِ كَمَثَلِ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ : رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْمًا فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ فِى مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِى حَقِّهِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالاً فَهُوَ يَقُولُ : لَوْ كَانَ لِى مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِى يَعْمَلُ ». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « فَهُمَا فِى الأَجْرِ سَوَاءٌ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِى مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِى غَيْرِ حَقِّهِ وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ عِلْمًا وَلاَ مَالاً فَهُوَ يَقُولُ : لَوْ كَانَ لِى مِثْلُ مَالِ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِى يَعْمَلُ ».قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « فَهُمَا فِى الْوِزْرِ سَوَاءٌ ».
وهُنَاكَ أَسْبَابٌ تُعِينُ عَلَى بُلُوغِ الأَمَانِي، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا، سَوَاءٌ أَكَانَتْ هَذِهِ الأُمْنِيَاتُ دُنْيَوِيَّةً مَحْضَةً، أَمْ مِمَّا يُرَادُ بِهِ ثَوَاب الآخِرَةِ. فَمِنَ المَعَالِمِ المُعِينَةِ عَلَى إِدْرَاكِ الأُمْنِيَاتِ: أَنْ يَكُونَ المَرْءُ جَادًّا فِي تَحْقِيقِ مَا تَمَنَّى، عَازِمًا لِلْوُصُولِ إِلَى هَدَفِهِ، أَمَّا إِذَا عُدِمَ الجدُّ وَالصِّدْقُ وَالعَزْمُ فَمَا هَذِهِ الأَمَانِيُّ إِلَّا خَوَاطِر بَطَّالِينَ، وَقَدِيمًا قِيلَ: “الأَمَانِيُّ رُؤُوسُ أَمْوَالِ المَفَالِيسِ”، وَمَعَ الصِّدْقِ وَالعَزِيمَةِ لَا بُدَّ مِنَ الصَّبْرِ وَالإِصْرَارِ وَالثَّبَاتِ عَلَى الطَّرِيقِ حَتَّى يَبْلُغَ المَرْءُ مُنَاهُ. فَإِذَا تَحَلَّى العَبْدُ بِالجِدِّ وَالعَزْمِ، وَتَدَثَّرَ بِالصَّبْرِ وَالإِصْرَارِ، وَصَلَ بَعْدَ تَوْفِيقِ اللهِ إِلَى مُبْتَغَاهُ. فهَذَا نَبِيُّنَا وَقُدْوَتُنَا – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَمَنَّى أُمْنِيَاتٍ عِدَّةً، تَمَنَّى لَوْ أَنَّ لَهُ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، فَلَا يَأْتِي عَلَيْهِ ثَلَاثُ لَيَالٍ إِلَّا وَقَدْ أَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ. وَتَمَنَّى هِدَايَةَ قَوْمِهِ، حَتَّى قَالَ لَهُ رَبُّهُ: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} [فاطر: 8]. وَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ أَكْثَرَ النَّاسِ تَبَعًا يَوْمَ القِيَامَةِ. وَتَمَنَّى رُؤْيَةَ إِخْوَانِهِ؛ “وَدِدْتُ أَنِّي رَأَيْتُ إِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ”. وَتَمَنَّى أَنْ تَكُونَ أُمَّتُهُ شَطْرَ أَهْلِ الجَنَّةِ.
أيها المسلمون
وإذا رأيت المرء يتمنى ويتمنى ولكنه أصيب بالعجز والكسل؛ فاغسل يديك منه، فالكسل يحرمنا من تحقيق ما نرغب فيه، وبالكسل تتراكم الأعمال حتى يصل المرء إلى العجز عن القيام بها، ومن بذر بذرة «ليت»، نبتت له شجرة «لعل»، ويقطف ثمار «الخيبة والندامة» ولقد ذم الله تعالى الكسل، فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: ٣٨ – ٣٩]. فالعجز يفتح عمل الشيطان، فإذا عجز عما ينفعه وصار إلى الأماني الباطلة، بقوله: لو كان كذا وكذا، ولو فعلت كذا، يفتح عليه عمل الشيطان، ولهذا استعاذ النبي –صلى الله عليه وسلم- منهما، وهما مفتاح كل شر، وأصل المعاصي كلها، فإن العبد يعجز عن أسباب أعمال الطاعات، وعن الأسباب التي تبعده عن المعاصي، وتحول بينه وبينها، فيقع في المعاصي، والذي يعلم ولا يعمل واهم في أنه يصل إلى الجنة؛ لأن ذلك ضد النواميس الكونية العادلة التي وضعها رب العزة سبحانه وتعالى، روى الترمذي وحسنه: (عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ»، فالعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله، فهو يقول: الله غفور رحيم، ويفعل كل المعاصي، نعم فالله سبحانه وتعالى غفور رحيم، ولكن لا يمكن أن ينفع هذا من غير عمل، قال الشاعر: ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها.. إن السفينة لا تجري على اليبس، فأنت مأمور شرعاً بالسير على السنن، فهل لطالب يلعب سائر العام ويريد أن ينجح، ويقول: الله يسهل، وهل لمريض لا يأخذ الدواء ويريد أن يتعافى، ويقول: الله يشفي. فلا بد من السير على السنن، وسنة الله عز وجل: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه} [الزلزلة:٧ – ٨]. فالذي سيعمل مثقال ذرة سيجدها في الدنيا والآخرة، سواء كان خيراً أم شراً، والذي يعمل مقدار قنطار سيجده في الدنيا والآخرة من خير أم من شر. أما التواكل على الله عز وجل، واعتقاد النجاة بدون عمل؛ فهذا ليس مسلك الصالحين، ولم يكن أبداً مسلك الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، وإنما هذا مسلك الضالين من أهل الأرض .
أيها المسلمون
ولقد أُثر عن الحسن البصري أنه قال: (ليس الإيمان بالتمنِّي، ولكن ما وقَر في القلب وصدّقه العمل، وإن قومًا خرجوا من الدُّنيا ولا عمل لهم وقالوا: نحن نحسن الظَّنَّ بالله وكَذَبُوا، لو أحسنوا الظَّنّ لأحسنوا العمل). فالإيمان الذي يكرّم الله به المؤمن، ويُنجيه من النار ليس مجرّدَ كلمة يقولها بلسانه دون عمل، وليس أمنية يتمنّاها ترفع بها درجته عند ربّه، فما أهون الكلام المجرّد عن عمل يصدقه، قال الله تعالى: ( وقُلِ اعْملُوا فسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ والمُؤمنونَ وستُردُّونَ إلى عالِم الغَيْبِ والشّهادةِ فيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعملونَ) (التوبة : 105) ،وقد حدث أن بعض أهل الكتاب تناقشوا مع بعض المؤمنين، كل يدَّعِي أن الفضل له دون الآخر، فنزل قوله تعالى: ( لَيْسَ بِأمَانِيِّكُمْ ولاَ أَمانِيِّ أَهْلِ الكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ولاَ يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا ولاَ نَصيرًا ومَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يدخُلونَ الجَنّة ولا يُظْلَمُونَ نَقيرًا) (النساء : 123، 124). فالمدار كلّه على العمل، المبنيِّ على الإيمان وحسن الظّن بالله، فمن تمنى على الله الأماني، وعجز عن العمل، فهذا لن يصل إلى مبتغاه ، ولن يحقق ما تمناه، بل هذا من كيد الشيطان للإنسان، أن يتمنى دون عمل، فليستيقظ كل واهمٌ من وهمه، فالله يحب صاحب القلب الوجل، الذي كلما ازداد في عمل الصالحات؛ كلما ازداد وجله خوفاً ألا يتقبل الله منه، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) (60) ،(61) المؤمنون ، وروى الترمذي وغيره : (أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ هَذِهِ الآيَةِ (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) قَالَتْ عَائِشَةُ أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ قَالَ « لاَ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لاَ يُقْبَلَ مِنْهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( إياك والعجز وتمني الأماني )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
كلما كان قلب العبد وجلاً، كلما كان حيَّاً بذكر ربه، وكلما ازداد مقدار تلك الحياة؛ كلما ازداد شوقاً إلى الطاعة، وعزوفاً عن المعصية مهما صغرت ، فليحرص كل منَّا على إعادة حساباته من جديدٍ؛ لتكون وفق هذه المقاييس؛ وذلك حتى لا يضيعَ منّا العمر سدى، وها هو الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – يربي أمته على تعظيم الأماني، ولكنه يقرنها في الوقت ذاته بالعمل المطلوب، ففي صحيح البخاري : (قَالَ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ ، أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ »، فإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَرِيمٌ يُحِبُّ مَعَالِىَ الأَخْلاَقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا ،ويحذرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – من التدني في الأماني والأحلام، والاستسلام للعجز والكسل، ففي الصحيحين : (أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ – رضى الله عنه – يَقُولُ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ »
الدعاء