خطبة عن (الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ)
أغسطس 2, 2023خطبة عن (لا تُعدد حسناتك، ولا تُحص صدقاتك)
أغسطس 2, 2023الخطبة الأولى (إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته: (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) (4) يونس
إخوة الإسلام
القرآن الكريم يتخذ الكون كله معرضاً لآيات الإيمان ودلائله، وصفحة مفتوحة للحواس والقلوب، تبحث فيها عن آيات الله، وترى دلائل وجوده ووحدانيته، وصدق وعده ووعيده، ومشاهد الكون وظواهره، حاضرة أبداً لا تغيب عن الإنسان، ولكنها تفقد جدَّتها في نفوس الناس بطول الألفة، ويضعف إيقاعها على قلوب البشر بطول التكرار، فيردُّهم القرآن الكريم إلى تلك الروعة الغامرة، وإلى تلك الآيات الباهرة، بتوجيه الموحي، المحيي للمشاهد والظواهر في القلوب والضمائر، ويثير تطلُّعَهم وانتباههم إلى أسرارها وآثارها، ويجعل منها دلائله وبراهينه التي تراها الأبصار وتتأثر بها المشاعر،
ومن بين هذه الآيات المباركات التي ذكرت في كتاب الله تعالى لبيان قدرة الله تعالى، ووحدانيته ،آيات بدء الخلق وإعادته، كما في قوله تعالى: (إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) يونس (4)، فهذا الخلق من سماء وأرض، وما فيهما من مخلوقات؛ لم تكن موجودة قبل خلق الله تعالى لها، ومضى عليها زمنٌ بَعْدَ خَلْقِها خالية من الأحياء التي تعمرها، وسيأتي على عُمْرانِها يومٌ يعودُ خرابًا كأنْ لم يَكُنْ من قبل؛ وذلك حينما يأذن الله تعالى بانتهاء أجَلِها، فتُسَجَّرُ البِحارُ، وتُسيَّرُ الجِبالُ، وتتناثَرُ الكواكِبُ، وتُكوَّرُ الشمسُ، وتطوى السماء، ويَخسف القمر، ويُبعث الأحياء لِلحشر والحساب والجزاء؛ لتكون نهاية المكلفين من الجن والإنس: الخلود في الجنة أو في النار.
وعلم بدايات الخلق، ومعرفة المرجع والمصير، ليست عندنا – نحن المسلمين- أوهامًا نتوهمها، أو تخيلاتٍ طرأت على عقولنا، أو توقعاتٍ أنتجتها أفكارنا، أو استجلبناها من بشر مثلنا. ولكنها حقائق من رب العالمين، ويقين مسطور في الكتاب المبين، وسنة سيد المرسلين، جاء فيهما تفصيل البدايات والنهايات، بما لا مجال فيه لمتوهم أن يقول فيه قولاً؛ فالله تعالى هو الخالق، خلق خلقه لحكمة يريدها، ابتدأهم وهو القادر على إعادتهم، وبعثهم بعد موتهم، فهو سبحانه الذي يبدأ الخلق على غير مثال سابق، ثم يعيده بعد إفنائه، والإعادة أيسر من الابتداء، وكلاهما سهل عليه لأنه إذا أراد شيئًا قال له: (كن) فيكون، فما من موجود علا قَدْرُه أوِ انْخَفَضَ، إلا وَهُوَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ الله تعالى، وعبدٌ مِنْ عَبيدِه، شاء أَمْ أَبَى.
والله سبحانه خاطب عباده بما يعقلون، فأعلمهم أنه يجب أن يكون عندهم البعث أسهل من الابتداء، في تقديرهم وحُكمهم، فمن قَدَرَ على الإِنشاء، كان البعثُ أهونَ عليه .فقال الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ﴾ [الرُّوم:27]، وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (19)، (20) العنكبوت، وقال تعالى: (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (34) يونس، وقال تعالى: (أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (64) النمل، وقال تعالى: (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) (11)، (12) الروم، وقوله تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) (104) الانبياء،
فهذه الآيات الكريمات وغيرها الكثير، تعيد على مسامعنا وعلى تصورنا موضوع بدء الخلق ونهايته، لينبهنا إلى أهمية هذا الحدث في وجود الكون كله. ومن المعلوم أن حكمة الخالق المدبر سبحانه، لا تكمل بمجرد بدء الخلق؛ ثم انتهاء حياة المخلوقين في هذه الأرض، ولم يبلغوا الكمال المقدر لهم، ولم يلقوا جزاء إحسانهم وإساءتهم ،وسيرهم على النهج أو انحرافهم عنه. إنها رحلة ناقصة، لا تليق بخالق مدبر حكيم. فالحياة الآخرة ضرورة من ضرورات الاعتقاد في حكمة الخالق، وتدبيره، وعدله، ورحمته.
فلا بد من تقرير هذه الحقيقة للناس، فهم يعتقدون بأن الله هو الخالق، قال تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) (61) العنكبوت، وهم يؤمنون بأن الله يخرج الحي من الميت، قال تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ) (31) يونس، ولكنهم – للأسف- يستبعدون إعادة الحياة بعد الموت، قال تعالى: (وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) (7) هود، وقال تعالى: (يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ) (12) النازعات، فالآيات تقول لهم: إن الحياة الأخرى قريبة الشبه بإخراج الحي من الميت الذي تسلمون به، قال تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) (19) الروم، وبين لهم الهدف والغاية من اعادتهم، فقال تعالى: (إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) (4) يونس
أيها المسلمون
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن بدايةِ الخَلْقِ وذلك لمَّا جاءه أهل اليمن، فَسأَلُوهُ عن ذلك، ففي صحيح البخاري: (عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ «اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ». قَالُوا بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا. فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ «اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ». قَالُوا قَبِلْنَا. جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ مَا كَانَ. قَالَ «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ»، وفي سنن الترمذي: (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الأَبَدِ». وفي صحيح مسلم: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطِيبًا بِمَوْعِظَةٍ فَقَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) الانبياء (104)
أيها المسلمون
ويقول الدكتور (زغلول النجار): تأتي هذه الآيات في مقام الاستدلال علي طلاقة القدرة الإلهية التي أبدعت هذا الكون، بجميع ما فيه، ومن فيه، وفي مقام الاستدلال كذلك علي أن الإله الخالق الذي أبدع هذا الكون قادر علي إفنائه، وقادر علي إعادة خلقه من جديد، وذلك في معرض محاجة الكافرين والمشركين والمتشككين، وفي إثبات الألوهية لرب العالمين بغير شريك ولا شبيه ولا منازع. وكانت دعوي الكافرين منذ الأزل، والي يوم الدين، هي محاولة إنكار قضيتي الخلق والبعث بعد الإفناء، وهما من القضايا التي لا تقع تحت الإدراك المباشر للعلماء، علي الرغم من أن الله تعالى قد أبقي لنا في أديم الأرض، وفي صفحة السماء من الشواهد الحسية الملموسة، ما يمكن أن يعين المتفكرين المتدبرين من بني الإنسان علي إدراك حقيقة الخلق، وحتمية الإفناء والبعث، ويبقي فهم تفاصيل ذلك في غيبة من الهداية الربانية شيئا من الضرب في الظلام، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى ردا علي الظالمين من الكافرين والمشركين والمتشككين من الجن والإنس: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} (الكهف:51).
ثم يقول: والتفكر في بدء الخلق واعادته، وسيلة من أعظم الوسائل للتعرف علي حتمية الافناء، وضرورة البعث، ..، ويؤكد القرآن الكريم علي ما في السماوات والأرض من الأدلة، التي تنطق بطلاقة القدرة الإلهية في خلقهما وإبداعهما، كما تنطق بحتمية إفنائهما، وإعادة خلقهما من جديد في هيئة غير التي نراهما فيها اليوم، وذلك في عدد غير قليل من الآيات التي منها قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) الروم (8)، وقوله سبحانه: { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الروم: 27). وقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} (الشوري: 29).
أيها المسلمون
وقد جاء في كتب التفسير: أن أحد المشركين جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم رميم، وفته بيده وأخذ يذروه في الهواء، ويقول في سخرية تهكم: “يا محمد أتزعم أن الله يبعث هذا بعد ما أرم؟، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم يميتك الله تعالى، ثم يبعثك ثم يحشرك إلى النار»، ونزلت الآيات الأخيرة، من سورة (يس) قوله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ يس:77 : 83 .
واستنبط العلماء من هذه الآيات الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الآخرة ، وفي صحيح البخاري: (عَنْ خَبَّابٍ قَالَ كُنْتُ قَيْنًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ لِي عَلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ دَيْنٌ ي، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ قَالَ لاَ أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ – صلى الله عليه وسلم – . فَقُلْتُ لاَ أَكْفُرُ حَتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ، ثُمَّ تُبْعَثَ . قَالَ دَعْنِي حَتَّى أَمُوتَ وَأُبْعَثَ، فَسَأُوتَى مَالاً وَوَلَدًا فَأَقْضِيَكَ: فَنَزَلَتْ (أَفَرَأَيْتَ الَّذِى كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا) مريم (77)، (78)
الدعاء