خطبة عن اسم الله (الْقَادِرُ، الْقَدِيرُ، المُقْتَدِر)
يناير 20, 2018خطبة عن (الحلف بغير الله: إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ)
يناير 27, 2018الخطبة الأولى (إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِى الْمَالُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التغابن: 15] ، وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( .. فَوَاللَّهِ لاَ الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ » ، وروى الترمذي في سننه بسند صحيح : (عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِى الْمَالُ ».
إخوة الإسلام
لقد بين نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لأمته كل ما ينفعها ، وحذرها من كل فتنة تضرها ، ومن الفتن التي حذرنا منها صلى الله عليه وسلم فتنة المال ، وبداية نقول : إن حب الإنسان للمال شيء غريزي ، فقد جُبلت النفوس على حب المال، قال الله تعالى: ﴿ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ الفجر (19) ،(20) ، وفي الصحيحين واللفظ لمسلم : (عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لاَبْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ». وروى البخاري : (عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ حُبُّ الْمَالِ ، وَطُولُ الْعُمُرِ » . فليس المذموم هو كسب المال ، ولكن المذموم أن يخرج الانسان عن هذه المحبة الغريزية والتكسب المشروع، إلى أمور عظيمة قد يكون فيها هلاكه ودماره، وأما أن يستخدم المال فيما خلق لأجله، فيجعله وسيلة للمعيشة حتى لا يحتاج إلى أحد، فهذا أمر مباح، بل قد يستحب وقد يجب، ومن هنا جاء الثناء على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: (نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ ) رواه أحمد ،وفي الصحيحين : (عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَتْ أُمِّى يَا رَسُولَ اللَّهِ خَادِمُكَ أَنَسٌ ادْعُ اللَّهَ لَهُ . قَالَ « اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ » فالمال في هذه الدنيا هو عصب الحياة ، ويستعان به على تحقيق المصالح، وجلب المنافع كالإنفاق على النفس وعلى الأسرة والاستغناء عن سؤال الناس وإنفاقه في وجوه الخير ، فمن كان هذا قصده ، وراعى في ماله حق خالقه سبحانه، وحق العباد ،وجعله وسيلة يستعين به على فعل الطاعات،والازدياد من الخيرات ،فكان ثمرة ذلك النجاح والفلاح بإذن الله، وأما من ساء قصده، فمال عن المشروع ، وصار همه من جمع المال الدنيا !، كالمباهاة والتعالي على الخلق ، ومنع الحقوق! والإنفاق في المعاصي والمحرمات ، فقد باء بالخسران والحرمان ، يقول ابن الجوزي –رحمه الله- : ” وأما من قصد جمعه والاستكثار منه من الحلال نظرنا في مقصوده، فإن قصد نفس المفاخرة والمباهاة فبئس المقصود، وإن قصد إعفاف نفسه وعائلته وادخر لحوادث زمانه وزمانهم وقصد التوسعة على الإخوان و إغناء الفقراء وفعل المصالح أثيب على قصده”. تلبيس إبليس فاستخدام المال فيما خلق لأجله لا حرج فيه، وإنما المذموم أن يكون المال عنده غاية يسعى لها لذاتها، ويستعمل من أجلها كل وسيلة للحصول عليها. ومن المعلوم أن العبد سيُسأل عن ماله يوم القيامة ماذا عمل فيه؟. روى الترمذي في سننه : (عَنْ أَبِى بَرْزَةَ الأَسْلَمِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ » ، وروى البخاري ومسلم : (عَنْ أُسَامَةَ عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَكَانَ عَامَّةَ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ ، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ ..)
أيها المسلمون
وتعالوا بنا نستعرض صورا من فتنة المال، والتي يجب على المسلم أن يحذرها ، ويحذر الوقوع فيها ، ومن هذه الصور: أن يجعل المسلم ولاءه الشديد لهذا المال، فيحب ويبغض في هذا المال، ويوالي ويعادي ومن أجل هذا المال، روى البخاري في “صحيحه” عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ : « تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعْطِىَ رَضِىَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ » ،ومن هذه الصور أكل المال الحرام، فبعض الناس لا يبالي بأكل المال الحرام، غايته في الحياة اكتساب المال دون مبالاة من أين يكتسبه ومن أين يجمعه، فيقبل الرشوة، ويختلس، ويغش، ويتحايل، ويخدع، ويفعل غير ذلك من صور أكل المال الحرام، والمهم عنده أن يصل إلى المال ولا يبالي بعد ذلك بالوسائل. وقد جاء في “صحيح البخاري” عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ :« لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُبَالِى الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ ، أَمِنْ حَلاَلٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ » ،ومن هذه الصور البخل الشديد حتى عما أوجب الله عليه في هذا المال من الزكاة والصدقة وصلة الأرحام والنفقة على الأولاد وغير ذلك، فالله سبحانه وتعالى يقول: (وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) التغابن (16) ، وضابط البخل المذموم شرعا هو إمساك المال عن الواجبات المالية التي افترضها الله عليك في مالك. وروى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال : (وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ مَا أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ – أَوْ كَمَا قَالَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – – وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَالَّذِى يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ ، وَيَكُونُ شَهِيدًا عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » ، ومن هذه الصور أن يشغله المال عن أداء الواجبات، فيشغله عن الصلوات المكتوبات، وحضور الجمع والجماعة وذكر الله تعالى وقراءة القرآن ومدارسة العلم النافع، وفي ذلك يقول الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) المنافقون (9)، (10) ، ومنها أن يجعل الإنسان المال ميزانا لكرامة الإنسان، فالكريم من كان ذا مال، والوضيع هو من ليس له مال، وهذا ميزان من موازين الناس الباطلة. ومن صور فتنة المال : أكل أموال الناس بالباطل، وقد ورد النهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]. وفي الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم « مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا ، فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ » ، ومن صور فتنة المال : أكل الربا، الذي جاء التحذير منه في القرآن والسنة، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ،ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]. ومنها: أكل أموال اليتامى، فقد لا يتورع المفتون بالمال من أكل أموا اليتامى، وقد جاء التهديد والوعيد على ذلك بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10]. ومنها استغلال الوصايا والأوقاف التي أوقفت على الأعمال الخيرية من بعض المفتونين للمصالح الخاصة،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِى الْمَالُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وإذا كانت هذه هي بعض صور فتنة المال ، والسؤال : كيف ينجو المسلم من فتنة المال ؟ ،من أهم جوانب النجاة من هذه الفتنة، ألا يجعل الدنيا والمال همه ، وأن يجعل المال وسيلة لعبادة الله والتقرب به إليه ، فالمال وسيلة لا غاية ، وفي سنن الترمذي (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِىَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهَ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ ». ومن وسائل النجاة من فتنة المال : دعاء الله سبحانه وتعالى واللجوء إليه في أن يقيه من هذه الفتنة، ومن طرق النجاة من هذه الفتنة : التأمل في ما قصه الله سبحانه وتعالى علينا من مصير أرباب الأموال الذين لم يقدروا النعمة كقارون الذي خسف الله به وبدراه الأرض. ومن ذلك العلم بحال سيد البشر وخير الأنبياء، فاستمع ما يقول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) كما في صحيح مسلم ، إذ يقول: (فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى حَصِيرٍ فَجَلَسْتُ فَأَدْنَى عَلَيْهِ إِزَارَهُ وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ وَإِذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِى جَنْبِهِ فَنَظَرْتُ بِبَصَرِى فِى خِزَانَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ وَمِثْلِهَا قَرَظًا فِى نَاحِيَةِ الْغُرْفَةِ وَإِذَا أَفِيقٌ مُعَلَّقٌ – قَالَ – فَابْتَدَرَتْ عَيْنَاىَ قَالَ « مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ». قُلْتُ يَا نَبِىَّ اللَّهِ وَمَا لِى لاَ أَبْكِى وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِى جَنْبِكَ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لاَ أَرَى فِيهَا إِلاَّ مَا أَرَى وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى فِى الثِّمَارِ وَالأَنْهَارِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ. فَقَالَ « يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَلاَ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا ». قُلْتُ بَلَى) ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى أبعد من هذه الحياة، ينظر إلى السعادة في الآخرة، تلك السعادة الأبدية التي لا يشوبها مرض، ولا هرم، ولا موت، فلو أن أصحاب الأموال نظروا بهذا المنظار لسلموا من الفتنة، ولهان عندهم المال. ومن وسائل النجاة من فتنة المال : فهم حقيقة هذا المال ، وحقيقة الدنيا وما فيها : ففي سنن الترمذي : (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ » ،ومن وسائل النجاة من فتنة المال : الصبر على ضيق العيش، والاقتصاد في الإنفاق، ومن جوانب السلامة من فتنة الدنيا والمال : الإيمان بزوال الدنيا وما فيها، فإيمان العبد أن هذه الدنيا وهذا المال زائل لا محالة يؤدي إلى عدم التعلق الشديد بالمال وجمعه.
الدعاء