خطبة عن مراقبة الله ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا )
ديسمبر 12, 2020خطبة عن( قيمة الوقت والزمن في حياة المسلم )
ديسمبر 16, 2020الخطبة الأولى ( احتفالات نهاية العام ليست من الاسلام )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ) [الفرقان:72]. وروى أبو داود في سننه (عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ « مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ». قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ ».
أيها المسلمون
إن الله قد أكمل لنا الدين ،وأتم علينا النعمة، فديننا الإسلامي دين كامل لا نقص فيه، وإن الله لا يقبل منا عملاً حتى يكون مُوافقاً لما بيَّنه لنا هذا الدين، أما ما كان مخالفاً له فلا يقبله، والله هو الذي شرع لنا هذا الشرع، وأمرنا أن نعبده على وفقه، فلا نجتهد في عبادات أخرى ليست من دين الإسلام، لأننا ندخل في باب البدع والمحدثات التي نهينا عنها، ففي الصحيحين (عَنْ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ » ، وقال الصحابي الجليل ابن مسعود -رضي الله عنه-: ” اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم” ،ومما أحدث الناس من أمور ليست من دين الله ،الاحتفال بأعياد، ومواسم، لم يأمر بها ديننا الحنيف، إنما هي مجرد تشبه بالكفار، ومناسباتهم، أو من باب الابتداع في دين الله، ونحن – معاشر المسلمين – لنا ديننا وعقيدتنا، ويجب علينا مخالفة الكفار، وعدم التشبه بهم، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ». رواه أبو داود ، وصححه الألباني ،ومن المحدثات التي أحدثت: بدعة الاحتفال برأس السنة ، ولا شك أن الاحتفال سواء أكان برأس السنة الهجرية أو رأس السنة الميلادية، أو غيرها مما أحدثه الناس، فهو من البدع التي نهينا عنها، وهي مخالفة لشرع ربنا، وقد روى أبو داود في سننه (عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ « مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ».قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ ». وقال الله تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) [الفرقان:72]. قال مجاهد في تفسيرها: إنها أعياد المشركين، وكذلك قال مثله الربيع بن أنس، والقاضي أبو يعلى والضحاك. وقال عمر رضي الله عنه: إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم.
أيها المسلمون
ومما يدل على أن الاحتفال برأس السنة من البدع, وأنه من محدثات المتأخرين؛ أنه لم يُؤثر عن النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحدٍ من أصحابِهِ – رضوان الله عليهم – ولا عن السَّلفِ الصَّالحِ من التابعين وتابعيهم وأعلام الأمة وعلمائِها من الأئمةِ الأربعةِ وغيرهم – رحمة الله عليهم- فلم يثبت عنهم قط أنهم احتفلوا به، ولكن حدث ذلك بعد القرون المفضلة، بعد أن اختلط المسلمون بغيرهم من اليهود والنصارى، بدأ المسلمون يتبعون سنن من كان قبلهم، كما في الصحيحين (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ – رضى الله عنه – أَنَّ النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ » قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ » ، ومخالَفة المشركين تَستلزِم عدم موافقتهم فيما هو من خصائصهم، وفيما هو من عاداتهم، وفيما هو من عباداتهم، وفي الحديث المتقدم ((من تَشبَّه بقوم فهو منهم)) ، والشرع قد أمَر بمخالفة المشركين، ونهى عن التشبُّه بهم ومشابهتهم؛ ليَظهر التباين بين المؤمنين والكافرين في الظاهر، كما هو حاصل في الباطن؛ فإن الموافقة والتشبُّه في الظاهر ربما تَجرُّ إلى محبَّتهم وتعظيمهم والشعور بأنه لا فَرْق بينهم وبين المؤمنين، ويقود المُتشبِّه إلى أن يتخلَّق بأخلاق مَن تَشبَّه به، وأن يعمل مِثل أعماله. قال الذهبي: ” فإذا كان للنصارى عيد، ولليهود عيد، مُختصين بذلك، فلا يُشارِكهم فيه مسلم، كما لا يُشارِكهم في شِرْعتهم ولا في قِبلتهم )، وقد انعقد إجماع علماء الأمة سلفًا وخلفًا، على أن مشاركة المسلم الكافر أفراحه -خصوصًا التعبدية منها- حرام، لا تحل بحال. ومن ذلك الذي يحرم على العبد المسلم الابتهاج به مع الكفار، الاحتفال بما يسمى بعيد رأس السنة الميلادية، لأنه من خصائص دينهم الباطل، المحرم علينا تقليدهم أو تشبههم فيه،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( احتفالات نهاية العام ليست من الاسلام )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وبعض الناس يتوهَّم أن رأس السنة ما هو إلا مجرد احتفال كل عام بمناسبة انتهاء السنة (ميلادية ، أو هجرية ) وأن هذا مُباح؛ كالاحتفال بالعُرس وبالتخرُّج وبالنجاح وبقدوم الغائب، وهذا غير مُسلَّم به؛ إذ هناك فرْق بين الاحتفال لحِدَث عارِض وبين تَكرُّر الاحتفال لِحَدَث متكرر؛ فتكرُّر الاحتفال بحدَثٍ داخلٌ في مسمَّى العيد؛ لأن تكرُّر الاحتفال بحَدث يتكرَّر كل سنة بفرح مجدَّد، ويعود كل سنة بفرح مجدَّد، فكيف لا يُسمَّى الاحتفال برأس السنة عيدًا؟!وأعياد المسلمين عِيدان لا ثالث لهما، ألا وهما: عيد الفطر وعيد الأضحى، والدليل على ذلك الحديث المتقدم (قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ « مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ». قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ ». وهذا الحديث يُبيِّن أن الواجب على المسلمين أن يَستغنوا في الأعياد بما أغناهم الله به، ويَكتفوا بهذه الأعياد التي شرَعها الله لهم عن أعياد الأمم الأخرى. ويدُلُّ على أن اللهَ أبدَلنا بأعياد الجاهلية عيدين لا ثالث لهما؛ عيدَي الفطر والأضحى، فكيف نجمع بين عيدَي الإسلام وأعياد الجاهلية؟!
فيا من تحتفل برأس السنة، قد عظَّمت ما لم يأمُر الشرع بتعظيمه، وابتدَعت ما لم يأذَن به الله، فتُبْ إلى الله قبل أن يأتيَك الموتُ بغتة. ويا من تحتفل برأس السنة، قد ضَاهيتَ شرْع ربك، وأحدَثتْ شعيرة استدرَكتَ بها على ربك وأنت لا تدري، فأَفِق قبل فوات الأوان. ويا مَن تحتفل برأس السنة، قد شَابَهتَ الكفار الضالين في أعيادهم، وقد أُمِرتَ بمخالفتهم، فاحذَر أن يُصيبَك فتنةٌ أو عذاب أليم. ويا من تحتفل برأس السنة، انتَبِه فعمرك في تَناقُص، وأجلك يقترِب، فبدلاً من أن تَقضي ما بقي من عمرك في الطاعة تَقضيه في معصية! ، ويا من تحتفل برأس السنة، كيف لك أن تحتفِل بقُرْب أجلك واقترِاب موتك ونقْص عمرك؟! ،ويا من تحتفل برأس السنة قد أشعَرت الكفارَ بالولاء لهم لموافَقتِك لهم في أعيادهم، وأشعَرتَهم بالعِزة، والعزةُ لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – وللمؤمنين.
أيها المسلمون
فعلينا أن نتبع طريق الهدى، وإن قلَّ السالكون، وعلينا اجتناب طريق الردى ،وإن كَثُر الهالكون .
الدعاء