خطبة عن ( خطورة الدين والاستدانة )
مارس 14, 2017خطبة عن (أبي يا نهر العطاء) (فضل الأب والوالد على ولده)
مارس 15, 2017الخطبة الأولى ( احذر الدين )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الإمام أحمد : ( عَنْ جَابِرٍ قَالَ ..تُوُفِّىَ رَجُلٌ فَغَسَّلْنَاهُ وَحَنَّطْنَاهُ وَكَفَّنَّاهُ ..ثُمَّ أَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّى عَلَيْهِ.. فَقُلْنَا تُصَلِّى عَلَيْهِ.. فَخَطَا خُطًى ثُمَّ قَالَ ..« أَعَلَيْهِ دَيْنٌ ».. قُلْنَا دِينَارَانِ.. فَانْصَرَفَ .فَتَحَمَّلَهُمَا أَبُو قَتَادَةَ فَأَتَيْنَاهُ.. فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ الدِّينَارَانِ عَلَىَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أُحِقَّ الْغَرِيمُ وَبَرِئَ مِنْهُمَا الْمَيِّتُ ». قَالَ نَعَمْ.. فَصَلَّى عَلَيْهِ.. ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ ..« مَا فَعَلَ الدِّينَارَانِ ». فَقَالَ ِإنَّمَا مَاتَ أَمْسِ.. قَالَ ..َعَادَ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ ..َقدْ قَضَيْتُهُمَا.. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم « الآنَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ جِلْدُهُ ) .وعند النسائي: ( عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ ..كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ.. ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ.. ثُمَّ قَالَ.. « سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ ».. فَسَكَتْنَا.. وَفَزِعْنَا ..فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ.. سَأَلْتُهُ.. يَا رَسُولَ اللَّهِ.. مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِى نُزِّلَ.. فَقَالَ « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ.. لَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِىَ.. ثُمَّ قُتِلَ ثُمَّ أُحْيِىَ ..ثُمَّ قُتِلَ .وَعَلَيْهِ دَيْنٌ.. مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ )
إخوة الاسلام
هكذا يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطورة الدين.. وأن المسلم إذا مات وعليه دين يعذب في قبره حتى يقضى دينه .. بل ولا يدخل الجنة حتى يسدد ما عليه .. ومن الملاحظ في هذا الزمان.. أن أمر الدين أصبح سهلا يسيرا ..حتى أن الشاب يستدين أثاث غرفة الأطفال قبل أن يتزوج ، وأصبحنا نرى كثيرا من الناس يستدينون لأتفه الأمور …فهذا يستدين ليأكل طعاما ولحما تشتهيه نفسه … وهذا يستدين ليجهز ابنته بأغلى الأثاث …وذاك يستدين ليفرش شقته بكل أنواع المتعة ..بل ونسمع عمن يستدين ليشتري عجلة لولده. .أو لعبة لابنته ..أو غير ذلك .. وفي النهاية .. يموت هذا المستدين وهو لم يوف دينه ..وتكون العاقبة أنه يعذب في قبره حتى يسدد دينه وقد يحرم من دخول الجنة بسبب هذا الدين فقد روى الترمذي (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ »
إخوة الاسلام
قد يسأل أحدكم .. وهل الدين حرام ؟ أو هو ممنوع ؟… فأقول لا .. وإنما يكون الدين للأمور المهمة والتي يترتب عليها حياة المرء ..فاذا لم تجد طعاما في بيتك ..فلك أن تستدين لتسد جوعتك .. وإذا لم تجد ثوبا تلبسه فلك أن تستدين لتستر عورتك ..وإذا لم تجد سكنا يؤويك ..فلك أن تستدين لتأوي نفسك وأهلك ..لكن ..أن تستدين لتأكل لحما .فلا. فكلنا يحب أن يأكل اللحم .. أن تستدين لتلبس الفاخر والغالي من الثياب .فلا ..أن تستدين لتعلي الأدوار فلا ..ويبين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك المعنى في الحديث التالي في مسند الامام أحمد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « يَدْعُو اللَّهُ بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ بَيْنِ يَدَيْهِ فَيُقَالُ يَا ابْنَ آدَمَ فِيمَا أَخَذْتَ هَذَا الدَّيْنَ وَفِيمَا ضَيَّعْتَ حُقُوقَ النَّاسِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّى أَخَذْتُهُ فَلَمْ آكُلْ وَلَمْ أَشْرَبْ وَلَمْ أَلْبَسْ وَلَمْ أُضَيِّعْ وَلَكِنْ أَتَى عَلَى يَدَىَّ إِمَّا حَرَقٌ وَإِمَّا سَرَقٌ وَإِمَّا وَضِيعَةٌ. فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَدَقَ عَبْدِى أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ الْيَوْمَ . فَيَدْعُو اللَّهُ بِشَىْءٍ فَيَضَعُهُ فِى كَفَّةِ مِيزَانِهِ فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ »)
اقول قولي واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( احذر الدين )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وبين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم الحاجة الملحة للدين وذلك في الأمور التي يستعصي على الإنسان حلها فيقض الله عنه دينه يوم القيام ..فقد روى ابن ماجة ( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ ..قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الدَّيْنَ يُقْضَى مِنْ صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا مَاتَ ..إِلاَّ مَنْ يَدَيَّنُ فِى ثَلاَثِ خِلاَلٍ ..الرَّجُلُ تَضْعُفُ قُوَّتُهُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ.. فَيَسْتَدِينُ يَتَقَوَّى بِهِ لِعَدُوِّ اللَّهِ وَعَدُوِّهِ ..وَرَجُلٌ يَمُوتُ عِنْدَهُ مُسْلِمٌ لاَ يَجِدُ مَا يُكَفِّنُهُ وَيُوَارِيهِ إِلاَّ بِدَيْنٍ ..وَرَجُلٌ خَافَ اللَّهَ عَلَى نَفْسِهِ الْعُزْبَةَ.. فَيَنْكِحُ خَشْيَةً عَلَى دِينِهِ . فَإِنَّ اللَّهَ يَقْضِى عَنْ هَؤُلاَءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »..
إخوة الاسلام
وفي سنن ابي داود عن أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىَّ يَقُولُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يَلْقَاهُ بِهَا عَبْدٌ – بَعْدَ الْكَبَائِرِ الَّتِى نَهَى اللَّهُ عَنْهَا – أَنْ يَمُوتَ رَجُلٌ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ لاَ يَدَعُ لَهُ قَضَاءً)… وما زال في الموضوع بقية نستكملها في اللقاء القادم إن شاء الله ..
.الدعاء