خطبة عن ( هلموا إلى كنز الحسنات )
مارس 13, 2017خطبة عن ( احذر الدين )
مارس 14, 2017الخطبة الأولى ( خطورة الدين والاستدانة )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
عند الترمذي : ( عن أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَامَ فِيهِمْ فَذَكَرَ لَهُمْ أَنَّ الْجِهَادَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالإِيمَانَ بِاللَّهِ أَفْضَلُ الأَعْمَالِ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَيُكَفِّرُ عَنِّى خَطَايَاىَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ إِنْ قُتِلْتَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كَيْفَ قُلْتَ ». قُلْتُ أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَيُكَفِّرُ عَنِّى خَطَايَاىَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ إِلاَّ الدَّيْنَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِى ذَلِكَ .
إخوة الإسلام
تناولت معكم في اللقاء السابق خطورة الدين.. وأن الانسان لايستدين إلا للضرورة القصوى والحاجة الملحة ..لأن الدين من الأمور التي لا تغفر إلا بأدائها إما في الدنيا وإما في الآخرة .فالقتل في سبيل الله لا يكفر الدين فعند الترمذي عن أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَامَ فِيهِمْ فَذَكَرَ لَهُمْ أَنَّ الْجِهَادَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالإِيمَانَ بِاللَّهِ أَفْضَلُ الأَعْمَالِ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَيُكَفِّرُ عَنِّى خَطَايَاىَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ إِنْ قُتِلْتَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كَيْفَ قُلْتَ ». قُلْتُ أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَيُكَفِّرُ عَنِّى خَطَايَاىَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ إِلاَّ الدَّيْنَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِى ذَلِكَ .. وفي رواية « نَعَمْ إِنْ لَمْ تَمُتْ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ لَيْسَ عِنْدَكَ وَفَاؤُهُ . وعند النسائي ..عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ قَرَأَ كُلَّ يَوْمٍ مِائَتَىْ مَرَّةٍ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) مُحِىَ عَنْهُ ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةً إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ ».. والدين الذي لم تسدده في الدنيا ، تسدده يوم القيامة من حسناتك فليس هناك درهم ولا دينار ولكنها الحسنات والسيئات. .وروى الإمام أحمد.. عن ابْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ ( وَمَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ فَلَيْسَ بِالدِّينَارِ وَلاَ بِالدِّرْهَمِ وَلَكِنَّهَا الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ وَمَنْ خَاصَمَ فِى بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِى سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ وَمَنْ قَالَ فِى مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ »..وعند احمد.. عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ صَلَّى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- الصُّبْحَ فَقَالَ « هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِى فُلاَنٍ ». قَالُوا نَعَمْ. قَالَ « إِنَّ صَاحِبَكُمْ مُحْتَبَسٌ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فِى دَيْنٍ عَلَيْهِ »…
إخوة الإسلام
ألا فاحذروا الدين ..لأن الدين مذلة في الدنيا وعذاب في الآخرة ..وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الدين ففي مسند الإمام أحمد (إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالدَّيْنِ ». فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُعْدَلُ الدَّيْنُ بِالْكُفْرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ » )..وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ في دعائه من الدين ففي مسند الإمام أحمد (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الْعَدُوِّ وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ » .. وعلي من كان مدينا للآخرين أن يكتب دينه ..ويعلم بذلك أهله ..حتى يسددوا عنه فالحق تبارك وتعالى يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ) البقرة.. كما روى البخاري وغيره عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَىْءٌ يُوصِى فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ ».. قَالَ ابْنُ عُمَرَ : (( مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ ذَلِكَ , إلاَّ وَعِنْدِي وَصِيَّتِي )
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( احذر الدين )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين أما بعد أيها المسلمون
أما من استدان لضرورة من ضروريات الحياة ..وهو ينوي السداد .. وكان همه أن يقضي دينه ..فأبشره بما جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« قَالَ مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّاهَا اللَّهُ عَنْهُ وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا أَتْلَفَهَا اللَّهُ »..وقال كما في سنن البيهقي (عَنْ عَائِشَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنَّهَا كَانَتْ تَدَّايَنَ فَقِيلَ لَهَا مَا لَكِ وَالدَّيْنَ وَلَيْسَ عِنْدَكِ قَضَاءٌ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« مَا مِنْ عَبْدٍ كَانَتْ لَهُ نِيَّةٌ فِي أَدَاءِ دَيْنِهِ إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنَ اللَّهِ عَوْنٌ فَأَنَا أَلْتَمِسُ ذَلِكَ الْعَوْنَ » .وعند الامام احمد (عن عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ هَمَّهُ قَضَاؤُهُ – أَوْ هَمَّ بِقَضَائِهِ – لَمْ يَزَلْ مَعَهُ مِنَ اللَّهِ حَارِسٌ »…وانصح أصحاب الأموال ممن وسع الله عليهم في الرزق ..أن يسارعوا في سداد دين من مات من إخوانهم من المسلمين حتى يفك الله رقابهم من النار فقد روى الدارقطني.. عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ شَهِدَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- جَنَازَةً فَلَمَّا وُضِعَتْ قِيلَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَتَنَحَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ عَلِىٌّ يَا نَبِىَّ اللَّهِ أَنَا ضَامِنٌ لِدَيْنِهِ. قَالَ فَكَّ اللَّهُ عَنْكَ يَا عَلِىُّ رِهَانَكَ كَمَا فَكَكْتَ عَنْ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ رِهَانَهُ ».قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِعَلِىٍّ خَاصَّةً أَمْ لِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً قَالَ « لِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً »..فاللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها .. اللهم فرج همنا ..واقض ديننا.. ووسع أرزاقنا ..واغننا بحلالك عن حرامك .. وبفضلك عمن سواك ….
الدعاء