خطبة حول قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ؟)
سبتمبر 26, 2023خطبة عن الصلاة وقيام الليل وحديث (مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ)
أكتوبر 7, 2023الخطبة الأولى ( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) (1) :(4) الليل
إخوة الإسلام
مع هذه الآيات من كتاب الله الحكيم ،نعيش اليوم لحظات طيبة – إن شاء الله تعالى- ،نتلوها ، ونتأملها ،ونتدبر معانيها ،ونسبح في بحار مراميها ،ونرتشف من رحيقها المختوم ،فقد جاء في تفسير السعدي قوله: (أقسم الله سبحانه بالليل عندما يغطي بظلامه الأرض وما عليها, وبالنهار إذا انكشف عن ظلام الليل بضيائه, وبخلق الزوجين: الذكر والأنثى، إن عملكم لمختلف ،بين عامل للدنيا ،وعامل للآخرة، ويقول الطبري : إن عَمَلَكُمْ لمختلف ،فمنكم الكافر بربه ،والعاصي له في أمره ونهيه، والمؤمن به، والمطيع له في أمره ونهيه ،وفي مسند أحمد يقول صلى الله عليه وسلم 🙁 يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ النَّاسُ غَادِيَانِ فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا وَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُوبِقُهَا »، وفي رواية : (كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُوبِقُهَا أَوْ مُعْتِقُهَا » ،
فعمل الناس متباعد بعضه من بعض ;لأن بعضه ضلالة وبعضه هدى ومنهم المؤمن والبر، ومنهم الكافر والفاجر، والمطيع والعاصي ،قال الله تعالى 🙁أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) (18): (20) السجدة ،وقال الله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) الجاثية (21)
أيها المسلمون
إن من حِكمة الله تعالى البالغة ،أنْ فاوت بين أعمال العباد ،وجعل العباد مختلفين في الهمَّة والسعي؛ فمِن العباد مَن همَّته في الثُّريَّا، ومنهم من همته في الثَّرى، ومن القلوب ما يجول حول العرش، ومنها ما يدور حول الحش ،ومن الناس مَن يَغْدو ليعتق نفسه من النيران والعذاب الأليم، ومنهم من يغدو ليُوبق نفسه ويُهلِكها، ومن العباد مَن يشغله القرآن وتلاوته وحفظه وتدبُّره والعمل به وتحكيمه والاستشفاء به، وتعليمه لأولاده ولأولاد المسلمين، ومنهم مَن يهتمُّ ويَنشغِل بدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، ومنهم من يهتمُّ بباب من العلم تعلمًا وتعليمًا ونشرًا، ومنهم من ينشغل بالتربية والعبادة وقيام الليل وصيام النهار، وتعلق القلب بالرحمن، والزهد والورع والتزام معالي الأخلاق، ومنهم من ينشغل بالفقراء والمحاويج ، واليتامى والمساكين، ومنهم من يشغله جهاد أعداء الله تعالى، ونُصْرة دِينه وعِبادِه المؤمنين، ومنهم من همُّه نصرة قضايا الأمة والدفاع عن المسلمين بهتك أستار أصحاب الأفكار الهدامة.. إلى غير ذلك من معالي الأمور، وفي كلٍّ خيرٌ – إن شاء الله تعالى – على حسب ما أراد ونوى، وبقدر ما التزم بضوابط الشرع المطهَّر، من غير غلوٍّ ولا شطط.
وعلى النقيض من ذلك ، فنجد البطالين وأصحاب الهِمَم الدنية؛ فمِن الناس من تجده شُغله الشاغل محاربة الدين جهارًا نهارًا بشتى السبُل؛ بالمكر والكيد، وبالبطش والقهر، وبإثارة الشُّبه، وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، وبنشر الفتن والشهوات، وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.. إلى غير ذلك من وسائل الحرب على الله ورسوله والإسلام، ومنهم المُنبطِحون الخاملون المهزومون من المسلمين، الذين تشبَّعوا بأمثال هذه الأمور، فهُزمت نفوسهم قبل أن تنطق أفواههم ،ومن الناس مَن عاش سُدًى ،ليس له هدف ولا غاية يسعى لتحقيقها، ولا يعرف ماذا يُريد، ومنهم من انغمس في شهواته ،وأتبع نفسَه مُناها ،حتى غرق في بحار الهوى ،وأذلَّته المعصية، حتى تشبَّع بالحرام، وكَثُرت النكات السوداء في قلبه ؛فصار لا يعرف معروفًا، ولا يُنكر منكَرًا، إلا ما أُشرِب من هواه، فانظر أخي من أي الفريقين أنت ؟ ،فيجب على كل إنسان أن يعيد النظر في نفسه ،وفي مساعيه ،وأن تكون كلها في الخير ،وألا يحتقر مساعي الناس ، ما لم تكن فيما يتعدى حدود الله، فلكل إنسان مساع مختلفة ،ولكل إنسان نظرة مختلفة ،ولولا اختلاف الناس لما قامت هذه الدنيا ،
وكل إنسان عليه أن يعرف أن كل ما يقوم به في هذه الحياة الدنيا سوف يحاسب عليه ،وسوف يعرض عليه يوم القيامة ، فيجب أن يختار كل ما هو خير، وألا يخطو خطوة إلا وهو متأكد أنها في ما يرضي الله ،وأن يبتعد عن كل ما يسخط الله ، وكل إنسان مسعاه الخاص به ،فلا تغتر بطريق الشر ولو كثر سالكيه ،ولا تستوحش طريق الخير ولو قل سالكيه، فلكل إنسان سعيه وطريقه ،فمنهم من يسعى إلى الجنة ومنهم من يسعى إلى النار ،وكلهم سيرون سعيهم يوم القيامة ،ويحاسبون عليه ،وسيكون عملهم هو من يحدد مصيرهم.
أيها المسلمون
والمتأمل والمتدبر لقوله تعالى 🙁وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) الليل (1) ،(4) ،فلو أن انسانا وقف في ميدان فسيح ،يجتمع فيه الناس كل صباح من اطراف المدينة ،ثم ينطلقون من هذا الميدان كل الى عمله ، فيسأل كل فرد منهم عن طبيعة عمله ،وعن وجهته ،وعن مدى قناعته ورضاه عما يعمل، فلا شك أنها ستكون إجابات « شتى » فتاجر يذهب الى شركته ،وطالب الى مدرسته ،وموظف الى وظيفته ،وطبيب الى عيادته ،وعامل الى مصنعه ،وسائق الى سيارته ،ووزير الى وزارته ،ومدير الى ادارته ،وحلاق ونجار وصاحب مطعم وحارس ،ومئات من الاشخاص والاعمال التي بها يكون المجتمع ،وتصنع الحياة الانسانية المستمرة صباح مساء ،في كل حين وفي كل مكان ،وكل هؤلاء يبعثون صباح كل يوم من سباتهم في الليل ،وينتشرون في النهار ،ويسعى كل منهم الى معاشه ،فهؤلاء يتصل بعضهم ببعض ،وتتقاطع أعمالهم واهتماماتهم ،فليس الناس في أي مجتمع خطوطا متوازية ،كل يجري في خطه المستقيم ، لا ،بل إن الناس يتعامل بعضهم مع بعض ،فرب قادم من شرق المدينة ليعمل في شركة تقع في غربها ،ورب سائق انطلق إلى عمله ينتظره عشرات الطلاب كل ينتظر أمام بيته ليذهب إلى مدرسته ،ورب مؤسسة كبيرة أو صغيرة ،يلتقي فيها العشرات من الناس ،كل يقوم بعمله ،وهذه الأعمال تتشابك وتتلاقى ،لتشكل في النهاية صناعة أو انتاجا أو بناء أو غير ذلك مما يقوم به الناس من أعمال كل يوم ، وهؤلاء الناس لهم مشارب شتى ،ونيات عديدة ،والله عز وجل وحده هو الذي يعلم ما في قلوب هؤلاء الناس، فمن الناس من خرج من بيته وقد توكل على الله ،وسأله التوفيق في عمله ،ونوى أن يقوم بعمله خير قيام ،وان يقوم به في اطار طاعة اللّه ،وصالح المجتمع ،وأن يسير فيه وفق القانون ، ووفق شروط الحق والدقة والامانة والاخلاص والاتقان والتعاون ،ومن الناس من يضمر في نفسه التصرفات والأعمال ما فيه إفساد واعتداء وشرور ، تعكر صفو الحياة ، وتسيئ إلى كثير من الناس ،وهؤلاء هم الذين ينشرون العداوة والبغضاء ، ويسببون المشاكل ،ويثيرون الفتن في المجتمع ،ومن الناس من يسأل الله عز وجل العفو والعافية في الدنيا والآخرة ،ومنهم من لا يقيم للدين وزنا ،ولا للّه امرا ،ويريد أن يعيش على ما يبتزه من أرزاق الناس بالوسائل الشريرة ،والنيات الفاسدة ،ثم إن كل هؤلاء الناس مسؤول كل منهم عن عمله ،وعن سعيه ،فهو الذي يصنع حياته ،ويكتسب عمله ،إن خيرا فخير ،وإن شرا فشر
أيها المسلمون
( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ) الليل (4) ،فقد اجْتَمَعَ فِي الْحِجْرِ مُصْعَبٌ، وَعُرْوَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالُوا: تَمَنَّوْا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْخِلافَةَ، وَقَالَ عُرْوَةُ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي الْعِلْمُ، وَقَالَ مُصْعَبٌ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى إِمْرَةَ الْعِرَاقِ، وَالْجَمْعَ بَيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ وَسَكِينَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ، قَالَ: فَنَالُوا كُلُّهُمْ مَا تَمَنَّوْا، وَلَعَلَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ غُفِرَ لَهُ) ،فهذا ابن الفاروق رضي الله عنه يتمنى المغفرة من الله تعالى؛ وإخوانه يتمنون أشياء أخرى تحققت لهم بالفعل، وعسى الله أن يحقق له مبتغاه، وقد روى الترمذي في سننه: (عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» ،فاعمل بجد، وشمر عن ساعد الصدق ،فأنت لا زلت في دار العمل ،كما جاء في الحديث الذي أخرجه الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: “مرَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – على قبر دُفِن حديثًا، فقال: (ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتَنَفَّلُون، يزيدهما هذا في عمله أحبُّ إليه من بقية دنياكم) (صحيح الجامع). ومرَّ الحسنُ البصري – رحمه الله – بجنازة، وكان معه رجل مُسرفٌ على نفسِه، فقال الحسن: “ترى ما أمنية هذا الميت؟ فقال الرجل: أن يعود إلى الدنيا ليتوبَ ويُصلحَ الزاد، فقال الحسن: فكن هذا الرجل”،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وقد ذكر ابن القيم في طريق الهجرتين هذا الأثر فقال: وقد جاء في بعض الآثار: يقول تعالى: (ابن آدم خلقتك لنفسي، وخلقت كل شيء لك، فبحقي عليك لا تشتغل بما خلقته لك عما خلقتك له). وفي أثر آخر ،يقول تعالى: (ابن آدم، خلقتك لنفسي فلا تلعب، وتكلفت برزقك فلا تتعب، ابن آدم اطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء). ،قال ابن تيمية ” واعلم أن هذا حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، كما في صحيح البخاري : (عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ – رضى الله عنه – قَالَ بَيْنَمَا أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلاَّ آخِرَةُ الرَّحْلِ فَقَالَ « يَا مُعَاذُ » قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ،ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ « يَا مُعَاذُ » .قُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ،ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ « يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ » .قُلْتُ « لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ .قَالَ « هَلْ تَدْرِى مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ » . قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ « حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ ، وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا » . ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ « يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ » .قُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ . قَالَ «هَلْ تَدْرِى مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوهُ » . قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ « حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ »، وفي المستدرك للحاكم : (عن سهل بن سعد قال : جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت و احبب من أحببت فإنك مفارقه و اعمل ما شئت فإنك مجزي به ثم قال : يا محمد شرف المؤمن قيام الليل و عزه استغناؤه عن الناس ) ، والعبد كلما أذلَّ لله نفسه ،وكان أعظم افتقاراً إليه ،وخضوعاً له : كان أقرب إليه وأعزُّ له ، وأعظم لقدره ، واسعد الخلق : أعظمهم عبودية لله .
الدعاء