خطبة عن (رسالة من شهر رمضان)
فبراير 25, 2024خطبة عن (من أي الأصناف أنت في رمضان؟) 2
فبراير 25, 2024الخطبة الأولى ( استقبال شهر رمضان ) 4
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (183) : (185) البقرة
وفي الصحيحينِ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قَالَ: «مَنْ صَامَ رمضان إيماناً واحْتساباً غُفِرَ لَهُ ما تقدَّم مِن ذنبه»
إخوة الاسلام
من نعم الله تعالى على عباده، أن جعل لهم مواسم عظيمة للعبادة والخيرات، فتكثر فيها الطاعات ، وتُغفر فيها السيئات وتُضاعف فيها الحسنات، وتتنزل فيها الرحمات، ومن أجلِّ هذه المواسم وأكرمها شهر رمضان المبارك، فهو شهر البركات والخيرات، وشهر الصيام والقيام، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، شهر الجود والكرم والبذل والعطاء، والمعروف والإحسان. ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر العظيم، وحلول هذا الموسم الكريم، ويحثهم فيه على الاجتهاد بالإعمال الصالحة ، من صلوات وصدقات، وبذل معروف وإحسان، وصبر على طاعة الله، وعمارة نهاره بالصيام ولياليه بالقيام، وشغل أوقاته المباركة بالذِّكر والشكر، والتسبيح والتهليل وتلاوة القرآن؛ روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ وَتُسَلْسَلُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ » ، وروى أيضًا بإسناد جيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « فِى رَمَضَانَ تُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ وَتُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُصَفَّدُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ – قَالَ – وَيُنَادِى فِيهِ مَلَكٌ يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَبْشِرْ يَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ حَتَّى يَنْقَضِىَ رَمَضَانُ » ، وروى الترمذي، وابن ماجه بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِى مُنَادٍ يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ » ، وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غًفِر له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه، ومَن قام لليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه)).
أيها المسلمون
لقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر رمضان بأنه شهر مبارك، فهو شهر مبارك حقًّا، فكل لحظة من لحظات هذا الشهر تتصف بالبركة ، بركة في الوقت، وبركة في العمل، وبركة في الجزاء والثواب، وفيه ليلة القدر المباركة التي هي خير من ألف شهر، وإن من بركة هذا الشهر أن الحسنات فيه تضاعف، وأبواب الجنان فيه تفتح وأبواب النيران تغلق، والشياطين ومردة الجن تصفد، ويكثر فيه عتقاء الله من النار.
أيها المسلمون
وإن من أعظم الخسران، وأكبر الحرمان أن يدرك المرء هذا الشهر الكريم المبارك، فلا تغفر له فيه ذنوبه، ولا تحط فيه خطاياه؛ ، فيدخل عليه هذا الشهر الكريم ويخرج، وهو في غيه و تقصيره، غير مُقبِل على ربِّه عزّ وجل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاني جبريل، فقال: يا محمد، مَن أدرك أحد والديه فمات فدخل النار، فأبعده الله، قُل: آمين، فقلت: آمين، قال: يا محمد، مَن أدرك شهر رمضان، فلم يُغفر له، فأدخل النار فأبعده الله، قُلْ: آمين، فقلت: آمين، قال: ومَن ذكرتَ عنده، فلم يصل عليك، فمات فأدخل النار، فأبعده الله، قُلْ: آمين، فقلت: آمين))؛ رواه الطبراني في معجمه بإسناد صحيح، وروى الترمذي، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَىَّ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلاَهُ الْجَنَّةَ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( استقبال رمضان )
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
شهر رمضان شهر ربح وغنيمة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيه أكثر مما يجتهد في غيره، بل كان يتفرغ فيه عن كثير من الأعمال، ويقبل على عبادة الله جلّ وعلا وذكره وشكره، وكان السلف الصّالح يهتمون بهذا الشهر غاية الاهتمام، ويتفرغون فيه للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والطاعات الزاكية، وكانوا يجتهدون في قيام لياليه وعمارة أوقاته بالطاعات؛ قال الزهري رحمه الله: “إذا دخل رمضان، إنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام”، فهذا شأن رمضان عند السلف – رحمهم الله – شهر جدّ واجتهاد، وشهر صيام وقيام، شهر عبادة وتلاوة قرآن، شهر تهليل وتسبيح وبرّ وإحسان، شهر عطف ومواساة وإطعام.
أيها المسلمون
فاستقبلوا شهركم المبارك بالتوبة إلى الله عزّ وجل والفرح بإقباله وإدراكه، واجتهدوا فيه بالاشتغال بطاعة الله والتقرُّب إليه – سبحانه وتعالى – بما يحب من الطاعات النافعة، والأعمال المبرورة والإحسان الكثير، والإحسان في الصيام عباد الله وتقوى الله جلّ وعلا والإقبال على كتابه العزيز، وذكره وشكره وحسن عبادته، والامتناع عن المحرمات، والبُعد عنها بمنع الجوارح من محارم الله، وليترك كلَّ منكم فعل المحرمات من الغش والظلم، والخداع ومنع الحقوق والنظرة المحرمة، وسماع الأغاني والكذب والغيبة، والسب والشتم وقول الزور، ونحو ذلك من المحرمات والآثام،
وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)).
الدعاء