خطبة عن ( من سمات الصالحين، وأخلاق المقربين)
أكتوبر 14, 2017خطبة عن ( رضا الله ) مختصرة
أكتوبر 21, 2017الخطبة الأولى ( مع اسم الله (السَّلَامُ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف 180،
وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ »، وقال تعالى : (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (23) الحشر
إخوة الإسلام
إن معرفة أسماء الله جل جلاله الواردة في الكتاب والسنة ،وما تتضمنه من معاني جليلة ،وأسرار بديعة ،لمن أعظم الأسباب التي تعين على زيادة إيمان العبد ، وتقوية يقينه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:”ولما كانت حاجة النفوس إلى معرفة ربها أعظم الحاجات، كانت طرق معرفتهم له أعظم من طرق معرفة ما سواه، وكان ذكرهم لأسمائه أعظم من ذكرهم لأسماء ما سواه”. ومن الأسماء الحسنى التي وردت في كتاب الله العزيز: اسمه سبحانه (السَّلَامُ ) ، قال تعالى : (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (23) الحشر ، وعند البخاري : ( قَالَ عَبْدُ اللَّهِ كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قُلْنَا السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ ، السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ . فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ « إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ ، فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ.. الحديث )، وفي صحيح مسلم : (عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاَثًا وَقَالَ « اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ » ، وفي صحيح الأدب المفرد : عن عبد الله قال: ” إن السلام اسم من أسماء الله، وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم )،
أيها المسلمون
ومعنى اسم الله ( السلام ) : أي سلمت ذاته جل جلاله من كل عيب ،وسلمت صفاته من كل نقص، وسلمت أفعاله عن الشر ، ومن معاني ( السلام ) : أي أن الله جل جلاله ذو السلامة والأمن، والطمأنينة، والحصانة، ، والبراءة من كل آفة ظاهرة وباطنة، والخلاص من كل مكروه وعيب، والسلام معناه أيضا : أنه هو الذي سلم مما لا يليق به من الأنداد والنقائص والآفات والعيوب، في ذاته، وصفاته، وأفعاله، وأقواله، وقضائه، وقدره، وشرعه ، والسلام معناه أيضاً : أنه سبحانه هو المسلم على عباده في الجنة ،فهو جل شأنه السلام ومنه السلام، وهو الذي سلم أهل الجنة من كل ما ينغص عيشهم ،أو يكدر صفوهم، وجعل السلام أيضاً من قوله لهم، قال تعالى: ﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 127]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾ [يس: 55 – 58] ، والسلام معناه أيضاً : أنه سبحانه هو الذي سلم الخلق من ظلمه، فهو الذي تنزه عن الظلم، وهو الذي سلم من عذابه من لا يستحقه؛ أي سلم خلقه ممن لا يعصيه من ظلمه. قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46] ، واسم الله السلام معناه أيضا : أنه هو سبحانه السالم من مماثلة أحد من خلقه، ومن النقص، ومن كل ما ينافي كماله ، قال الله تعالى : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، فالسلام هو اسم من أسماء الله تعالى ، وقد جعله الله تحية لأوليائه فيما بينهم ، وهو دعاء ، وذكر ، وهو دعاء للمسلم عليه بالسلامة ، والحفظ ، والرعاية
أيها المسلمون
أما عن أثر إيمان العبد المسلم باسمه تعالى : ( السلام ) ، فيتحقق ذلك : بأن يتعبد المؤمن لله باسمه السلام ، وذلك عن طريق : أولاً: بالدعاء بالاسم دعاء مسألة : فقد روى مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه أنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاَثًا وَقَالَ « اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ » ، وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلاَّ الرُّسُلُ ، وَكَلاَمُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ ” ، وأخرج الترمذي بسند صحيح أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلاَلَ قَالَ
« اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ رَبِّى وَرَبُّكَ اللَّهُ » ، ثانياً: ويتعبد المؤمن لله باسمه ( السلام ) : بالدعاء باسم الله ( السلام ) دعاء عبادة: فإن أثر الإيمان بتوحيد الله في اسمه السلام ،أن يكف المسلم أذاه عن إخوانه ، فيسلمون من أذيته ، وأن يحرص على جيرانه وقرابته، روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رضى الله عنهما – عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ” ، وروى البخاري : ( عَنْ أَبِى شُرَيْحٍ أَنَّ النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ » . قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الَّذِى لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ » ، ثالثاً: ويتعبد المؤمن لله باسمه ( السلام ) : بالثناء على الله تعالى لأنه عز وجل هو السلام بكثرة ذكر آثار هذا الاسم العظيم في الكون.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مع اسم الله (السَّلَامُ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ويتعبد المؤمن لله باسمه تعالى 🙁 السلام ) : بأن يفشي المسلم السلام بين العباد، ويلتزم بتحية الإسلام ،وفي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ ». وفي صحيح الأدب للبخاري ” إن السلام اسم من أسماء الله، وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم، إن الرجل إذا سلم على القوم فردّوا عليه كانت عليهم فضل درجة، لأنه ذكرهم السلام، وإن لم يرد عليه رد عليه من هو خير منه وأطيب”.
إخوة الإسلام
ألا فأفشوا السلام بينكم ،فإن ديننا الإسلامي قد حثنا على إفشاء السلام بيننا، وأخبرنا أنه سبب في زيادة المحبة فيما بين المسلمين بعضهم بعضا ، قال الإمام النووي – رحمه الله -: ” قوله: ” أفشوا السلام بينكم “، قال : فيه الحث على إفشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم، من عرفت ومن لم تعرف. فينبغي على المسلم أن يسلك سبل السلام ، التي تؤدي إلى دار السلام ، قال الله تعالى : (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُل السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلمَاتِ إِلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [المائدة:16] ، وقال تعالى : ( وَاللهُ يَدْعُو إِلى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [يونس:25]
الدعاء