خطبة عن (هل لو رآك رسول الله يحبك؟)
أبريل 21, 2018خطبة عن ( الإسلام علمني )
أبريل 21, 2018الخطبة الأولى (مع اسم الله ( الَخَافِضُ ، الرَّافِعُ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف 180، وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ »
إخوة الإسلام
إن معرفة أسماء الله جل جلاله الواردة في الكتاب والسنة ،وما تتضمنه من معاني جليلة ،وأسرار بديعة ،لمن أعظم الأسباب التي تعين على زيادة إيمان العبد ، وتقوية يقينه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:”ولما كانت حاجة النفوس إلى معرفة ربها أعظم الحاجات، كانت طرق معرفتهم له أعظم من طرق معرفة ما سواه، وكان ذكرهم لأسمائه أعظم من ذكرهم لأسماء ما سواه”.ومن الأسماء الحسنى التي وردت في السنة المطهرة (الَخَافِضُ الرَّافِعُ) ، وقد روى مسلم في صحيحه (عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِأَرْبَعٍ « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَرْفَعُ الْقِسْطَ وَيَخْفِضُهُ وَيُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ وَعَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ ».وفي رواية له قال : (قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ :« إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ حِجَابُهُ النُّورُ – وَفِى رِوَايَةِ أَبِى بَكْرٍ النَّارُ – لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ ». ومن المعلوم أن بين أهل العلم خلافا معتبرا في عد اسمي (الخافض ، الرافع ) من أسماء الله الحسنى ، وذلك بناء على اختلافهم في جواز اشتقاق الأسماء مما ورد في الشرع بصيغة الفعل
و(الَخَافِضُ الرَّافِعُ ) من الأسماء المتقابلات التي لا ينبغي أن يُثنى على الله بها إلا كل واحد مع الآخر لأن الكمال المطلق من اجتماع الوصفين، فقال الخطابي : وكذلك القول في هذين الاسمين يستحسن أن يوصل أحدهما في الذكر بالآخر ،فالخافض : هو الذي يخفض الجبارين ويذل الفراعنة المتكبرين ، والرافع : هو الذي رفع أولياءه بالطاعة ،فيعلي مراتبهم وينصرهم على أعدائه ،ويجعل العاقبة لهم , فلا يعلو إلا من رفعه الله , ولا يتضع إلا من وضعه وخفضه ، وقال الحليمي : الخافض : هو الواضع من الأقدار , والرافع : المعلي للأقدار ، وقال أهل العلم : … ومعنى يخفض القسط ويرفعه , يخفض العدل بتسليط ذا الجور ، ويرفع العدل بإظهاره العدل , يخفض القسط بأهل الجور , ويرفع العدل بأئمة العدل , وهو في خفضه العدل مرة ورفعه أخرى يبتلي عباده لينظر كيف صبرهم على ما يسؤهم , وشكرهم على ما يسرهم ) ،وقال الشيخ ابن سعدي: ( وهو الرافع لأقوام قائمين بالعلم والإيمان , الخافض لأعدائه ) ، فالله تعالى يخفض ويرفع، يرفع المؤمنين بالإسعاد ويرفع أولياءه بالتقريب، ويخفض الكفار بالإبعاد، ويخفض أعداءه بالإشقاء، وهذا المعنى ورد في قول الله تعالى: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ) (1) :(3) الواقعة ، أي تخفض أقواما إلى أسفل سافلين في الجحيم، وإن كانوا في الدنيا أعزاء ،وترفع آخرين إلى أعلى عليين إلى النعيم المقيم . والله يرفع من يشاء ،فهو الرافع ،ويقول لحبيبه صلى الله عليه وسلم: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (4) الشرح ، أي رفع الله ذكره ،وسيرته في الدنيا والآخرة ،فليس هناك مؤذن أو خطيب أو متشهد أو صاحب صلاة إلا وينادي ”اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله” ،ويقول سبحانه وتعالى : (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (32) الزخرف ، فالله هو الرافع الخافض ، وقد فاوت بين خلقه فيما أعطاهم من الأموال والأرزاق والعقول وغير ذلك من القوى الظاهرة والباطنة . وهو سبحانه الرافع، لأنه يرفع درجات من يشاء، ويقول الله تعالى: (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) (76) يوسف ، وهو الرافع لأنه يرفع الذين آمنوا والذين أوتوا العلم، ويقول تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (11) المجادلة ،ومن يسعده الله الرافع ،يرفع مشاهدته عن المحسوسات والمتخيلات ،ويرفع إرادته عن ذميم الشهوات ،ويرفعه إلى أفق الملائكة المقربين، أما من قصر مشاهدة نفسه على المحسوسات ،وهمته على ما يشاركه فيه البهائم من الشهوات ،فقد خفضه إلى أسفل سافلين ولا يفعل ذلك إلا الله الخافض الرافع والله الخافض الرافع : فهو يرفع الحق ويخفض الباطل ،وذلك بأن ينصر المحق ،ويزجر المبطل ،فيعادي أعداء الله ليخفضهم ، ويوالي أولياء الله ليرفعهم،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (مع اسم الله ( الَخَافِضُ الرَّافِعُ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وحظ المؤمن من اسم الله تعالى الخافض أن يخفض جناحه للمؤمنين لقوله تعالى: ” (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) (88) الحجر ، فمن أراد أن ينال حظاً من اسم الخافض فَعَليه أن يخفض نفسه قبل أن يخفِضه الله ، اِخفِضها طواعيةً لله وتواضعاً لله ، فالتواضع عِبادة ،والتكبر نقيض العِبادة ؛ لذلك من أراد أن ينال حظاً من هذا الاسم فَعَليْه أن يخفض نفسه بالتواضع ، فَيَراها أقل من جميع العباد ، وكلما تواضعت لله ، رفعك الله . فالمؤمن يوقن أن الله تبارك وتعالى يرفع أولياءه بالطاعة ،فيعلي مراتبهم وينصرهم على أعدائهم ،ويجعل العاقبة لهم، كما أنه يخفض الجبارين ويذل المتكبرين ،فهو الذي يرفع أولياءه في الدنيا والآخرة، بما وفقهم إليه من طاعته وامتثال أمره ، والعمل بمقتضى شرعه ، واتباع ما جاء به نبيه الكريم. وقد روى البخاري في صحيحه (حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلأَى لاَ يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْفَيْضُ – أَوِ الْقَبْضُ – يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ »
الدعاء