خطبة عن ( قذائف الحق )
سبتمبر 2, 2017خطبة عن قوله تعالى (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)
سبتمبر 2, 2017الخطبة الأولى ( مع اسم الله (الْقُدُّوسُ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف 180، وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ »، وقال الله تعالى : (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (23) الحشر
إخوة الإسلام
من الأسماء الحسنى التي وردت في كتاب الله العزيز: اسمه تعالى : (الْقُدُّوسُ ) ، قال الله تعالى : (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (23) الحشر، وقال تعالى : (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (1) الجمعة ،وفي السنة المطهرة روى أبو داود في سننه (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا سَلَّمَ فِي الْوِتْرِ قَالَ « سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ».وفي سنن الترمذي : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ صَبَاحٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ وَمُنَادٍ يُنَادِى سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ». وفي مسند أحمد : (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) وَ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) وَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ « سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ». وَرَفَع بِهَا صَوْتَهُ.
أيها المسلمون
الله سبحانه وتعالى هو (الْقُدُّوسُ ) : أي هو الطاهر المطهر المنزه عن النقص ، وهو سبحانه المنزه عما لا يليق به، وهو سبحانه الجامع لكل أوصاف الكمال والجمال والجلال، وهو سبحانه المنزه عن كل وصف ، وهو سبحانه المنزه عن كل ما تحيط به العقول ،وهو سبحانه المنزه عن كل وصف يدركه حس، او يتصوره خيال أو وهم ، قال تعالى : ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ ( سورة الإخلاص )، والله هو (الْقُدُّوسُ ) : فهو المبارك والطاهر والمبرأ من كل دنس وعن كل العيب ، وهو سبحانه المنزه عن كل الأضداد والأنداد والصاحبة والولد والشريك ، والمنزه عن كل وصف لا يليق بجلاله وكماله وعظمته، قال تعالى : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ ( الشورى : 11) ، والله هو الْقُدُّوسُ : تقدسه الملائكة الكرام ، وهو سبحانه الممدوح بالفضائل والمحاسن. وقدسية الله جل جلاله قدسية دائمة ،لم يسبق وجودها عدم ولا دنس، ولا يلحقها نقص ولا خلل ، وليس لها نهاية ولا فناء. ولو تحرينا أوجه التقديس لله عز وجل ما استطعنا أبدًا عدها أو حصرها ، لأنها لا نهاية لها, ففي صحيح مسلم : ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لاَ أُحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ».
أيها المسلمون
وبعد أن تعرفنا على بعض معاني اسمه سبحانه وتعالى (الْقُدُّوسُ ) ، نأتي إلى هذا السؤال : كيف نتخلق بهذا الاسم، وكيف نتعبد لله به ؟؟ ،فأقول : يتخلق المسلم ويتعبد لله به بتطبيق شرعه ، وطاعته واتباع أمره ، ونفهم هذا المعنى من خلال قول الملائكة (وَنُقَدِّسُ لَكَ ) ، في قوله تعالى : “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة – 30) ، فأفضل ما يمكن للعبد تقديس الله به هو عبادته بما جاء في شرعه من كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبالعقائد الصحيحة والأقوال الطيبة والأعمال الصالحة، وهذا ما ارتضاه الله لنفسه من خلقه. وفي صحيح مسلم : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ « سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ ». ونتخلق بهذا الاسم ونتعبد لله به بتطهير القلوب من أدرانها وأمراضها ،قال الله تعالى : ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ (الشعراء: 88-89). وفي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ». فيطهر المسلم قلبه من الأمراض: من الغل والحقد والحسد والعجب والكبر والرياء وما إلى ذلك من الأمراض القلبية المهلكة. ونتخلق بهذا الاسم ونتعبد لله به بتزكية النفس ، تزكية ظاهرة : من إطلاق لسانه وجوارحه في العدوان على عباد الله عز وجل، فلا يغتاب أحدا، ولا ينم عن أحد، ولا يسب أحدا، ولا يعتدي على أحد بضرب أو جحد مال. وتزكية باطنة : من الشرك بالله عز وجل، ومن الشك، ومن النفاق، ومن العداوة للمسلمين والبغضاء، وغير ذلك مما يجب أن يتطهر القلب منه. قال تعالى : ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ (الشمس: 9) ، وقال تعالى : ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى﴾ ( الأعلى: 14)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مع اسم الله (الْقُدُّوسُ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونتخلق باسمه تعالى (الْقُدُّوسُ) ونتعبد لله به ، بدعاء الله سبحانه وتعالى باسمه القدوس ، ففي صحيح مسلم (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ « سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ ». وفي مسند أحمد : (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) وَ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) وَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ « سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ». وَرَفَع بِهَا صَوْتَهُ. .. وعلى من عرف اسم الله القدُّوس ، ألا يتذلل لمخلوق بهذه النفس التي تقدست وتطهرت بمعرفة الله عز وجل. وعلى من عرف اسم الله القدُّوس أن يحسن الظن بربه ، فلم يقدس الله من أساء الظن به ، أو ظن أنه خاذله. وعلى من عرف اسم الله القدُّوس أن يثق بموعود الله له، فلم يقدس الله من لم يثق بوعده ، ولم يقدسه من ظن أنه ظلمه أو بخسه رزقه وحقه. ولم يُقدِّس اللهَ من شبّهه بخلقه أو نفى عنه أسماءه وصفاته ، ولم يُقدِّس اللهَ من لم يجد للإيمان حلاوة في قلبه ،ونورًا في صدره بتقديسه ربه، وهذا هو النعيم الدنيوي الحقيقي الذي استصغر من وجده كل نعيم دنيوي . ففي صحيح مسلم : ( أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِىَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً ».
الدعاء