خطبة عن ( الاسلام وضع حلولا للمشكلات الزوجية)
مارس 10, 2017خطبة عن (الوسائل المعينة على خلق القناعة)
مارس 11, 2017الخطبة الأولى ( الآداب الاسلامية في حل المشكلات الزوجية)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى :(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم 21 ،
إخوة الإسلام
الأسرة المسلمة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع الاسلامي ، ولذلك ، فقد حرص الاسلام على أن تقوم العلاقة بين الزوجين على المودة والرحمة ، لا على الكراهية والشحناء ، فقال تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم 21 ، ولكن من الطبيعي أن تعترض حياة الزوجين بعض الاختلافات في الرأي ، وهذا لا تخلو منه أسرة أو بيت ، لأن الاختلاف سنة من سنن الحياة ، والله خلقنا مختلفين في الطباع والفكر ، قال تعالى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) هود 118 ، 119 ، ولكن كما تقول الحكمة : ( الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ) ، ومن المؤسف أن بعض الأزواج والزوجات لا يفهمون ذلك ، وهم بذلك بعيدون كل البعد عن آداب الإسلام ، وأخلاق المسلمين ، فبعض الأزواج ، فهم أن الزواج عبودية وتحكم وقهر ، فهم أن الزواج معناه ، أن يطاع فلا يعصى ، ولا مجال للمناقشة ، أو سماع الرأي الآخر ، وأي مخالفة لرأيه معناها ، إنهاء العلاقة الزوجية ، هذا هو حال بعض الأزواج ، وهذا فهم خاطئ ، وبعيد كل البعد عن الصواب ، وفي المقابل ، هناك بعض الزوجات ، تفهم أن الزواج يعني تلبية كل الطلبات ، فإذا قصر الزوج في أحد المطالب ، أو بعضها ، فهذا يعني إنهاء الحياة الزوجية ، وبعض الزوجات تفهم أن من حقها أن تفعل ما تشاء ، فلا سلطان للزوج عليها ولا رقيب : ( تجالس من تشاء ، وتخرج من بيتها متى تشاء ، وتدخل بيتها من الناس من تشاء ، وليس لزوجها عليها ولاية ، وليس من حقه أن يأمر أو ينهى ) ، وهذا أيضا فهم خاطئ ، وبعيد كل البعد عن الصواب ،ونقول: لهؤلاء وهؤلاء من الرجال والنساء ، أنتم بعيدون كل البعد عن الاسلام وآدابه ، أنتم لم تفهموا دينكم ، ولم تتعلموا الحقوق والواجبات التي فرضت عليكم ، والسؤال : إذن ماهي آداب الإسلام في العلاقة بين الزوجين ؟ فأقول : أولا : الإسلام رغب الزوجة وحثها على طاعة زوجها في المعروف :( وفي غير معصية الله ) ، ففي البخاري يقول صلى الله عليه وسلم :« لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ » ، وفي صحيح ابن حبان :(عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت) ، وفي سنن الترمذي : (عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتِ الْجَنَّةَ »، وبين الرسول صلى الله عليه وسلم حق الزوج على زوجته ، وطاعتها له في غير معصية ، ففي سنن الترمذي (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ». وإذا كان الإسلام قد حث المرأة ورغبها في طاعة زوجها ، فقد حذرها أيضا كل التحذير من عدم طاعته ، أو القيام بحقوقه عليها ، فقد روى البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ، قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ مُهَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ » . ثانيا : الإسلام أيضا أمر الزوج بأداء حقوق زوجته عليه ، وحذره من عدم الوفاء بها ،ففي سنن ابن ماجه وغيره (عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِى تُوُفِّىَ فِيهِ « الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ». فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَا يَفِيضَ بِهَا لِسَانُهُ.) ، وفي صحيح البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ »، وفي سنن ابن ماجه قَالَ « اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ. لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ لَكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلاَ يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمُ لِمَنْ تَكْرَهُونَ أَلاَ وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ ». وفي سنن الترمذي : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (الآداب الاسلامية في حل المشكلات الزوجية)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
هكذا رغب الإسلام الأزواج في حسن معاملة ومعاشرة النساء : أما من كان غليظ القلب والطباع ، فعامل زوجته معاملة سيئة ، وأهملها ولم ينفق عليها من ماله ، فهذا زوج آثم قلبه ، عاص لربه ، ففي سنن ابي داود (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ ».وفي المستدرك (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول )، وفي مسند أحمد : (عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« لاَ يَسْتَرْعِى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْداً رَعِيَّةً قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ إِلاَّ سَأَلَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقَامَ فِيهِمْ أَمْرَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمْ أَضَاعَهُ حَتَّى يَسْأَلَهُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ خَاصَّةً » ، هكذا حث الاسلام الزوج والزوجة على رعاية كل منهما للآخر ، والقيام بكامل حقوقه ، وحذر من يقصر أو يتهاون في ذلك ولكن بماذا نصح الإسلام إذا وقع الخلاف بين الزوجين ؟ وكيف تحل المشكلات بينهما ؟ ذلك وغيره هو موضوع لقائنا القادم إن شاء الله
الدعاء