خطبة عن ( من فضائل سلامة القلب )
يناير 10, 2016خطبة عن (اسم الله الحكيم )
يناير 10, 2016الخطبة الأولى (الآداب الاسلامية في حل المشكلات الزوجية)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )(34) النساء
إخوة الإسلام
من الآداب الاسلامية في حل المشكلات الزوجية، كما بينه الحق تبارك وتعالى في قوله سبحانه : ((وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )) النساء 34 ، فكان أولها : الوعظ ، وثانيها : الهجر في المضجع ، ثم نأتي إلى ثالثها : وهو في قوله (وَاضْرِبُوهُنَّ ) ، فالضرب وسيلة من وسائل التقويم والتأديب والتهذيب والتخويف ، ولكنه لا يصلح لكل الزوجات ، والدليل على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظ زوجاته ، وهجرهن شهرا ، لكنه لم يضربهن ، ففي سنن البيهقي (عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ قَالَتْ : كَانَ الرِّجَالُ نُهُوا عَنْ ضَرْبِ النِّسَاءِ ثُمَّ شَكُوهُنَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَخَلَّى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ضَرْبِهِنَّ ثُمَّ قُلْتُ : لَقَدْ طَافَ اللَّيْلَةَ بِآلِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- سَبْعُونَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ قَدْ ضُرِبَتْ. قَالَ يَحْيَى : وَحَسِبْتُ أَنَّ الْقَاسِمَ قَالَ ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ بَعْدُ :« وَلَنْ يَضْرِبَ خِيَارُكُمْ ». وفي رواية صحيح ابن حبان : (وايم الله لا تجدون أولئك خياركم )، كما أنه صلى الله عليه وسلم نهى أن يكون الضرب هدفا في ذاته أو غاية يسعى لتحقيقها ، ولكنه وسيلة تصلح مع بعض الزوجات ، ولا تصلح عند أكثرهن ، ففي صحيح البخاري (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ : « لاَ يَجْلِدُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ ، ثُمَّ يُجَامِعُهَا فِي آخِرِ الْيَوْمِ ») ، وفي رواية البيهقي جاء الحديث بصيغة الاستفهام الاستنكاري فقال : (« أَيَضْرِبُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ كَمَا يَضْرِبُ الْعَبْدَ ثُمَّ يُجَامِعُهَا فِي آخِرِ الْيَوْمِ ؟؟»، إذن ، فوسيلة الضرب كما قلت لكم ، قد تصلح لقليل من الزوجات ، ولكنها لا تصلح مع طيبات الأخلاق ، عفيفات اللسان ، كريمات السلوك ، وكما قال الشاعر : العبد يقرع بالعصى والحر تكفيه الإشارة
وإذا لزم الأمر ، وأرغم الزوج على الضرب ، فبين لنا الشرع الحنيف كيف يضرب؟ ، فقد روى مسلم في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قال فيما قال :(فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ. فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) ، والضرب الغير مبرح ، أي ضربا رحيما ، مهذبا ، وكما بينه العلماء بأن لا تضرب الوجه ، ولا تقبح ، ولا تكسر لها عظما ، ولا يترك له أثرا في أعضائها ، وفي مجمله (هو ضرب خفيف باليد وليس بآلة ، بعيد عن الوجه والرأس ) ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هدد أو توعد بالضرب ، كان يهدد بالضرب بالسواك ، وما أدراك ما السواك؟؟؟ ، ففي المعجم (عن أم سلمة قالت : دعا النبي صلى الله عليه و سلم وصيفة له فأبطأت عليه فقال : ( لولا مخافة القود يوم القيامة لأوجعتك بهذا السواك )) ، فإن لم يفلح الوعظ ، ولا الهجر ، ولا الضرب في تقويم السلوك ، انتقل الزوج إلى الأدب التالي من آداب الإسلام في حل المشكلات الزوجية وهو كما في قوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) ، وهو التحكيم بينهم برجال من أهله وأهلها صالحين يحكمان بينهما بالعدل ، ويرضى الجميع بحكمهما
إخوة الإسلام
ولا يتسرع أحدكم بالطلاق إذا لم تؤت النصيحة والوعظ والهجر والضرب نتائج طيبة ، لأن الطلاق لا يكون حلا إلا إذا استحالت مع الزوجين الحياة في بيت الزوجية ، ولكن ، على الزوج ، وكذلك الزوجة ، العلاج والصبر والتحمل على قدر الإمكان ، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالعلاج ، خاصة إذا وجد الأبناء ، واعلم أخي أن كلا منا له مميزات وفيه عيوب ولا يخلو أحد من العيوب ، والكمال لله وحده ، وكلنا فيه نقص ،قال الله تعالى : (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء 19 ، وفي مثل هذا المعنى ينصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ ». أَوْ قَالَ « غَيْرَهُ ».ومعنى يَفرك :أي يبغض ، وفي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلاَقُهَا ». وفي مسند أحمد : (« إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ وَإِنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقَامَةَ الضِّلْعِ تَكْسِرْهَا فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا »)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (الآداب الاسلامية في حل المشكلات الزوجية)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ذهب رجل إلى سيدنا عمر بن الخطاب يشكو إليه حال زوجته ، وأنه لا يحبها ، فقال له عمر 🙁 يا أخا العرب ، وهل كل البيوت تقوم على الحب ) ، وأنت أيتها الزوجة : عليك أن تعالجي زوجك ، وتتحملي عيوبه ، وتصلحي من أخطائه بقدر ما تستطيعين ، ولو كان ثمن ذلك أن تتنازلي عن بعض حقوقك ، وذلك من أجل الإصلاح ، ومن أجل أن تسير سفينة الحياة ولا تغرق ، واستجيبي لقول الله تعالى : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)
أيها المسلمون
كانت هذه هي بعض آداب الإسلام في حل المشكلات الزوجية والأسرية ، ألا فاعملوا بها ، وكونوا من الذين قالوا سمعنا وأطعنا ، ولا تكونوا من المعرضين ، فشرع الله ودينه فيه الحلول الشافية لكل مشكلاتنا ، وفيه السعادة في الدارين ، قال الله تعالى : ( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) التغابن 11: 15،
الدعاء