خطبة عن حديث (قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ طُولُ الْحَيَاةِ وَكَثْرَةُ الْمَالِ)
سبتمبر 26, 2020خطبة عن الغاية من خلق الانسان (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)
أكتوبر 3, 2020الخطبة الأولى : الأمل والأجل وحديث : ( هَذَا ابْنُ آدَمَ وَهَذَا أَجَلُهُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري في صحيحه : (عَنْ أَنَسٍ قَالَ خَطَّ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – خُطُوطًا فَقَالَ : « هَذَا الأَمَلُ وَهَذَا أَجَلُهُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الْخَطُّ الأَقْرَبُ » ، وروى الترمذي في سننه : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « هَذَا ابْنُ آدَمَ وَهَذَا أَجَلُهُ ». وَوَضَعَ يَدَهُ عِنْدَ قَفَاهُ ثُمَّ بَسَطَهَا فَقَالَ : « وَثَمَّ أَمَلُهُ وَثَمَّ أَمَلُهُ وَثَمَّ أَمَلُهُ » ، وفي رواية أخرى للترمذي : ( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطًّا مُرَبَّعًا وَخَطَّ فِي وَسَطِ الْخَطِّ خَطًّا وَخَطَّ خَارِجًا مِنَ الْخَطِّ خَطًّا وَحَوْلَ الَّذِى فِي الْوَسَطِ خُطُوطًا فَقَالَ : « هَذَا ابْنُ آدَمَ وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ وَهَذَا الَّذِى فِي الْوَسَطِ الإِنْسَانُ وَهَذِهِ الْخُطُوطُ عُرُوضُهُ إِنْ نَجَا مِنْ هَذَا يَنْهَشُهُ هَذَا وَالْخَطُّ الْخَارِجُ الأَمَلُ ».
إخوة الإسلام
لا يتصور أبدا أن يوجد إنسان سوي الخلقة يعيش في هذه الحياة الدنيا بدون أمل يتطلع إليه , ويسعى إلى تحقيقه , فهذا ينافي فطرة الإنسان التي فطر عليها , وطبيعة دوره على هذه الأرض , ولذلك قال – صلى الله عليه وسلم – كما في سنن أبي داود : « تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ ». ، وذلك لأن (حَارِثٌ وَهَمَّامٌ) ، فهذا الوصف هو الموافق لطبيعة الإنسان , فكل إنسان لا يخلو من كسب وهم , وأماني وآمال , وهذه الأماني والآمال , لا تنتهي ما دام المرء على قيد الحياة , ولكن إذا استرسل العبد في آماله وأمانيه, واستسلم لأحلامه وطموحاته, ونسي الآخرة , وأحب البقاء والخلود في الدنيا , وكره كل ما من شأنه أن يحول بينه وبين تحقيق تلك الآمال ، فتلك هي الكارثة ، والتي جاء الشرع الحكيم لينبه عليها ، ويحذر منها .
وفي هذه الأحاديث النبوية الكريمة يبين الرسول صلى الله عليه وسلم ويرشد الناس إلى كيفية التعامل مع الآمال والأماني ، وذلك بضرب الأمثال ،لتقريب المعنى والافهام ، فقد أراد عليه الصلاة والسلام من خلال هذا المثل أن يبين لنا حقيقة هامة ، يغفل الناس عنها , ألا وهي أن آمال الإنسان لا تنتهي ولا تقف عند حد , وأن أجله أقرب إليه من أمله , واستخدم صلى الله عليه وسلم الرسم التوضيحي لإيصال هذا المعنى , وهذا من الوسائل التعليمية المهمة فالمقصود من الحديث : التعجب من حال الإنسان , وكيف أن الأجل لا يفوته ,بل هو محيط به من جميع جوانبه , وهو معرض قبل ذلك للآفات والأخطار التي تهدد حياته , وتكدر عيشه , ومع ذلك يؤمل الانسان أملا قد جاوز أجله ومن خلال هذا التمثيل في الحديث يتضح لنا أنه ينبغي على المسلم أن يكون قصير الأمل مستعدا لحلول الأجل , وأن يكثر من ذكر الموت على الدوام , فإن ذلك هو الذي يدفع الإنسان إلى الاجتهاد في العمل الصالح , وانتهاز فرصة الحياة , قبل أن تطوى صحائف الأعمال ،
أيها المسلمون
إن الأمل هو حادي العمل ، ولا ينشط المرء للعمل ،إلا ولديه طموحات وأهداف يسعى إلى تحقيقها ، وهذا مما يميز الإنسان عن سائر الحيوان , وإذا فقد الإنسان الأمل بالكلية لم يستطع العيش، فمن الطبيعي أن تكون هناك أهداف وطموحات دنيوية لدى كل منا، ولكن من الخطأ الفادح التعلق بها ،وبذل أقصى الطاقات للوصول إليها، والاهتمام بها، وإهمال الآخرة تماماً، ولتجنب ذلك، فلنعي ونتأمل قول الله تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (162) ،(163) الأنعام ،فحياتي بكل ما فيها، ونومي وصلاتي، وعبادتي، وأكلي وشربي، وذهابي وإيابي، وكل أعمالي، هي لله وحده ،ربي ورب العالمين جميعاً، فجعلت أمرها وتعبها ووقتها لله وحده، وهذا ما أمرني به تعالى. فإياك ونسيان مهمتك الأساسية ، فإنما أنت خليفة من الله، لست مخلداَ، لك مهام وواجبات، عليك القيام بها على أكمل وجه، وسيأتي يومٌ وترحل وتغيب، ولا يبقى غير ذكرك وأعمالك، فماذا ستجني منها؟! ، فالأمل يلهي ، والمطامع تغر ، والعمر يمضي ، والفرصة تضيع والأمل البراق ما يزال يخايل لهذا الإنسان وهو يجري وراءه ، وينشغل به ، و يستغرق فيه ،حتى يجاوز المنطقة الآمنة ، وحتى يغفل عن الله ، وعن القدر ، وعن الأجل ،وحتى ينسى أن هنالك واجبا ، وأن هنالك محظورا ، بل حتى لينسى أن هنالك إلها ، وأن هنالك موتا ، وأن هنالك نشورا ، وهذا هو الأمل القاتل ، واعلموا أن الأمل من فِعل الإنسان توفيقا من الرحمن، والأجل كله بقبضة الملك العلاَّم، والأمل حبل ممدود ليس له حدود، والأجل حبل محدود خيوطه بيد ربنا المعبود، الأمل يدفع إلى العمل، والأجل يقطع العمل، الأمل يجعل أضعف الناس يتحدى الأزمات ويغالب الصعاب، والأجل يجعل أقوى الناس أسيرا لما قدّر في الكتاب، الأمل عند المؤمن يمتد من الدنيا إلى الآخرة، وعند غير المؤمن أمل في إصلاح دنياه فقط: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) (الروم:7)،
أما الأجل فثابت للصالح والطالح، والبَر والفاجر، الأمل يتنوع إلى أمل في شفاء بعد مرض، ونجاح بعد فشل، وهداية بعد غواية، وحرية بعد كبت، وعزة بعد ذل، وغنى بعد فقر، وصحة بعد مرض، واجتماع بعد فرقة، وعودة بعد غيبة، وسعادة بعد شقاء، وزواج بعد عزوبة، وإنجاب بعد عقم، وتوبة بعد معصية،
أيها المسلمون
فكثيراً ما يغرينا طول الأمل، ويلهينا العمل، وترانا نغفل عن دنو الأجل، الذي يقترب منا يوماً بعد يوم، دون أن نشعر، فتُلهينا الحياة بشهواتها وما بها من فتنٍ وأموال. وفي معترك الحياة، يخطفنا الموت فجأة بدون استعداد له، وبدون أية مقدمات، ويلحق اسمنا رحمه الله مات، كان وكان وكان..، فهل ترانا نستعد لزمان، من هوله يشيب فيه الولدان ، وطول الأمل : هو استمرار المرء في حرصه على الدنيا وشهواتها وزينتها، والانكباب عليها، والتعلق بها، مع كثرة إعراضه ونسيانه للآخرة، وعدم الاستعداد لها على الوجه المطلوب ، ومن أجل ذلك جاءت النصوص الشرعية ،وكلام السلف ،وعلماء السلوك ، محذرة من طول الأمل ،ونسيان الأجل, والركون إلى الدنيا , قال الله عز وجل مخاطبا نبيه عليه الصلاة والسلام في شأن الكافرين : { ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (3) الحجر ، أي دعهم يشتغلون بدنياهم , ويتوقعون طول الأعمار , وتلهيهم الآمال والأماني عن الاستعداد للقاء الله والعمل لما بعد الموت , فسوف يعلمون سوء صنيعهم إذا باغتهم الأجل , وعاينوا الجزاء على أعمالهم ,واعلموا أنه يتولد من طول الأمل خمسة أشياء : الكسل عن الطاعة والتسويف بالتوبة ، والرغبة في الدنيا ، والنسيان للآخرة ، والقسوة في القلب ، وذلك لأن رقة القلب وصفاءه إنما تقع : بتذكر الموت والقبر والثواب والعقاب وأهوال القيامة .قال علي ابن أبي طالب -رضي الله عنه- : إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى ، وطول الأمل ، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسى الآخرة ، ألا وإن الدنيا ارتحلت مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحد منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل . ومع ذلك فالناس يلهثون وراء الدنيا ، ويمنون أنفسهم بالأماني الكاذبة ، ويكبرون وتكبر معهم أمانيهم ،وفي صحيح البخاري : (أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ : « لاَ يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْنِ فِي حُبِّ الدُّنْيَا ، وَطُولِ الأَمَلِ » وفيه 🙁 عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه – قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – : « يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ حُبُّ الْمَالِ ، وَطُولُ الْعُمُرِ » ،مع أن الإنسان لو عمر عمر نوح ، وأعطي قوة عاد وثمود ، فلن يأخذ بهما فوق ما قدره الله له ، ولن يمنعاه من الموت ، فكان من تمام العقل البدار إلى الله ولقائه ، والاستعداد لذلك باغتنام الحياة ، إذ هي وقت البدار ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم كما في المستدرك :” اغتنم خمسا قبل خمس ، شبابك قبل هرمك ، و صحتك قبل سقمك ، و غناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك”، فطول الأمل هو الذي يجعل الإنسان يرى الموت بعيداً عنه، وهذه هي الغفلة التي حاول النبي صلى الله عليه وسلم أن يحذر أصحابه منها، وأما الخطوط الكثيرة التي خطها النبي عن يمين وشمال الخط الأول ،فهي التي ترمز إلى الأعراض ،والأسباب التي تؤدي إلى إنهاء حياة الإنسان ،وهي كثيرة ،فقد يمرض الإنسان ويأتيه اجله، وقد يسقط من شاهق فيأتيه أجله ، وغيرها وغيرها من الأسباب .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية : الأمل والأجل وحديث : ( هَذَا ابْنُ آدَمَ وَهَذَا أَجَلُهُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وليس المعني من هذا أن يترهبن الناس ، أو أن يجلسوا في البيوت ، ويدعوا الحياة ، فذلك غير مراد ، وإنما المراد هو السير في الحياة ، والقيام بواجب الاستخلاف ،من غير أن تلج الحياة قلوب العباد ، وتستعبدهم شهواتها وملذاتها ، وينسون قضيتهم التي خلقوا من أجلها ،قال الله تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (56) الذاريات ،وقال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا) (6) :(15) الانشقاق ، وقال الله تعالى : (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ) (سورة العصر) ، والصحابة -جيل القدوة -جمعوا بين الاثنين ، العمل للدنيا والآخرة – في منظومة غير متنافرة لسان حالهم :” اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ” فصحت لهم الدنيا وكانوا فيها سادة ، وصحت لهم الآخرة ، وأثنى عليهم رب العباد سبحانه ، ورسوله- صلى الله عليه وسلم – فحال المرء في الدنيا كعبد أرسله سيده في حاجة إلى غير بلده ، فشأنه أن يبادر بفعل ما أرسل فيه ثم يعود إلى وطنه ، ولا يتعلق بشيء غير ما هو فيه ، روى البخاري في صحيحه : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ – رضى الله عنهما – قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بِمَنْكِبِي فَقَالَ :« كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ » . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ ) . وقال سلمان الفارسي -رضي الله عنه – :” ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني : مؤمل الدنيا والموت يطلبه ، وغافل وليس يغفل عنه ، وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخط رب العالمين عليه أم راضي”، وكان الحسن يقول في موعظته : المبادرة المبادرة ، فإنما هي الأنفاس لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تترقبون بها إلى الله ، رحم الله امرأ نظر إلى نفسه ، وبكى على عدد ذنوبه . وقال ابن القيم رحمه الله : “ما مضى من الدنيا أحلام ، وما بقي منها أماني ، والوقت ضائع بينهما ” ، فطوبى لعبد بادر ساعته ، واستعد للقاء ربه ، وكان لسان حاله ،يردد قول الله تعالى : ( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) (84) طه
الدعاء