خطبة عن أصناف الناس ( النَّاسُ ثَلاثَةٌ : فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ)
نوفمبر 28, 2020خطبة عن ( عند الشدائد تُعرف الإخوان )
ديسمبر 5, 2020الخطبة الأولى ( الإحسان للآخرين ، وصوره وثمراته )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (195) البقرة، وقال الله تعالى : (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) القصص (77) ،
إخوة الإسلام
إنَّ من محاسن الأخلاق والصِّفات الحميدة التي أكدَّت عليها الشّريعة الاسلاميَّة، هي: (الإحسان للآخرين)، لما في هذه الصّفة من تنزيه للنفس وتزكية لها، فضلًا عن كسب ودّ النّاس وحبّهم للفرد الذي قام بالإحسان، والتّقرّب منه ،والاقتداء به ،لما يحمله من محاسن الأخلاق الحميدة، وابتعاده عن الصّفات الذَّميمة، وأنَّه يكون كفيلًا في إبعاد من يريد له السّوء والأذى، لا سيما من يريد إيذاءه بالكلام، فمن الإحسان أن يسعى العبد إلى نفع الناس وكشف كربهم، فيبّر المسلم بالخلق فيخدمهم، ويسايرهم، وهذا دليل على نقاء السريرة وصفاء القلب، قال تعالى: (وَأَحْسِنُوا ۛإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة (195) .
وعندما يقوم الانسان بأعمال وأفعال يُحسن بها للآخرين، يظن أنه يضحي من أجلهم فقط على حساب نفسه وراحته ومصالحه، ولكن الأمر ليس كذلك، فعندما تقدم الاحسان للآخرين، فلا يقتصر الأمر على فوائد تقدمها لهم، وإنما تشمل فوائده صاحب الاحسان بالدرجة الاولى، وفي مقدمة هذه الفوائد دنيويا، الراحة النفسية الكبيرة التي يعيشها ويشعر بها الانسان المحسن لغيره، وإذا أردنا أن نذهب الى آفاق أبعد، فإن الجزاء الالهي عن الاحسان سوف يكون كبيرا في الآخرة، كما تدل على ذلك آيات قرآنية كثيرة، واحاديث شريفة تؤكد هذا الامر، قال الله تعالى :{ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى} الليل (17) :(21). وقد ثبت في الصحيحين: (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا فَشَقَّتْ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنْ النَّارِ) .
فعلى الانسان أن يفهم بأنه صاحب الفائدة الأكبر عندما يحسن بأفعاله وأقواله ونواياه للناس الآخرين. وأولُ المستفيدين من إسعادِ النَّاسِ همُ المتفضِّلون بهذا الإسعادِ ،يجنون ثمرتهُ عاجلاً في نفوسهِمْ، وأخلاقِهم، وضمائِرِهِم، فيجدون الانشراح والانبساط ، والهدوء والسكينة. فإذا طاف بك طائفٌ من همٍّ أو ألمِّ بك غمٌّ فامنحْ غيرك معروفاً وأسدِ لهُ جميلاً تجدِ الفرج والرَّاحة. أعطِ محروماً، انصر مظلوماً، أنقِذْ مكروباً، أطعمْ جائعاً، عِدْ مريضاً، أعنْ منكوباً، تجدِ السعادة تغمرُك من بين يديْك ومنْ خلفِك. فيا منْ تُهدِّدهُمْ كوابيسُ الشقاءِ والفزع والخوفِ هلموا إلى بستانِ المعروفِ وتشاغلوا بالآخرين، عطاءً وضيافةً ومواساةً وإعانةً وخدمةً وستجدون السعادة طعماً ولوناً وذوقاً ، فالإحسان كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه، وقد ثبت في الحديث أن شَربة ماء قدمتها امرأة بغي زانية ، لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها السموات والأرض؛ لأن صاحب الثواب غَفور شكور ،غنيّ حميد ، جواد كريم، فلا تحتقر أخي المحسن إحسانك وجودك وعطاءك مهما قل ،واخلص نيتك وعملك لله فلا يخفى عليك أن في الإخلاص عون على الاستمرار في فعل الخير، وما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل، فاجعل همك إرضاء الله وحده، فإذا رضي عنك العظيم أرضى عنك الناس، وألقى لك القبول في الأرض. وننصح باللجوء إلى الله وسؤاله التوفيق والإخلاص، وعدم التوقف عن فعل الخير لأجل ذم الناس، أو تقصيرهم أو عدم تقديرهم، وعدم التلفظ بأية كلمات تجلب الأذى لأنها تنقص ثواب العمل، مثل قول المحسن (هؤلاء لا يستحقون الاحسان) فمثل هذه الكلمات تحبط العمل ،وقد تجعل الإنسان مفلسا، لأنه لم يحافظ على الحسنات التي تعب في تحصيلها، وتجنب المن والأذى لمن تحسنين إليهم، والصبر على الأذى، والحلم على الجهال رغبة في ثواب الكريم المتعال، وتدارك الخلل بالتوبة والاستغفار، وتطييب خواطر الناس والاعتذار لهم.
أيها المسلمون
ومن صور الإحسان إلى الناس الإحسان إلى الوالدين: ويكون ذلك بخدمتهم، والاستماع إليهم، وخفض الصوت عند الحديث معهم، وإظهار الحاجة إليهم، وتلمس حاجاتهم، والصبر عليهم في كبرهم، قال الله تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) الاسراء (23) . ومن صور الإحسان: الإحسان إلى الأهل: فالأهل والارحام هم أولى الناس بالإحسان، ومن صور الإحسان الإحسان إلى الجيران: فقد عظّم الإسلام حقّ الجار، فجعل من حقوقهم رد السلام وإجابة الدعوى، وكفّ الأذى عنهم، وتحمّل أذيتهم، وتفقد حوائجهم، والستر عليهم، وغض البصر، قال الله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) (60) الرحمن ،وقال الله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [يونس:26].، وقال الله تعالى: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) [النجم:31].
ومن صور الإحسان للآخرين : الإحسان للعمل ،ومعناه: متابعة السنة فيه ومجانبة البدعة، وأي عمل لا يتوفر فيه هذان الشرطان يكون هباءً منثورا ووبالا على صاحبه. ومن صور الإحسان: الإحسان إلى البهائم، ففي الصحيحين واللفظ لمسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِى بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ فَقَالَ الرَّجُلُ لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِى كَانَ بَلَغَ مِنِّى. فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلأَ خُفَّهُ مَاءً ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِىَ فَسَقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ لأَجْرًا فَقَالَ « فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ ».ففي هذه الأحاديث فضل الإحسان إلى البهائم بما يُبْقي عليها حياتها، ويدفع عنها الضرر، سواء كانت مملوكة أو غير مملوكة، مأكولة أو غير مأكولة، وفي الحديث الذي رواه مسلم : (عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ »، والإحسان في معاملة الخالق يكون بفعل الواجبات ،وترك المحرمات، وهكذا فمطلوب من المسلم أن يكون محسنا في كل شيء مما يأتي وما يذر، فهو محسن في عمله، ومحسن في تعامله مع الله ومع خلقه، ومحسن في نيته وقصده، قال الله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التوبة:91]، فهؤلاء الذين لا يستطيعون القتال لعجزهم الجسمي والمالي مع سلامة نياتهم وحسن مقاصدهم، قد عذرهم الله لأنهم محسنون في نياتهم، لم يتركوا الجهاد لعدم رغبتهم فيه، وإنما تركوه لعجزهم عنه، ولو تمكنوا منه لفعلوه، فهم يشاركون المجاهدين في الأجر لنياتهم الصالحة وحسن قصدهم، فقد روى الإمام البخاري : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ « إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلاَّ كَانُوا مَعَكُمْ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ قَالَ « وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الإحسان للآخرين )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن فوائد الإحْسَان للآخرين : أن للإحْسَان للآخرين ثمرة عظيمة تتجلَّى في تماسك بنيان المجتمع، وحمايته مِن الخراب والتَّهلكة ووقايته مِن الآفات الاجتماعيَّة. ومن فوائد الإحْسَان للآخرين :أن المحسن يكون في معيَّة الله عزَّ وجلَّ، ومَن كان الله معه فإنَّه لا يخاف بأسًا ولا رهقًا. ومن الفوائد أيضا : أن المحسن يكتسب بإحسانه محبَّة الله عزَّ وجلَّ. ومنها : أن للمحسنين أجرا عظيما في الآخرة ،حيث يكونون في مأمن مِن الخوف والحزن. ومن فوائد الإحْسَان للآخرين : أن المحسن قريب مِن رحمة الله عزَّ وجلَّ ،وهو وسيلة المجتمع للرُّقي والتَّقدُّم، لأنَّه يؤدِّي إلى توثيق الرَّوابط وتوفير التَّعاون. وأن الإحْسَان وسيلة لإزالة ما في النُّفوس مِن الكدر وسوء الفهم وسوء الظَّنِّ ونحو ذلك. والإحْسَان في عبادة الخالق يمنع عن المعاصي. قال ابن القيِّم: (فإنَّ الإحْسَان إذا باشر القلب منعه عن المعاصي، فإنَّ مَن عبد الله كأنَّه يراه، لم يكن كذلك إلَّا لاستيلاء ذكره ومحبَّته وخوفه ورجائه على قلبه، بحيث يصير كأنَّه يشاهده، وذلك سيحول بينه وبين إرادة المعصية، فضلًا عن مواقعتها، فإذا خرج مِن دائرة الإحْسَان، فاته صحبة رفقته الخاصَّة، وعيشهم الهنيء، ونعيمهم التَّام، فإن أراد الله به خيرًا أقرَّه في دائرة عموم المؤمنين) ،ومن فوائد الإحْسَان للآخرين : أن الإحْسَان إلى النَّاس سببٌ مِن أسباب انشراح الصَّدر: فالذي يحسن إلى النَّاس ينشرح صدره، ويشعر بالرَّاحة النَّفسيَّة، وقد ذكر ابن القيِّم في (زاد المعاد) أن الإحْسَان مِن أسباب انشراح الصَّدر، فقال: (… إنَّ الكريم المحسن أشرح النَّاس صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق النَّاس صدرًا، وأنكدهم عيشًا، وأعظمهم همًّا وغمًّا) ،ومن فوائد الإحْسَان للآخرين : أن الإحْسَان إلى النَّاس يطفئ نار الحاسد. فإطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي يكون بالإحْسَان إليه، فكلَّما ازداد أذًى وشرًّا وبغيًا وحسدًا ازددت إليه إحسانًا، وله نصيحةً، وعليه شفقةً، وما أظنُّك تصدِّق بأنَّ هذا يكون، فضلًا عن أن تتعاطاه، فاسمع الآن قوله عزَّ وجلَّ: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [فصِّلت: 34-36] ،وقال تعالى:(أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) [القصص: 54].
الدعاء