خطبة عن (حرمة المال العام في الاسلام)
أكتوبر 13, 2018خطبة عن قوله تعالى (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
أكتوبر 13, 2018الخطبة الأولى ( الإسلام علمني )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة 3، وقال الله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (9) الصف، وروى الإمام أحمد في مسنده :(عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ فَقَرَأَهُ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَغَضِبَ وَقَالَ « أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً لاَ تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى -صلى الله عليه وسلم- كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي ».
إخوة الإسلام
إن الإسلام مدرسة تربوية وأخلاقية ، يتعلم فيها المسلم أسس الأخلاق ، ومبادئها القويمة , فهو دين قد جاء ليعلي من شأن الأخلاق , ويهدي لأحسنها ، فماذا علمني الإسلام ؟ : الإسلام علمني : أن أتخلق بالخلق الحسن، وقد حرم علي لعن إنسان بعينه أو دابة، فإن معنى اللعن : الطرد من رحمة الله، وهو ما كان من شأن إبليس اللعين ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث حسن صحيح رواه الترمذي : « لاَ تَلاَعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّهِ وَلاَ بِغَضَبِهِ وَلاَ بِالنَّارِ ». ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : « وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ » أي أن الإثم المترتب على اللعن، كالإثم المترتب على القتل .ولكن يجوز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين، فيقول الله تعالى : ” أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ” [هود: 18] . كما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، والسارق، والمتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، ولعن اليهود… ويحرم سب المسلم بغير حق، وهو الشتم والتكلم في عرض الإنسان بما يعيبه ، يقول الله عز وجل : ” وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ” [الأحزاب: 58] . ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الشيخان : « سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ » يعني في الإثم والتحريم . والإسلام نهاني عن أخلاق أخرى مشينة، تضر بديني ومجتمعي، فنهاني عن التباغض، والتقاطع الذي يؤدي إلى البغضاء والنفور، والتدابر، وهو أن يولي الرجل أخاه إذا لقيه ظهره إعراضاً عنه، فإن الله سبحانه يقول : ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ” [الحجرات: 10] . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ ». [رواه البخاري ومسلم] . والاسلام نهاني عن الحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبها، سواء كانت نعمة دين أو دنيا . ونهاني ديني عن التجسس والتسمع لكلام من يكره استماعه، وهو التجسس عن عيوب الناس ومتابعتها ، يقول الله سبحانه وتعالى : ” وَلَا تَجَسَّسُوا ” [الحجرات: 12] . ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح رواه أبو داود : « إِنَّكَ إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ » ، والاسلام نهاني عن سوء الظن من غير ضرورة، فالله سبحانه يقول :” اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ” [الحجرات: 12] . والاسلام يحرم احتقار المسلم، وهو إهانته وإسقاطه من النظر والاعتبار، فإن الله سبحانه وتعالى يقول : ” لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ ” [الحجرات: 11] ، والسخرية هي الاحتقار ، وقال صلى الله عليه وسلم : « بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ » [رواه مسلم] ، كما لا تجوز الشماتة به، وهو الفرح بمصيبة نزلت به . والاسلام نهى عن الغش والخداع، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا » [رواه مسلم] . والاسلام يحرم الغدر، وهو نقض العهد، ومن كان غادراً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خصمه يوم القيامة، كما جاء في حديث (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنٍ » رواه مسلم . ولا يجوز المن بالعطية ونحوها، فإن الله يقول : ” لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى ” [البقرة: 264] . ولا الافتخار والبغي، وهو التعدي والاستطالة . ويحرم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام، إلا لبدعة في المهجور، أو تظاهر بفسق، أو نحو ذلك. وفي حديث رواه أبو داود بإسناد صحيح : « مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ ».
والاسلام علمني أن من أدب المجلس ألا يتناجى اثنان دون الثالث بغير إذنه، إلا لحاجة، وهو أن يتحدثا سراً بحيث لا يسمعهما، وفي معناه ما إذا تحدثا بلسان لا يفهمه ، والاسلام علمني ألا أعذب الإنسان أو الحيوان، ولا يؤذي المرء زيادة على قدر الأدب ،وفي الصحيحين (عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ : « دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا ، فَلَمْ تُطْعِمْهَا ، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الأَرْضِ » وقَالَ هِشَامٌ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا » [رواه مسلم] . ولمسلم أيضاً عَنْ جَابِرٍ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الضَّرْبِ فِي الْوَجْهِ وَعَنِ الْوَسْمِ فِي الْوَجْهِ. والاسلام علمني أنه يحرم التعذيب بالنار في كل حيوان حتى القملة ونحوها ، ففي مسند أحمد : قال صلى الله عليه وسلم : ( فَإِنَّهُ لاَ يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّ النَّارِ ». والاسلام يحرم على الغني تأخير حق طلبه منه صاحبه، وهو «المطل»، ففي الصحيحين : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « مَطْلُ الْغَنِىِّ ظُلْمٌ » ..والاسلام يحرم أكل مال اليتيم، وهو أحد الموبقات السبع التي شدد الإسلام في الزجر عنها، يقول الله سبحانه وتعالى ِ” إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ” [النساء: 10] . وكذلك الربا من أعظم المحرمات، فعَنْ جَابِرٍ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ ) . رواه مسلم، وزاد الترمذي وغيره : « لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ » . وكذا الرياء، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم كما رواه مسلم (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللَّهُ بِهِ ». ومعنى الجملة الأولى : من أظهر عمله للناس رياء فضحه الله يوم القيامة . ومعنى الجملة الأخرى : من أظهر للناس العمل الصالح ليعظم عندهم وليس هو كذلك، أظهر الله سريرته على رؤوس الخلائق .
والاسلام يحرم النظر إلى المرأة الأجنبية ،والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية، يقول سبحانه وتعالى : ” قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ” [النور: 30] . والاسلام يحرم الخلوة بالمرأة الأجنبية ، ففي الحديث المتفق عليه : « لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ وَلاَ تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ ».وفي مسند أحمد قال صلى الله عليه وسلم : (لاَ يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا ) ، والاسلام يحرم أيضاً تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال، في لباس وحركة وغير ذلك، ففي صحيح البخاري : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضى الله عنهما – قَالَ لَعَنَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ ، وَالْمُتَرَجِّلاَتِ مِنَ النِّسَاءِ » ، وفي رواية عنده (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ) ، والمخنث من يشبه خلقه النساء في حركاته وكلماته . والاسلام ينهى عن التشبه بالكفار ، والنهي أيضاً عن القزع، وهو حلق بعض الرأس دون بعض، والإباحة في حلقه كله للرجل دون المرأة . والاسلام يحرم وصل الشعر، والوشم، والوشر، وهو تحديد الأسنان، وفي صحيح البخاري (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ) ، والاسلام ينهى عن ترك النار في البيت عند النوم ونحوه . ولا يجوز التكلف، وهو فعل وقول ما لا مصلحة فيه بمشقة . والاسلام يحرم النياحة على الميت، ولطم الخد، وشق الجيب، ونتف الشعر وحلقه، والدعاء بالويل والثبور، وليس البكاء، وفي صحيح البخاري (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ »، وقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « لاَ يُعَذِّبُ اللَّهُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا » . فَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ) [متفق عليه]
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الإسلام علمني )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والاسلام نهانا عن إتيان الكهان والمنجمين والعرافين وأصحاب الرمل ،وفي الحديث الشريف : عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً » [رواه مسلم] . وفي سنن البيهقي (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ». فمثل هذه الأمور تشوش على المسلم حياته وعقيدته، فيتكل على الظنون والتخرصات، ويستسلم للهواجس والهموم، وينتظر الوعود والأكاذيب سنوات، بدل التخطيط والتفكير السليم والتوكل على الله تعالى، ولذلك نهي عنها . والاسلام نهانا عن الطيرة، وهو نوع من التشاؤم، فقد روى البخاري (عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ ، الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ » ، وفي سنن أبي داود : (قَالَ أَحْمَدُ الْقُرَشِيُّ – قَالَ ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ : « أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلاَ تَرُدُّ مُسْلِمًا فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ لاَ يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلاَّ أَنْتَ وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلاَّ أَنْتَ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ ». والاسلام يحرم تصوير الحيوان في تفصيلات ذكرها الفقهاء ، ولا يتخذ الكلب إلا لصيد أو حراسة ماشية أو زرع . والإسلام أمرنا بتنزيه المساجد عن الأقذار، وإزالتها إذا وجدت، فبيوت الله بنيت لذكر الله وقراءة القرآن، وينبغي أن تكون نظيفة بهيجة يرتاح فيها المسلم ويطمئن للجلوس فيها، ولئلا يشغله شيء عن الذكر والدعاء والخشوع . وتكره فيها الخصومة، ورفع الصوت، ونشد الضالة، والبيع والشراء والإجارة ونحوها من المعاملات ، ولا بأس بالكلام المباح . وينهى لمرتادها أكل ثوم أو بصل أو كرات أو غيره مما له رائحة كريهة عن دخولها قبل زوال رائحتها، إلا لضرورة ،وفي صحيح البخاري : أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلاً فَلْيَعْتَزِلْنَا – أَوْ قَالَ – فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا ، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ » ، والمساجد هي أحب الأماكن إلى الله سبحانه وتعالى ، حيث ورد في صحيح مسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا ».
والإسلام نهانا عن الحلف بمخلوق، كالنبي، والكعبة، والملائكة، والسماء، والآباء، والحياة، والروح، والرأس، وحياة السلطان، وتربة فلان وقبره، والأمانة . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَحْلِفُوا بِالطَّوَاغِيت وَلاَ بِآبَائِكُمْ ».[رواه مسلم] ، والطواغيت هي الأصنام ،وكل ما يعبد من دون الله . والاسلام علمني أن من الكبائر الحلف كذباً، ويسمى «اليمين الغموس» وهي التي تغمس صاحبها في الإثم، أو في النار .ومن حلف على شيء ورأى غيره أفضل منه، فليأت الذي هو أفضل وليكفر عن حلفه . والكفارة إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، ومن لم يجد القيمة صام ثلاثة أيام ، ويعفى عن ذلك «لغو اليمين» ولا كفارة فيه، وهو ما يجري على اللسان بغير قصد اليمين، كقولك على العادة : لا والله، وبلى والله، ونحو ذلك . ويكره الحلف في البيع وإن كان صادقاً، فإن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ ثُمَّ يَمْحَقُ ». [رواه مسلم] . والمعنى : أن الحلف يكون سبباً لنفاق المبيع، لكن ذلك منقص للبركة . ويكره أن يسأل الإنسان بوجه الله عز وجل غير الجنة ، ففي سنن أبي داود وغيره (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللَّهِ إِلاَّ الْجَنَّةُ ». ونستكمل الموضوع في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء