خطبة عن (أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ) مختصرة
مايو 17, 2022خطبة عن ( البركة ) مختصرة
مايو 17, 2022الخطبة الأولى (الاسلام هو الدِّينُ الْقَيِّمُ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ،فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ، لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ،ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (30) الروم
إخوة الإسلام
الإسلام دين إلهي ارتضاه الله تعالى للعالمين قال الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) آل عمران: (19)، وقال الله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) (85): آل عمران، وقال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة: (3)، فدين الاسلام هو الدِّينُ الْقَيِّمُ،(ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) ومعنى الدين القيم أي: الدين المليء بالقيم، الدين المستقيم المعتدل المتوازن ، الذي لا انحراف فيه ولا اعوجاج ،فالإسلام دِين قيِّم، وصراط مستقيم، فهو الدين الذي يتناسب مع طبيعةِ الإنسان وفِطرته، فهو دين التوحيد الخالص ،وإفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، والمحبة، والخضوع لله، والذل له، وكمال الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، الاسلام يعني: اسلام الوجه لله، والانقياد له بالطاعة، والبَرَاءَةُ مِنَ الشِّركِ وَأَهْلِهِ. وهذا يعني الاستسلام لأمره، ونهيه، وقضائه؛ وفعل المأمور، وترك المحظور، والصبر على المقدور. والإسلام هو الذي اجتمعت عليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو دين الفطرة فلا يتعارض مع طبيعة الانسان، فهو يبيح الزواج بالنساء ويحرم الزنا، ويأمر بالعمل، وينهى سؤال الناس أو الرهبنة والانقطاع للعبادة وترك العمل، ففي مسند أحمد:(قَالَ -صلى الله عليه وسلم- «لِكُلِّ نَبِيٍّ رَهْبَانِيَّةٌ وَرَهْبَانِيَّةُ هَذِهِ الأُمَّةِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» ، والاسلام دين الأخلاق الفاضلة: ففي سنن البيهقي: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :«إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ»، وفي مسند أحمد : (عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَتَدْرُونَ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ ».وفيه أيضا : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَرِيمٌ يُحِبُّ مَعَالِىَ الأَخْلاَقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا »، والاسلام دين العدل سواء مع العدو أو الصديق أو القريب أو البعيد، ودين الأخوة الصادقة: فالمسلمون إخوة في الدين، لا تفرقهم البلاد، ولا الجنس، ولا اللون، فلا طبقية في الإسلام، ولا عنصرية، ولا عصبية لجنس أو لون أو عرق، ومعيار التفاضل في الإسلام إنما يكون بالتقوى والإسلام دين العلم: فالعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، والإسلام دين صالح لكل زمان ومكان، بل لا تصلح الدنيا بغيره، وهو دين المحبة، والاجتماع، والألفة، والرحمة: ففي صحيح مسلم: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (الاسلام هو الدِّينُ الْقَيِّمُ )
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والإسلام دين يحفظ الأموال: ولهذا فقد حث على الأمانة، وحرم السرقة، وتوعد فاعلها بالعقوبة، وحرم الكذب والظلم والبغي والبخل والفجور .والإسلام يحفظ الأنفس: ولهذا فقد حرم قتل النفس بغير الحق، وعاقب قاتل النفس بغير الحق بأن يقتل، والاسلام دين يأمر بمخالطة الناس والصبر عليهم، وأحل البيع وحرم الربا، وهو دين يبيح جمع المال من حله ،ولكنه يوجب الزكاة فيه للفقراء والمساكين، وهو دين يبيح الطعام ،ويستثني الميتة ولحم الخنزير وغيرها من المحرمات، وهو دين متوازن بين متطلبات الروح ، وحاجات البدن، فللروح غذاء ،وللبدن غذاء وهو دين يحترم العقل ،ولا يتصادم مع الفطرة، ففي الصحيحين: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ» ثُمَّ يَقُولُ ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)، والاسلام دين يعتني بالعقل، ويأمر بالتفكر، ويذم الجهل والتقليد الأعمى ،وعدم التفكير السليم قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9]، والاسلام دين الرحمة قال النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ) والإسلام دين حرّم الفواحش، وأباح الطيبات وهو دين التوازن، ففي الصحيحين: (جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا . وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ . وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا . فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ « أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّى أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي »
أيها المسلمون
والاسلام دين يحقق السعادة في الدنيا والآخرة لمن آمن به من البشر ،قال الله تعالى: (طه (1)مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) (1) (2) طه، وهو دين يدل على الحق ويحذر من الباطل ,ويرشد إلى الهدى، وينفر من الضلال ويدعو الناس إلى صراط مستقيم، فالمسلم يعبد إلها واحدا ،لا شريك له، ويثق بربّه وخالقه ،ويتوكّل عليه، ويطلب منه العون والنّصر والتأييد ،لأنه يؤمن بأنّ ربه على كلّ شيء قدير، وأنه خلق السموات والأرض ،يحيي ويميت، وهو الخالق الرازق، والسميع المجيب ، فيدعو المسلم ربه ويرجو الإجابة منه ،فهو التواب الرحيم، يعلم النيات والسرائر وما تخفي الصّدور ، فلله الحمد أن جعلنا مسلمين ،ومن أمة الاسلام ،ومن أتباع رسوله محمد عليه الصلاة والسلام
الدعاء