خطبة عن قوله تعالى (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)
سبتمبر 2, 2017خطبة عن الصحابي ( سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ )
سبتمبر 2, 2017الخطبة الأولى ( التابلت والآيباد وخطورتها على الأولاد )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
رُوي في الصحيحين واللفظ للبخاري (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالأَمِيرُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهْىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » ، وفي سنن ابن ماجة أن : (أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « أَكْرِمُوا أَوْلاَدَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ ».
إخوة الإسلام
هكذا يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق (وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهْىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ) ، ومن بين هذه المسئوليات الملقاة على عاتق الآباء والأمهات وأولياء الأمر الحفاظ على الأولاد ، وتوجيههم وإرشادهم إلى ما ينفعهم ، ويحفظ عليهم صحتهم الجسدية والفكرية والعاطفية ،ولقد نتج عن التطور التكنولوجي الذي يشهده عالمنا المعاصر أجهزة وألعاباً مختلفة، أصبحت في متناول أوساط اجتماعية عديدة ، وبخاصة الأطفال والمراهقين، مثل الآيباد والبلاك بري والآيفون والكمبيوتر وألعاب الليزر، وقد حرصت أسر عديدة على توفير هذه الألعاب الالكترونية لأبنائهم، وأصبح استعمال هذه الأجهزة الإلكترونية الذكية ، أو كاد يصبحُ، لدى أغلب الناس؛ أطفالاً وفتياناً وبالغين، حاجةً أو عادةً، كالطعام والشراب، لا يمكن الاستغناء عنه يوماً من الأيام. وإذا كان لهذه الأجهزة الإلكترونية إيجابيات من شأنها تقريب المسافات فيما بين الناس، وإحداث نقلة هائلة في التواصل الاجتماعي البشري، وثورة كبيرة في استخدام وتكييف وتطوير المعلومات، وغير ذلك، فهي أيضاً لها سلبيات ومخاطر ليست بالقليلة ، وفي هذا اللقاء أحاول إن شاء الله أن أبين لكم بعض الأضرار والمخاطر التي حذر منها أساتذة وخبراء العناية بالأطفال ،من تأثير هذه الاجهزة السلبي علي مستخدميها ،وخاصة من الأطفال دون سن البلوغ ، ودور الآباء والأمهات وأولياء الأمر في ذلك ،وكذلك العلاج والحلول المقترحة لعلاج هذه المشكلة من منظور اسلامي وعلمي . .. وبداية أقول : إن من اضرار استعمال هذه الأجهزة : ضعف الانتباه وتشتيت التركيز لدي الأطفال . كما أن استعمال هذه الأجهزة المستمر يؤدي إلي ضعف العضلات وخصوصا عضلات اليد التي تنمو عن طريق الكتابة والرسم وهو ما يقلله استخدام هذه الاجهزة . ومن اضرار استعمال هذه الأجهزة أيضا : ضعف الحاجز الدماغي الوقائي بسبب الأشعة المنبعثة من هذه الأجهزة والتي تمتصها أدمغة الأطفال أكثر من الكبار بمقدار الضعف . ومن اضرار استعمال هذه الأجهزة أيضا : الخمول وقلة الحركة التي يتسبب فيها الجلوس أمام الشاشة الرقمية فترات طويلة ،وماله من تأثير علي التعرف علي العالم المحيط . ومن اضرار استعمال هذه الأجهزة أيضا : السمنة المفرطة وعدم ضبط الشهية نتيجة لقضاء معظم الوقت أمام الأجهزة ،وأحيانا تناول الأطعمة أمامها وخاصة الحلويات والمشروبات والوجبات السريعة . ومن اضرار استعمال هذه الأجهزة أيضا : العنف والعصبية الشديدة نتيجة للذبذبات التي يتلقاها الطفل أثناء استعماله لها ،وأيضا قلة ساعات النوم واضطرابها . ومن أضرار استعمال هذه الأجهزة أيضا : نقص الذاكرة ،وضعف القدرة علي القراءة والتعلم ،وتأخر الكلام في بعض الأحيان نتيجة لعدم التفاعل أو التواصل مع المجتمع المحيط وتفضيل العزلة .ومن الاضرار : أن استخدام الطفل لها يُفقده الترابط الاجتماعي : فيؤثر الاستخدام المفرط لهذه الاجهزة على علاقة الطفل بمن حوله، فقد تنقطع علاقات الطفل مع الآخرين، نظرًا لانشغاله باستخدامه طوال الوقت، مما يُحدث فجوة كبيرة في العلاقات العاطفية بين الآباء وأبنائهم، وتجعل الطفل أكثر انطواءً على نفسه، فينزوي في غرفته يخاطب جهازًا إلكترونيًا ويعيش في عالمه الآخر، مما يُفقده ثقته في نفسه وقدرته على الاتصال المباشر مع الناس والعالم الخارجي. ومن الاضرار أيضا : أن استخدام الطفل لها يُعلمه العنف والعدوانية : فإدمان الأطفال للألعاب الالكترونية غير المدروسة دون مراقبة من آبائهم ،قد يتسبب في إكسابهم عادات غير مستحبة ، كالعنف والسلوك العدواني، حيث إن نسبة كبيرة من هذه الألعاب الإلكترونية يعتمد على قتل الآخرين والتدمير، مما يجعلها أكثر خطرًا من أفلام العنف التليفزيونية أو السينمائية، حيث يتفاعل معها الطفل، وفي بعض الأحيان يكون مُطالبًا بأن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها. ومن الاضرار : أن استخدام الطفل لهذه الاجهزة – يُضعف تحصيله الدراسي : فإدمان الطفل لهذه الأجهزة يتسبب في ضياع وقته، وإصابته بضعف التحصيل العلمي، والرسوب والفشل في الدراسة ،وتحصيل علامات منخفضة، بالإضافة إلى أنها تزيد من خموله، مما يقلل من قدرته على الانتباه والتعلم. هذا بجانب ما يسببه استخدام هذه الاجهزة من أمراض صحية متمثلة في آلام الرقبة والظهر ، والتأثير علي العين ،وأحيانا كثيرة ضعف البصر ،خصوصا إذا تم الاستخدام دون مراعاة وجود اضاءة كافية ، فاستخدام الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة في اليوم يتسبب في إجهاد العين ويضعف البصر تدريجيًا، ويؤدي إلى الصداع المستمر ويؤخر النطق لدى الأطفال الصغار، ويضر بأنسجة وعضلات اليدين نتيجة تأثرها بالضعف ،وعدم تنويع طريقة حركتها على المدى الطويل، ويضعف العظام والمهارات الحركية بشكل عام والعمود الفقري نتيجة الجلوس لفترات طويلة، بالإضافة إلى أنه يسبب آلام في أسفل الظهر والرقبة، كما قد يتسبب الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال. ومن المظاهر المصحوبة بالتعلق بهذه الاجهزة ، عدم القدرة على الجلوس مع العائلة دون أن يكون الجهاز في يده. وفي حال إخفائه أو إبعاده يشعر الطفل بالقلق والامتعاض المستمر ويرجو الوالدين أن يبقياه معه .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( التابلت والآيباد وخطورتها على الأولاد )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أما عن وسائل العلاج والحلول المقترحة لهذه المشكلة فيكون بتوفير بدائل لتلك الأجهزة وذلك بالعودة للألعاب الشعبية ، ومحاولة اللعب مع الأبناء ، وكذا ملء فراغهم بما ينفعهم من حفظ بعض آيات القرآن الكريم ، والسنة المطهرة ، وكذا قصص الأنبياء والسابقين ، وكذا اصطحابهم إلى المساجد ، ففي سنن أبي داود (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ) ، وفي مسند أحمد (قَالُوا مَا خَيْرُ مَا أُعْطِىَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « خُلُقٌ حَسَنٌ ». وكذلك حضور الندوات والدروس ، واللعب في النوادي وبتعليمهم الرسم واللعب بالصلصال، وتبادل الزيارة مع الأصدقاء والأرحام ، والذهاب إلى الحدائق العامة ، وتعليمهم السباحة والرياضة المناسبة لهم ، هذا بجانب تكليفهم ببعض الأعمال التي تخص البيت والاسرة ، وذلك حتى ينشأ الطفل على تحمل المسئولية والمشاركة الايجابية ، وخدمة الآخرين ، ومن وسائل الحلول والعلاج لهذه المشكلة تعليم الطفل بعض الأعمال التطوعية كمساعدة كبار السن أو الجيران أو الأقارب، أو المشاركة في الرحلات المدرسية التي تساهم في خدمة المجتمع. ومشاهدة التلفاز والبرامج التي تحتوي على معلومات عامة عن الطبيعة أو العلوم المختلفة والاختراعات أو عالم الحيوانات أو بعض برامج الأطفال التي تدعو الى المرح مع مراعاة الانتباه الى مادة العرض حيث يجب الابتعاد عن الخيال العلمي أو الخرافات التي نجدها باستمرار في عالم برامج الأطفال. ومنها : توفير بعض الألعاب اليدوية التي تساعد الطفل على استخدام حواسه أو عقله في التفكير في بعض العمليات الحسابية البسيطة وغير المعقدة. ومنها : اللعب مع بعض الأصدقاء من المحيط القريب من المنزل أو من المدرسة . ومن الأنشطة الهامة التي يجب أن يتعود الطفل على ممارستها القراءة ، ويجب أن يتفهم كيف يمكن أن يكون الكتاب صديقا له في جميع الأوقات ،وأن الامساك بالكتاب متعة ،حتى و إن لم يستطع القراءة الفعلية ،فيمكن للطفل أن يتخيل القصة من مشاهدة الصور. هذه هي بعض الحلول المقترحة والوسائل المعينة على حل هذه المشكلة التي يعاني منها اليوم الكثير من الأسر ، ويقع فيها الكثير من الأطفال ، وأذكركم بما بدأنا به حديثنا : « كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالأَمِيرُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهْىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ »
الدعاء