خطبة عن ( البركة ) مختصرة
مايو 17, 2022خطبة عن (الشعور بالملل والضيق) مختصرة
مايو 17, 2022خطبة أولى (التعاون على البر والتقوى) مختصرة
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته 🙁وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) (2) المائدة
إخوة الإسلام
لقد حرَص الإسلام أشد الحرص على أن يكون المسلمون أمةً واحدة متعاونة، أمة يتكافل أفرادُها، ويعاون بعضُهم بعضا، القوي يُعين الضعيف، والغني يساعد الفقير والعالم ينصح للجاهل؛ ويذكر الغافل، والكبير يشفق على الصغير، وقد أكَّد الرسولُ – صلى الله عليه وسلم – على التعاونِ بين المسلمين وجعَل ذلك شعارا لهم، ودليلاً على إيمانهم؛ فقد روى مسلم في صحيحه (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ قَالَ فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ». قَالَ فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لاَ حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ). وفي سنن الترمذي (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ». ومن باب التعاون على البر والتقوى فقد أولى الإسلامُ عناية فائقة بكل من حولك ، يقول الله تعالى:﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].
فالتعاون على الخير من الفطرة التي فطر اللهُ الناس عليها ،وهذا التعاون يأتي بأضعافٍ مضاعفة من النتائج الحسنة ، والثمار الطيبة ،في كل عمل من الأعمال المفيدة، ففي الصحيحين 🙁 قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ» .قَالُوا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ « فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ» . قَالُوا فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ « فَيُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ » . قَالُوا فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ « فَيَأْمُرُ بِالْخَيْرِ » . أَوْ قَالَ « بِالْمَعْرُوفِ » .قَالَ فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ « فَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ ، فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ » ،وفي سنن البيهقي: (عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :«الْمُؤْمِنُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ»، وفي الصحيحين : (عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ». وفيهما :(عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ». ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ)، ويروي القرآن الكريم قصة ذي القرنين الذي تعاون مع أهل البلاد على بناء السد في وجه يأجوج ومأجوج المفسدين: (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً، قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً )، وفي قوله تعالى عندما دعا موسى ربّه: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}،طه [29:32 ] فهذه الآية تدلّ على أهمّيّة التّعاون في المُجتمع بوجود أخ مُتعاون على البرّ والتّقوى،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
خطبة ثانية (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وفي سنن النسائي 🙁أن النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم قَالَ « فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ يَرْكُضُ ». ومن صور التعاون : التعاون على العبادات : فتوقظ أخاك لصلاة الفجر مثلا ، أو تدله على آية أو حديث، وفي صحيح البخاري:(يقول عُمَرُ: كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِى أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ ،وَهُمْ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْوَحْىِ أَوْ غَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ )،
ومن صور التعاون : التَّعاون على دفع الظُّلم. والتَّعاون في الثَّبات على الحقِّ والتمسُّك به ،والتَّعاون في الدَّعوة إلى الله. والتَّعاون في تزويج العُزَّاب. والتَّعاون في طلب العِلْم والتَّفقُّه في الدِّين. والتَّعاون لتفريج كربات المهمومين ،وسدِّ حاجات المعوزين. والتعاون بتقديم النَّصيحة لمن يحتاجها. والتَّعاون في جمع التَّبرُّعات والصَّدقات وتوزيعها على مستحقِّيها. والتَّعاون في حلِّ الخلافات والنِّزاعات التي تقع بين المسلمين،
ومن صور التعاون أيضا: أن ينظر المسلمون إلى الواقع الذي يعيشه إخوانهم من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من هموم وغموم وبلايا ومحن، ويتساءلوا فيما بينهم: ماذا يقدِّمون لهم من عون ونصر ودعمٍ مما آتاهم اللهُ من أموالهم ومواهبهم وقواتهم؟؟، فأحبّ الأعمال إلى الله تعالى سرور تُدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ،ففي سنن الترمذي (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ فِي الدُّنْيَا يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ».
الدعاء