خطبة عن حديث (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ )
ديسمبر 16, 2017خطبة عن حديث ( يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا )
ديسمبر 16, 2017الخطبة الأولى ( الحمد لله : معناها ، ومنزلتها ، وفضائلها )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ) الكهف 1،وقال تعالى : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) سبأ 1،وقال تعالى 🙁 فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الجاثية 36، 37، وروى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِي ذَرٍّ :(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ : أَيُّ الْكَلامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : مَا اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ) ،وروى الإمام أحمد في مسنده :(عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ أُنْشِدُكَ مَحَامِدَ حَمِدْتُ بِهَا رَبِّى تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ « أَمَا إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْحَمْدَ »
إخوة الإسلام
ذكر الله سبحانه وتعالى عبادة جليلة ، وهو واجب على كل مسلم ، وله فضل عظيم ، وأجر كبير ،ومن الأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي يتقرب بها العبد إلى ربه ( الحمد لله ) ،فيجب على العبد أن يحمد ربه على كل حال ،وفي كل حين ، ففي سنن ابن ماجة (عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ . إِلاَّ كَانَ الَّذِى أَعْطَاهُ أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ ». وفي معنى : (الحمد لله) قال العلماء : { الحمد الله} وصف المحمود ( وهو الله ) بالكمال مع المحبة والتعظيم؛ فهو سبحانه كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ وفي قولهم “بالمحبة، والتعظيم” ؛ قال أهل العلم: “لأن مجرد وصف الحمد بالكمال ،بدون محبة، ولا تعظيم، لا يسمى حمداً؛ وإنما يسمى مدحاً”؛ فإنك إن كنت مادحا شخصا ،فليس من الواجب أن تكون محبا له ،أو معظما ، وإنما قد تمدحه لجلب مصلحة ، أو لدفع مضرة . وقالوا في معنى : (الحمد لله )، أي “الثناء الجميل “، فالحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سبق إحسان، وأما الشكر : فهو ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان. ولذلك قال علماؤنا: الحمد أعم من الشكر، لأن الحمد يقع على الثناء وعلى التحميد وعلى الشكر، وأما الشكر: إنما يكون مكافأة لمن أولاك نعمة ومعروفا فقط . وقد يذكر الحمد أيضا بمعنى الرضا ،ومنه قوله تعالى: “عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا “ [الإسراء: 79]. والحق تبارك وتعالى عندما يقول عن ذاته :”الحمد لله ” ، فالمعنى : أي سبق الحمد مني لنفسي ، وحمدي نفسي لنفسي في الأزل لم يكن بعلة، وقيل: حَمِد الله نفسه في الأزل لما علم من كثره نعمه على عباده وعجزهم على القيام بواجب حمده فحمد نفسه عنهم، لتكون النعمة أهنأ لديهم، فسبحانك ربنا لا نحصى ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك .
أيها المسلمون
و(الحمد لله) لها منزلة عظيمة ، ومكانة رفيعة : فالله سبحانه وتعالى حمد نفسه ، ويحب أن يحمده خلقه، فقال الله تعالى :( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) الأنعام 1، وفي مسند أحمد (عَنْ أَنَسٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جَالِساً فِي الْحَلْقَةِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَالْقَوْمِ فَقَالَ الرَّجُلُ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَرَدَّ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ « وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ». فَلَمَّا جَلَسَ الرَّجُلُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا أَنْ يُحْمَدَ وَيَنْبَغِي لَهُ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « كَيْفَ قُلْتَ ». فَرَدَّ عَلَيْهِ كَمَا قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدِ ابْتَدَرَهَا عَشَرَةُ أَمْلاَكٍ كُلُّهُمْ حَرِيصٌ عَلَى أَنْ يَكْتُبَهَا فَمَا دَرَوْا كَيْفَ يَكْتُبُوهَا حَتَّى يَرْفَعُوهَا إِلَى ذِي الْعِزَّةِ فَقَالَ اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَ عَبْدِى » ومن دلائل منزلة ومكانة ( الحمد لله ) أن الملائكة الكرام تحمد الله : قال سبحانه : ( وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الزمر 75، والحمد لله : هي أول ما نطق بها آدم عليه السلام : فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِهِ ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا آدَمُ ، اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلائِكَةِ ، إِلَى مَلإٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ ، فَقُلْ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، قَالُوا : وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ بَنِيكَ بَيْنَهُمْ ..) رواه الترمذي
والحمد الله : نطق بها الأنبياء والرسل الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام : قال الله تعالى عن نوح عليه السلام :(فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) المؤمنون 28، وقال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ) إبراهيم 39، وعن داود وسليمان عليهما السلام : (وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالاَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ) النمل 15، وقالها سبحانه لسيد المرسلين :(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ) الاسراء 111، والحمد لله : يحمده بها أهل الجنة على وافر نعمته ، وعظيم فضله عليهم ،فإن أهل الجنة إذا دخلوها حمدوا الله تعالى على ما تفضل به عليهم من الهداية في الدنيا ، وما جزاهم عليه في الآخرة من دخولهم الجنة وفوزهم بالرضا والنعيم ،قال تعالى : ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) الاعراف 43،
أيها المسلمون
و(الحمد لله) : لها فضائل عظيمة ومتعددة ، لا يأتي عليها الحصر ، ويكفي أن الحمد لله تملأ الميزان يوم القيامة ، كما أنها تملأ ما بين السماوات والأرض ، فأي حسنة تأتي بهذا الفضل العظيم ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ) متفق عليه ، و(الحمد لله) : خير مما طلعت عليه الشمس ، وخير من الدنيا وما فيها ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لأَنْ أَقُولَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ) رواه مسلم ، و(الحمد لله): من أحب الكلام إلى الله تعالى : عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 🙁 أَلا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَحَبَّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ) رواه مسلم و(الحمد لله): هي أفضل ما يأتي به العبد يوم القيامة :فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ ) رواه مسلم ، و(الحمد لله) : تُفتح لها أبواب السماء :فعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : ( بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : عَجِبْتُ لَهَا فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ) رواه مسلم ، وبالحمد لله : ينال العبد رضا ربه تعالى :فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ) رواه مسلم
والحمد لله : هي صلاة جميع المخلوقات وبها يرزق الخلق :فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ..وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ : فَإِنَّهَا صَلاةُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ – وفي لفظ – يرزق بها كل شيء) رواه أحمد ، والحمد لله : من أسباب المغفرة :فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا عَلَى الأَرْضِ رَجُلٌ يَقُولُ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ، إِلا كُفِّرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ ، وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ ) رواه أحمد ، والحمد لله : تسقط الذنوب عن العبد كما يتساقط ورق الشجر : فعَنْ أَنَسٍ : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَجَرَةٍ يَابِسَةِ الْوَرَقِ ، فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ فَقَالَ : إِنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، لَتُسَاقِطُ مِنْ ذُنُوبِ الْعَبْدِ كَمَا تَسَاقَطَ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ ) رواه الترمذي ، والحمد لله : من الباقيات الصالحات :فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:” خُذُوا جُنَّتَكُمْ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ مِن عدُوٍّ حضرَ ؟ قالَ لا ولَكن خُذوا جُنَّتَكم منَ النَّارِ وقولوا سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَه إلا اللَّهُ واللَّهُ أَكبرُ فإنَّهنَ يأتينَ يومَ القيامةِ مقدَّماتٌ ومؤخَّراتٍ ومنجياتٌ وَهنَّ الباقياتُ الصَّالحاتُ ) رواه الطبراني
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (الحمد لله : معناها ، ومنزلتها ، وفضائلها )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وقول الحمد لله : أكثر من ذكر الليل والنهار : فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : ( رَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُحَرِّكُ شَفَتَيَّ ، فَقَالَ : مَا تَقُولُ يَا أَبَا أُمَامَةَ ؟ قُلْتُ : أَذْكُرُ اللَّهَ ، قَالَ : أَفَلا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذِكْرِكَ اللَّهَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ ؟ تَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَتُسَبِّحُ اللَّهَ مِثْلَهُنَّ”، ثُمَّ قَالَ : تُعَلِّمُهُنَّ عَقِبَكَ مِنْ بَعْدَكَ ) رواه الطبراني في المعجم ، والحمد لله : تتنافس الملائكة في رفعها إلى الله تعالى : فعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلاً جَاءَ فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاَتَهُ قَالَ « أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ ». فَأَرَمَّ الْقَوْمُ فَقَالَ « أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا ». فَقَالَ رَجُلٌ جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا. فَقَالَ « لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَىْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا » رواه مسلم . والحمد لله : ترتفع بها الملائكة حتى تصل إلى عرش الرحمن تبارك وتعالى : روى ابن ماجة (عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ رَجُلٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ ذَا الَّذِى قَالَ هَذَا ». قَالَ الرَّجُلُ أَنَا وَمَا أَرَدْتُ إِلاَّ الْخَيْرَ. فَقَالَ « لَقَدْ فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَمَا نَهْنَهَهَا شَيْءٌ دُونَ الْعَرْشِ ».
والحمد لله : لها دوي حول العرش يذكر به العبد عند ربه :فعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 🙁 الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مِنْ جَلالِ اللَّهِ : مِنْ تَسْبِيحِهِ ، وَتَحْمِيدِهِ ، وَتَكْبِيرِهِ ، وَتَهْلِيلِهِ ، يَتَعَاطَفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ ، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، يُذَكِّرُونَ بِصَاحِبِهِنَّ ، أَلا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ لا يَزَالَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ شَيْءٌ يُذَكِّرُ بِهِ ) رواه أحمد ، والحمد لله : يباهي الله بأهلها ملائكته : فعن مُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : (( إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ يَعْنِي مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : مَا أَجْلَسَكُمْ ؟ قَالُوا : جَلَسْنَا نَدْعُو اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِدِينِهِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ ، قَالَ : آللَّهُ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلا ذَلِكَ ؟ قَالُوا : آللَّهُ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَلِكَ ، قَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهَمَةً لَكُمْ وَإِنَّمَا أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلائِكَةَ ) رواه النسائي ، وقول الحمد لله على النعمة ، أفضل من النعمة :عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 🙁 مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، إِلا كَانَ الَّذِي أَعْطَاهُ ، أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ ) رواه ابن ماجة
الدعاء