خطبة ( فضل بناء المساجد وآدابها )
فبراير 16, 2016خطبة عن ( أضرار الخمر والمسكرات)
فبراير 17, 2016الخطبة الأولى ( في شرب الخمر عشر خصال مذمومة)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) المائدة (91)
إخوة الإسلام
أخي المسلم ، وأختي المسلمة : إياك وشرب الخمر فإن في شربها عشر خصال مذمومة : أولها : أنه إذا شرب الخمر يصير بمنزلة المجنون ، فيصير مضحكة للصبيان ، ومذموما عند العقلاء ، والثانية : أنها مذهبة للعقل ، ومتلفة للمال ،والثالثة : أن شربها سبب للعداوة بين الإخوان والأصدقاء ،والرابعة : أن شربها يمنعه عن ذكر الله وعن الصلاة ، والخامسة : أن شربها يحمل على الزنا ، السادسة : أنها مفتاح كل شر ،والسابعة : أنها تؤذي حفظته بإدخالهم في مجلس الفسق ،والثامنة : وجب عليه الحد ثمانين جلدة ، وإن لم يضرب في الدنيا ، فسوف يضرب في الآخرة بسوط من نار ،والتاسعة : أنه أغلق باب السماء على نفسه ، فلا يرفع عمله ، ولا تقبل صلاته ، ولا يستجاب دعاؤه ، والعاشرة : أنه مخاطر ، فربما ينزع منه الإيمان عند موته
أيها الموحدون
انظروا ماذا تفعل الخمر بأهلها ، وكيف تكون سببا في هلاكهم وسوء عاقبتهم ، ففي صحيح ابن حبان ، وسنن النسائي والبيهقي وصححه الألباني (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: ( اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا قَبْلَكُمْ تَعَبَّدَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا فَقَالَتْ لَهُ إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلَامٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ فَقَالَتْ إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ قَالَ فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا فَسَقَتْهُ كَأْسًا قَالَ زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا وَقَتَلَ النَّفْسَ فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلَّا لَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ) ،وفي البخاري وفي الموطأ (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ ». وفي سنن الترمذي (قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاَةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِنْ عَادَ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاَةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِنْ عَادَ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاَةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاَةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَإِنْ تَابَ لَمْ يَتُبِ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَقَاهُ مِنْ نَهْرِ الْخَبَالِ ». وفي رواية أحمد (« مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ صَلاَتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِنْ عَادَ عَادَ اللَّهُ لَهُ فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ نَهَرِ الْخَبَالِ ». قِيلَ وَمَا نَهَرُ الْخَبَالِ قَالَ « صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الخمر وأضرارها )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وقد يستهوي الشيطان البعض ، فيتعاطى الخمر بحجة الشفاء من مرض من الأمراض ، وهذا من كيد الشيطان ، وطرقه في الغواية ، فإن الله لم يجعل شفاءنا فيما حرم علينا ، ففي معجم الطبراني وصحيح ابن حبان :(قالت أم سلمة اشتكت ابنة لي فنبذت لها في كوز فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغلي فقال ما هذا فقالت إن ابنتي اشتكت فنبذنا لها هذا فقال صلى الله عليه وسلم :( إن الله لم يجعل شفاءكم في حرام)، وما من قوم اجتمعوا على مسكر في الدنيا ، إلا جمعهم الله في النار ، فيقبل بعضهم على بعض يتلاومون ، يقول أحدهم للآخر : يا فلان ، لا جزاك الله عني خيرا ، فأنت الذي أوردتني هذا المورد ، ويقول الآخر مثل ذلك ،قال تعالى (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ) القلم 30 ،
أيها المسلمون
إن خير ما يستفيد المرء في دنياه ، هو تقوى الله ، وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه ، والوقوف عند حدوده وشريعته ، والاقبال على طاعته ، والابتعاد عن معصيته ، والتزود بالصالحات ،وفي سنن الترمذي (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ :« تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ ».وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ « الْفَمُ وَالْفَرْجُ ».
الدعاء