خطبة عن ( الأمن والعافية والقوت) مختصرة
فبراير 28, 2023خطبة عن (الصادق كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ )
فبراير 28, 2023الخطبة الأولى (الركون للظالمين)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى مخاطباً عباده المؤمنين: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ } (هود:113).
إخوة الإسلام
من معاني الركون إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا: متابعة أهل الشرك. ومداهنة أهل الظلم، وتقليد أهل الباطل .ففي الآية تحذير من اتباع سنن وأخلاق وعقائد هؤلاء الذين كفروا بالله، فلا نتخلق بأخلاقهم، ولا نشاركهم في معتقداتهم ، ولا نرضى بالسيئ من أعمالهم. وروى الإمام الترمذي في سننه بسند حسن صحيح: (عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: « سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) وَالَّذِى نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ». ورُوي في الصحيحين: (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».
إن قضية اتباع سنن من كان قبلنا من القضايا الهامة، والتي يلزم كل مسلم معرفتها، لأن عدم العلم بها قد يجر إلى الوقوع في التشبه بأمم الكفر والباطل، واتباعهم في كثير مما ينبغي البراءة منه, فيقع في المغضوب عليهم والضالين، وفي صحيح البخاري: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ فَقَالَ وَمَنْ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِك)، ومن المؤسف والمحزن أننا نَشهَدُ اليَومَ هذا التشبه، وهذا التقليد الأعمى لأمم الكفر؛ حَيثُ أفرادُ هَذِه الأمَّة المسلمة يَتَهافَتونَ ويَتَنافَسونَ ويَتَفاخَرونَ باتِّباعِ طَرائِقِ الكُفَّارِ في كُلِّ شَيءٍ ظاهِرٍ وباطِنٍ، بَدءًا من أزيائِهم ، وقَصَّاتِ شُعورِهم، والتَّحَدُّثِ بلُغاتِهم دونَ حاجةٍ، والتَّقليدِ التَّامِّ لنَفسِ أسلوبِ حَياتِهم، إلى مُحاكاتِهم العَمياءِ في أعيادِهم وقَوانينِهم، ومَناهِجِ تَعليمِهم وتَفكيرِهم، ونسي هؤلاء أنه يجب أن يكون للمُسلمِ هُويَّتُه التي تُميِّزُه عن غيرِه، وشَريعتُه التي فضَّلَه اللهُ بها على العالَمِين، وقدْ كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حَريصًا على بَقاءِ هذا التَّميُّزِ والتَّفضيلِ، ومِن ثَمَّ كان صلى الله عليه وسلم يَأمُرُ بمُخالَفةِ أهلِ الكِتابِ مِن اليَهودِ والنَّصارَى، وكذا المشركين، ويُحذِّرُ مِن مُتابعتِهم، ففي الصحيحين: (عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ ، وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ » ، وفي رواية : (خَالِفُوا الْمَجُوسَ»، وفي سنن أبي داود: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «خَالِفُوا الْيَهُودَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ وَلاَ خِفَافِهِمْ»، فالتشبه باليهود والنصارى والمشركين في لبسهم وحركاتهم وكلامهم وعاداتهم وأعيادهم خطر على عقيدة المسلم، فالمتشبه بهم يخشى عليه أن يكون منهم، ففي سنن أبي داود: (عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ». قال ابن تيمية – رحمه الله- وهذا أقل أحواله التحريم، إن سلم المتشبه من الكفر والعياذ بالله
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانبة ( الركون للظالمين )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
فواجب على المسلمين ألا ينصهروا، ولا يذوبوا في مجتمع الكافرين، بل للمسلمين أخلاقهم وعقائدهم التي تميزهم عن غيرهم، ألا فلنتمسك بديننا وقيمنا، وأخلاقنا وعقائدنا ولنحذر من الانزلاق في مهاوي الضعف والتقليد الأعمى، قال الله تعالى: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ * هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ الجاثية : 18: 20. ويقول الله تعالى: ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون) َ(153) الأنعام. وعَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: (وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تأمر عليكم عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بعدى يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ) {رواه الترمذي}.
الدعاء