خطبة عن (المِنْحَةُ في ثوب المِحْنَةِ)
أبريل 6, 2025خطبة عن (القرآن هُدًى لِلنَّاسِ)
أبريل 8, 2025الخطبة الأولى (الرُّشْدُ والرَّاشِدُونَ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) (7) الحجرات، وقال تعالى: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186) البقرة، وقال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ) (51) الأنبياء، وقال تعالى: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ) النساء:6، وقال تعالى: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) (66) الكهف.
إخوة الإسلام
الرُّشْدُ لغة: ضد الغيّ والضلال، وضد السفه وسوء التدبير، والرشد: هو بلاغ كمال العقل، وحسن التصريف للأمور، والرُّشْدُ عند الفقهاء: أن يبلغ الصبي حد التكليف، صالحًا في دينه ،مصلحًا لماله، وفي القانون: السن التي إذا بلغها المرء استقل بتصرفاته.
والرشد يعني أيضا: الاهتداء إلى الصَّلاح في أمر الدِّين، والصَّلاح في أمر الدُّنيا، وهو إصابة وجه الحقيقة والسداد، والسير في الاتجاه الصحيح، وحسنُ التصرف في الأشياء، وإذا ارشدك الله فقد أوتيت خيرا عظيما.
ومن صفات أَعمال الله تعالى (الرشيدُ): فهو الذي أَرْشَد الخلق إِلى مصالحهم، أَي هداهم ودلهم عليها، وهو الذي تنساق تدبيراته إِلى غاياتها، على سبيل السداد، من غير إِشارة مشير، ولا تَسْديد مُسَدِّد، قال الله تعالى: ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾ الكهف:17، فمن يوفقه الله للاهتداء بآياته فهو الموفَّق إلى الحق، ومن لم يوفقه لذلك فلن تجد له معينًا يرشده لإصابة الحق؛ لأن التوفيق والخِذْلان بيد الله وحده، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ) الأنبياء:51، وقال الله تعالى: (وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا) الكهف:24.
وللرشد معايير، يجب على الإنسان التأكد من توافرها لديه، وتمتعه بها حتى يطمئن إلى بلوغه الرشد: فمن معايير الرشد كما جاءت في القرآن الكريم: الاستسلام للقواعد والضوابط الإلهية: وتتجلى في إقبال الفرد على الدين والتدين، وذلك بالخروج عن طوع هواه وشهواته ،إلى مطاوعة فرائض الدين وآدابه، فالمرء الراشد: هو من يهرب من العجب والغرور والكبر، ويبادر بالاستسلام لقواعد الدين وآدابه، فلا يتناقض مع الشريعة، ولا يتخلى عن الآداب الحسنة، وفي ذلك يقول الله تعالى:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة:186، وقال الله تعالى: ﴿فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا﴾ الجن:14، فإسلام الوجه، والاستسلام للقواعد والضوابط الإلهية، هو أول علامات الرشد، وأول مظاهر الاستسلام هو ترك المحرمات، فلا يشرك بربه ولا يتسبب في الإضرار بأي مخلوق.
ومن معايير الرشد كما جاءت في القرآن الكريم: تحصيل العلم من مصدره: فيحرص الراغبون في الرشادة والرشد على التعلم، مع التيقن من سلامة المصدر، وقيمة المعلومة، وأهميتها للدنيا والآخرة، وقد حكى القرآن الكريم، أن نبي الله موسى (عليه السلام) رحل رحلة طويلة، متحملا الغربة ووعثاء السفر، لسبب واحد، هو طلب العلم من مصدره، قال الله تعالى: (قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) الكهف:66.
ومن معايير الرشد: تبين وجه الحق في كل ما يسمع، فيتعود الإنسان التأكد والتيقن، ولا يندفع وراء كل خبر أو قول، فالراشد يحرص دائما على تبين وجه الحق في كل ما يسمع، ولا يتورط في نقل المفتريات والأكاذيب، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ. إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ﴾ هود:96–97.
ومن معايير الرشد: العمل بهدي القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴾ الجن:1-2
ومن معايير الرشد: أن يعلم المرء أن من أسباب فقدان طريق الرشاد: الشرك بالله، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا. قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا﴾ الجن: 20- 21، ومن أسباب فقدان طريق الرشاد: التكبر في الأرض، قال الله تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ. وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأعراف:146-147، فهؤلاء إن يروا طريق الصلاح لا يتخذوه طريقًا، وإن يروا طريق الضلال والكفر يتخذوه طريقًا ودينًا؛ وذلك بسبب تكذيبهم بآيات الله، وغفلتهم عن النظر فيها، والتفكر في دلالاتها.
ومن أسباب فقدان طريق الرشاد: الكفر، قال الله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة:256، فلكمال هذا الدين واتضاح آياته لا يُحتاج إلى الإكراه عليه، فالدلائل بينة، يتضح بها الحق من الباطل، والهدى من الضلال، فَمَن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله ويؤمن بالله، فقد ثبت واستقام على الطريقة المثلى، واستمسك من الدين بأقوى سبب لا انقطاع له، والله سميع لأقوال عباده، عليم بأفعالهم ونياتهم، وسيجازيهم على ذلك.
أيها المسلمون
ولنا في الخلفاء الراشدين أسوة وقدوة، فقد روى الترمذي في سننه: (قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلاَلَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ»، وفي سنن ابن ماجه: (قَالَ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِى إِلاَّ هَالِكٌ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ»، وفي الصحيحين: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – رضي الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ».
فقد أجمعت الأمة الإسلامية على أن الخلفاء الراشدين هم خير رجال الأمة بعد رسولها، فهم الذين تحققت فيهم صفات الإيمان والرشد كاملة، لذا، كان لزاما علينا معرفة صفاتهم، ومحاولة الاقتداء بهم، والخلفاء الأربعة الراشدون هم: (أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب ،وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب)، وكلهم مبشرون بالجنة، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بسنتهم، وقد لقبوا بالراشدين: لما امتازت فترة حكمهم من حكم رشيد، حيث قاموا بنشر الدين خير قيام، وكانت ولايتهم رحمة وعدلاً، واتسعت رقعة الدولة الإسلامية في عهدهم، لتشمل الشام والعراق ومصر وغيرها، وامتاز حكمهم بالعدل بين الرعية، والتوزيع العادل للثروة، واختفاء مظالم الدولة، وقلة المظالم بين أفراد الأمة، وساد الوئام والألفة المجتمع المسلم في عهدهم، وكانت فترة حكمهم هي الفترة الذهبية في حكم الدولة الإسلامية، والتي لم تعوضها أي فترة حكم جاءت بعد ذلك، ولم تأت ولاية هؤلاء الخلفاء الراشدين بناء على احتكار السلطة، أو التفرد بها، وإنما جاءت عن اختيار من أهل الحل والعقد لهم، وتوافق الأمة عليهم، واختيار المسلمين لهم لم يكن عن محاباة لهم لقرابة أو رهبة أو رغبة، وإنما كان لفضائل حازوها، ومؤهلات أهلتهم ليكونوا هم ولاة الأمر بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (الرُّشْدُ والرَّاشِدُونَ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
وتتميز الخلافة الراشدة بمجموعة من القيم الأخلاقية الأساسية التي تشمل، أولا: العدل: حيث كانت العدالة هي أساس الحكم في الخلافة الراشدة، وكانت تنتشر في جميع جوانب الحياة. وتتميز الخلافة الراشدة: بالإنصاف: بإعطاء كل ذي حق حقه، وعدم التفرقة بين الناس بسبب العرق أو الدين أو اللون أو الجنس. وتتميز الخلافة الراشدة: بالصدق: فيتم التعامل بالصدق والنزاهة والشفافية في جميع الأمور. وتتميز الخلافة الراشدة: بالأمانة: فيوجد احترام كبير للأمانة والتزام بالوعود والعهود. وكذا الود: حيث كان الود والمحبة بين الناس هو أساس العلاقات الاجتماعية والعائلية، والعفو: حيث كان العفو والتسامح ممارسة شائعة في الخلافة الراشدة، كما كان يتم ممارسة الرحمة والعطف في التعامل مع الناس.
وتتميز الخلافة الراشدة: بالشورى: حيث كان يتم التشاور بين الحاكم والشعب في كل القرارات المهمة للمجتمع. وكان الخلفاء الراشدون زاهدين في الحياة وورعين مترفعين عن متاع الدنيا، وكانوا متصفين بالشجاعة، والرضا بقضاء الله وقدره، وعدم خشية الموت في سبيل الله. وقد تميز كل واحد منهم بميزة عرف بها: فمثلا أبو بكر الصديق تميز بالحكمة، واشتهر عمر بالعدل والمواساة، وتميز عثمان بن عفان بالإنفاق في سبيل الله، وتميز علي بن أبي طالب بالبطولة والفداء والجسارة.
ومِثلما اقتدى الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) بأعظم قدوة في تاريخ البشر، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد اقتدى التابعون لهم بإحسان بأعظم جيلٍ اقتدى بأعظم نبيٍّ، والصحابة الكرام هم أعلم الناس بالله تعالى، وأعرفهم بسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، فحُقَّ لِمَنْ بعدهم أنْ يهتدوا بهديهم، ويقتفوا آثارهم؛ عن ابن سِيرينَ رحمه الله أنه قال: (كَانُوا يَرَوْنَ أنَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ مَا كَانَ عَلَى الأَثَرِ)، وقد أوصى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الناسَ خيراً بالسَّابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار، والذين اتَّبعوهم بإحسان؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (اسْتَوْصُوا بِأَصْحَابِي خَيْرًا، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبْتَدِئُ بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا) رواه أحمد.
الدعاء