خطبة عن حديث (وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ)
فبراير 20, 2017خطبة عن(لله الخلق والأمر: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)
فبراير 21, 2017الخطبة الأولى ( الزكاة فريضة ، وتزكية، وبركة ، ونماء )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) التوبة 103، وفي مسند أحمد والبزار : (عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « ثَلاَثٌ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنْ كُنْتُ لَحَالِفاً عَلَيْهِنَّ لاَ يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا وَلاَ يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِى بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا ».
إخوة الإسلام
الزكاة في اللغة تعني : الطهارة والنماء ،والزيادة والصلاح والبركة ، وهي ركن من أركان الدين ، فرضها الله على المسلمين في الأموال، وجعلها حقاً معلوما لذوي الفاقة والمعوزين، وتوثيقا لروابط التعاون والتكافل والإخاء بين الأغنياء والفقراء، وتطهيرا من الشح والبخل ومنافع أخرى كثيرة، والزكاة في الإسلام لم تكن مجرد عمل طيب من أعمال البر، كما في الأديان الأخرى، بل هي ركن أساسي من أركان الإسلام، وشعيرة من شعائره الكبرى، وعبادة من عباداته الأربع، يوصم بالفسق من منعها، ويحكم بالكفر على من أنكر وجوبها، فليست إحسانًا اختياريًا ولا صدقة تطوعية، وإنما هي فريضة تتمتع بأعلى درجات الإلزام الخلقي والشرعي ، وهي في نظر الإسلام حق للفقراء في أموال الأغنياء. وهو حق قرره مالك المال الحقيقي وهو الله تعالى، وفرضه على من استخلفهم من عباده فيه، وجعلهم خزانًا له، فليس فيها معنى من معانى التفضل والامتنان من الغني على الفقير، كما أن الزكاة لم تكن مجرد معونة وقتية. ، بل كان هدفها في الإسلام القضاء على الفقر ،وإغناء الفقراء إغناءً دائمًا يستأصل شأفة العوز من حياتهم، ويمكنهم من أن ينهضوا وحدهم بعبء المعيشة. وذلك لأنها فريضة دورية منتظمة دائمة الموارد، ومهمتها أن تيسر للفقير قوامًا من العيش. فكل واحد منا مطالب بأداء هذه الفريضة العظيمة وإقامة هذا الركن الأساسي في الإسلام، عبادة يتقرب بها المسلم إلى ربه، ويزكى بها نفسه وماله، فأي فئة ذات شوكة تتمرد على أداء هذه الفريضة. فإن من حق ولي الأمر- بل من واجبه – أن يقاتلهم ويعلن عليهم الحرب حتى يؤدوا حق الله ،وحق الفقراء في أموالهم. وهذا ما صرحت به الأحاديث الصحيحة، وما طبقه الخليفة الأول أبو بكر ومن معه من الصحابة الكرام، رضى الله عنهم ، ومن منعها بخلاً مع إقراره بها أخذت منه قهرا، وإن قاتل دونها قوتل حتى يخضع لأمر الله ويؤدي زكاة ماله ،
وفي الصحيحين واللفظ لمسلم (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ مُعَاذًا – قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّكَ تَأْتِى قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ. فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ».
وفي الصحيحين واللفظ للبخاري (عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّى دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلاَمِ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ » . ولهذا قال الصديق :«والله لأقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونها لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – لقاتلتهم على منعها»، وتوعد الله مانعي الزكاة كما في سنن البيهقي (عَنْ عَائِشَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « مَا خَالَطَتِ الصَّدَقَةُ مَالاً إِلاَّ أَهْلَكَتْهُ » ، وتوعد من يماطل في أدائها وذلك بنزع البركة من الأموال وتسليط الآفات عليها وحبس الأمطار والابتلاء بالمجاعة والقحط وفي ذلك يقول صلى الله عليه وآله وسلم: « و لم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء و لولا البهائم لم يمطروا » رواه الحاكم ، والزكاة تزكية للنفوس والأموال معاَ، فهي مشتقة من فعل “زكـا” أي؛ نمـا وطهر، ويشملان الإنسان المزكّي والمال المزكّى، كما قال تعالى: ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ، وَهُوَ خَيْرُ اَلرَّازِقِينَ ) سبأ 39. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: نفس المتصدق تزكو، وماله يزكو: يطهر ويزيد في المعنى)، ولذلك جعلها الله تعالى ركنا من أركان الإسلام، لتكون تزكية للنفوس ونماءً للأموال، ويتجلى ذلك في مجموعة من المعاني منها: 1- تطهير نفس المعطي وتزكيتها من الشح والبخل، وتخليصها من سيطرة حب المال والحرص عليه، فيعلم أن الحياة ليست كلها مادة، الأمر الذي يدفعه إلى البذل والعطاء، وفي هذا المعنى يقول الله تعالى: ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِـهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُـزَكِّيهِمْ بِهَا ) التوبة 103. قال سيد قطب رحمه الله تعالى، في تفسير هذه الآية: ذلك أن أخذ الصدقة منهم يرد إليهم شعورهم بعضويتهم الكاملة في الجماعة المسلمة، فهم يشاركون في واجباتها، وينهضون بأعبائها، وهم لم ينبذوا منها ولم ينبتوا عنها، وفي تطوعهم بهذه الصدقات تطهير لهم وتزكية، وفي دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لهم طمأنينة وسكن) . 2- التفاعل الوجداني بين أفراد المجتمع، يقول الدكتور القرضاوي: وهي نظام خُلُقي؛ لأنها تهدف إلى تطهير نفوس الأغنياء من دنس الشح المهلك، ورجس الأنانية الممقوتة، وتزكيتها بالبذل وحب الخير، والمشاركة الوجدانية والعملية للآخرين. كما تعمل على إطفاء نار الحسد في قلوب المحرومين الذين يمدون أعينهم إلى ما متع الله به غيرهم من زهرة الحياة الدنيا. وإشاعة المحبة والإخاء بين الناس) .
3- تحقيق مزيد من التآلف والمحبة والتواصل والأخوة بين المؤمنين، قال الله تعالى: ( إنَّمَا اَلمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الحجرات 10. .. 4- الزكاة نماء وتطهير لشخصية الفقير حتى يشارِك في واجباته الاجتماعية، حيث يشعر أنه ليس ضائعا في المجتمع ولا متروكا لفقره وعوزه ويستمتع بكرامته عندما يأخذ حقه. وربما تكون الزكاة منطلقا ليكون من ذوي اليد العليا يعطي بدوره الزكاة وذلك إذا أعطي له من الزكاة ما يقيم به مشروعا أو زود بأدوات العمل… 5- الزَّكاة شكرٌ لنعمة الله، واعتراف بفضله سبحانه وإحسانه إليه ،وهي علاج للقلب من حب الدنيا ،وتزكية للنفس وتحويلها إلى الرغبة في الآخرة…. 6- الإحساس بالانتماء إلى المجتمع الواحد ،والمساهمة في خدمته، قال سيد قطب رحمه الله: (ذلك أن أخذ الصدقة منهم –يقصد الزكاة- يرد إليهم شعورهم بعضويتهم الكاملة في الجماعة المسلمة، فهم يشاركون في واجباتها، وينهضون بأعبائها، وهم لم ينبذوا منها ولم ينبتوا عنها، وفي تطوعهم بهذه الصدقات تطهير لهم وتزكية، وفي دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لهم طمأنينة وسكن) . فالزكاة وسيلة لتزكية النفوس والأموال وتطهيرها وتطييبها. و تزكية وتطييب وتطهير للنفس التي صدقت في فعلها ،حيث يقيها البذل في سبيل الله شحها. وهي تزكية وتطييب وتطهير للنفوس التي رد عليها نصيب من المال، تسد به الحاجة ،فتختفي أسباب الحقد الطبقي. وفي قول الله تعالى لرسوله: “وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ”. فكان صلى الله عليه وسلم يدعو بالنماء والزكاء والخير والبركة لمؤتي الزكاة ، فتزكو الأموال ، ويكثر الخير ، وتعم البركة .
أيها المسلمون
ويجب أن يكون المزكي على يقين تام من الله أن أداء الزكاة من أكبر الأسباب لنماء المال وبركته ، فقد بين الصادق المصدوق ذلك كما في مسند أحمد والبزار (عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « ثَلاَثٌ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنْ كُنْتُ لَحَالِفاً عَلَيْهِنَّ لاَ يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا وَلاَ يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِى بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا ». وقوله صلى الله عليه وسلم : (لاَ يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ) أي : إن نقصت عيناً ، فإنها لن تنقصه ، بل يخلف الله بدلها ويبارك له في ماله . فيجب على كل من وجبت عليه الزكاة ، أن يعلم أن مقابل أدائه للزكاة تأتي البركة في ماله ،وكذلك الأجر والثواب من الله عز وجل ، فإن الأهداف الدينية والدنيوية مرتبطة لا انفصال بينها ، فالأهداف الدينية تتمثل في مثوبة الله عز وجل لعباده المؤمنين . قال الله تعالى : ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) (97) النحل، فإن اتباع تعاليم الاسلام تؤدي إلى تحقيق خيري الدنيا والأخرة . فقد جعلت الزكاة حفظاً للمال والأهل والجسد ، وحصناً من الخسارة والبغي والحسد ، وجعلها لإقامة المودة بين الأغنياء والمساكين .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الزكاة فريضة ، وبركة ، ونماء )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إن الهدف الأساسي للزّكاة في الإسلام هو تحقيق العبودية لله ،والانقياد له ،بالإضافة إلى تطهير نفس المزكي من الشّحّ ،ومن عبادة المال وتقديسه ،وتثبيت أصالة الإنفاق والعطاء والبذل في نفس المزكي ، وكما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (ليس في الدّنيا خير من اثنين: رغيف تشبع به كبدًا جائعة ، وكلمة تفرج بها عن ملهوف) ، كما شرع الله تعالى الزكاة تحقيقا لأواصر التّضامن والتّآلف والتّراحم والتّواد ، ممّا يكون له كبير الأثر على مستوى المجتمع وقوّته ومنعته وسلامته من الأحقاد والضّغائن والتّحاسد والتّباغض، بل أنها سببا لإشاعة الأمن والطمأنينة بالإضافة إلى تنمية المجتمع وتطوير تجاراته وصناعاته ومهنه وحرفه وتقوية اقتصادياته ومعاملاته وسدّ حاجات الفقراء والمساكين وتخليص أصحاب الدّيون والأسرى والمحبوسين. وقد اعتبر العلماء أن زكاة المال عصب النِّظام الاقتصادي الإسلامي :ففيها الحلول للمشكلات الاقتصادية المعاصرة ،والّتي فشلت النّظم الاقتصادية الوضعية في علاجها، ومن بين هذه المشكلات : مشكلة تكدّس الأموال في يد فئة قليلة من النّاس، ما أدّى إلى زيادة الفوارق بين الطبقات ،ومشاكل عدم الاستقرار الاقتصادي والتّضخّم، والاكتناز، والفوائد الربوية. وأدّت هذه المشكلات وغيرها إلى انخفاض مستوى دخل الطبقة الفقيرة ، وعدم توفير الحاجات الأساسية للحياة ،لتصير الزكاة باعثة لهمم أصحاب الأموال ،لكي يستثمروها وينموها، وإنعاش الاقتصاد وتنشيط الحركة التجارية وإكثار الإنتاج وتوفر فرص العمل وغيرها. ومن بين مقاصد الإسلام في تشريع الزّكاة رفع مستوى الفقراء والمساكين وتحويلهم إلى طاقة إنتاجية في المجتمع، حيث لا يقتصر الأمر على إعطائهم إعانة وقتية، بل يمكن أن يتم شراء وسائل الإنتاج كالآلات الحرفية والحيوانات وغيرها، والقرآن الكريم أشار إلى هذا الأمر قال تعالى : ” مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ، وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” الحشر 7. كما أن الزّكاة تعد لون من ألوان العبادات الّتي فرضها الله تعالى ورتَّب عليها آثارًا اجتماعية كبيرة من عطف ورحمة ومحبّة ومودّة وإخاء وتعاوُن وتآلف بين أفراد المجتمع المسلم، وقد جسد الدين الإسلامي بذلك الزكاة في أبهى صورة من صور التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم .
أيها المسلمون
بشراك بشراك يا من أديت الزكاة ،عش آمناً سعيداً عليك بركات الله ، فقد سمعت قول الله تعالى فعملت به ،فلك أجر العاملين ،ويزيد لك في مالك وزرعك ،ويبارك لك في الزوجة والبنين .فإن نزول المصائب ناشئ عن ترك الزكاة وظلم المساكين . وسعيدٌ أنت يا من وفقك الله إلى أداء ما فرض عليك ، فها هي الجنة قد أعدها الله لك، تمتع فيها متاعاً حسناً ،مثلما جعلت الفقير يتمتع بمالك ،ويذهب الله عنك الهم والغم ، مثلما فرجت هم المساكين بإحسانك إليه ،فلا تنتظر من ربك غير الإحسان ،فإن ربك هو العدل ،والرحمن ، وهو الجواد الكريم ، ويقابل الإحسان بالإحسان
قال تعالى ،( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) الرحمن (60) .
الدعاء