خطبة عن قوله تعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)
أبريل 11, 2017دروس عن (معاني أسماء الله الحسنى)
أبريل 15, 2017الخطبة الأولى ( عن الصحابي : ( الأَرْقَمِ بْنِ أَبِى الأَرْقَمِ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الفتح:29]، وروى مسلم في صحيحه: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ ».
إخوة الاسلام
إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هم – أبر الناس قلوباً، وأعمقهم علماً ، وأحسنهم خلقاً ،واليوم إن شاء الله نريد أن نقترب من أولئك الرجال الأبرار ، لنستقبل فيهم أروع نماذج البشرية ، ولنرى في سيرتهم اسمى ما عرفت البشرية من عظمة ونبل ورشاد ،نقترب منهم لنرى إيمانهم ، وثباتهم ، وبطولاتهم ، وولاءهم لله ورسوله لنرى البذل الذي بذلوا ، والهول الذي احتملوا ، والفوز الذي أحرزوا ،نرى الدور الجليل الذي نهضوا به لتحرير البشرية كلها من وثنية الضمير ، وضياع المصير ، حقا ، إنهم فتية آمنوا بربهم ، فزادهم الله هدى ، واليوم إن شاء الله موعدنا مع صحابي جليل ، إنه الصحابي : (الأَرْقَمِ بْنِ أَبِى الأَرْقَمِ ) : أما عن نسبه : فهو- أبو عبد الله، الأَرقم بن أَبي الأرقم بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مُرّة بن كعب بن لؤيّ القرشيّ المخزوميّ، صحابي رفيع الشأن من عشيرة مخزوم التي عُرفت بالغنى والمكانة الرفيعة في مكة، كما عُرفت قبل الإِسلام بشدة عداوتها للنبي، أما أمّه فتنسب إِلى قبيلة خزاعة. – وُلد الأرقم بن أبي الأرقم في مكة، قبل البعثة النبوية بحوالي ستة عشرة سنة، وكان يجيد القراءة والكتابة، واعيا، ذكيا، حكيما، يتدفقُ شبابا ووسامة، ولذا لم يخطر ببال أحدٍ في قريش، أن يدخل هذا الفتى المخزومي الثري، في دين محمد، وأن داره هي مكان الدعوة. وأما عن إسلام الأرقم بن أبي الأرقم فقد كان من السابقين الأولين إلى الإسلام ، فقد تجاوز السادسة عشرة من عمره، حين أعلن إسلامه على يد الصدّيق أبي بكر، ليكون عاشر الذين أسلموا، وتُعد دار الأرقم رضي الله عنه وأرضاه إحدى الدور التي كان لها دور هام في تاريخ الإسلام، فقد كانت المحضن التربوي الأول الذي ربى النبي صلى الله عليه وسلم فيه طليعة أصحابه الذين حملوا معه المسئولية الكبرى في تبليغ رسالة الله تعالى، يقول ابن عبد البر: وفي دار الأرقم ابن أبي الأرقم هذا كان النبي صلى الله عليه وسلم مستخفيا من قريش بمكة يدعو الناس فيها إلى الإسلام في أول الإسلام حتى خرج عنها وكانت داره بمكة على الصفا فأسلم فيها جماعة كثيرة ، وهو صاحب حلف الفضول. ولماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم؟ ، : 1- أن الأرقم لم يكن معروفًا بإسلامه، فما كان يخطر ببال قريش أن يتم لقاء محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بداره. ، 2 – أن الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه وأرضاه من بني مخزوم، وقبيلة بني مخزوم هي التي تحمل لواء التنافس والحرب ضد بني هاشم، فلو كان الأرقم معروفًا بإسلامه فلا يخطر في البال أن يكون اللقاء في داره، لأن هذا يعني أنه يتم في قلب صفوف العدو ، 3 – كان الأرقم رضي الله عنه فتىً عند إسلامه، فلقد كان في حدود السادسة عشرة من عمره، ويوم أن تفكر قريش في البحث عن مركز التجمع الإسلامي، فلن يخطر في بالها أن تبحث في بيوت الفتيان الصغار من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، بل يتجه نظرها وبحثها إلى بيوت كبار أصحابه، أو بيته هو نفسه عليه الصلاة والسلام، ومن ثم نجد أن اختيار هذه الدار كان في غاية الحكمة من جميع النواحي. ، 4-أن هذه الدار كانت قريبة من الكعبة المشرفة فهي على جبل الصفا . إنها دارُ الإسلام – تلك الدار الجليلة التي ينشرُ ذكرها عبق الدعوة الإسلامية في مهدها، حيث السِّريّة التامة، والتضحية النادرة، والتعاليم النبوية غضة طرية من فم النبي- صلى الله عليه وسلم -.. إنها مصنع الأوائل الأفذاذ، وسادة الناس، الذين حملوا هَـمّ الدعوة إلى الله، فأسلم ببركة جهدهم وجهادهم، العرب والعجم، في شتى بقاع الأرض ، وفي هذه الدار المباركة، التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه رضي الله عنهم، وتلقوا عنه تعاليم الإسلام وتوجيهاته الكريمة، حيث كان صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم ما ينزل عليه من القرآن الكريم، ويعلمهم أمور دينهم ويباحثهم في شأن الدعوة، وما وصلت إليه ، وموقف المعرضين عنها والصادين عن سبيلها. وكان صلى الله عليه وسلم يسمع شكوى أصحابه وما يلقونه من أذى المشركين وكيدهم، وكان يتحسس آلامهم وآمالهم، ويطلب منهم الصبر والمصابرة، ويبشرهم أن العاقبة للمتقين، وأن النصر مع المؤمنين ، وأن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. لقد كانت رعاية الله وعنايته بالعصبة المؤمنة واضحة جلية لا تفارقهم بحال، على الرغم مما كان ينالهم من أذى المشركين، وكان من الحكمة البالغة في بداية أمر الدعوة الابتعاد بهذه العصبة المؤمنة عن كل ما يضر بها – قدر المستطاع -، وقد اقتضت حكمة الله سبحانه أن تبقى دعوة الإسلام ضمن مجالها السري إلى أن هيأ الله لها من الأسباب ما مكنها من إشهار أمرها وإعلان رسالتها، قال تعالى : { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (يوسف:21).
أيها المسلمون
الأرقم بن أبي الأرقم هو فتى مكة الذهبي، وصاحب “دار الإسلام” ومن بيته انطلقت دعوة الإسلام للعالم وفي فناء بيته، وبين جدرانه، أُعلنت شهادة “لا إله إلا الله، محمد رسول الله” لأول مرة على ظهر الأرض، وكانت أول صلاة جماعة للمسلمين.. وهو أول كاتبٍ للنبي، وأول كاتبٍ للوحي، كما أجمع المؤرخون وكان الفتى الأرقم ذكيا حكيما، استطاع أن يخدع قريش طويلا، فلم يخطر ببال أحدٍ أن دار الفتى المخزومي، هي ملتقى محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأن الفتى الوسيم أصبح مسلما، يكفرُ بآلهتهم وما يعبدون، حتى أسلم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وأصبح الفاروق عمر هو رقم أربعين في ترتيب الذين أسلموا، فانطلقوا من دار الأرقم إلى أرجاء الدنيا.. فقد روى الطبري عن عبد الله بن عبيدة قال: “مازال النبيّ مستخفيا حتى نزلت : (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) الحجر 94، فخرج هو وأصحابه”.. ويقال إنها نزلت يوم إسلام الفاروق عمر . – انتظم المسلمون في صفين وساروا بثقةٍ وثباتٍ، فكان على رأس الصف الأول البطل الصنديد أسد الله حمزة بن عبد المطلب، وعلى رأس الصف الآخر، فاروق الإسلام عمر بن الخطاب – الذي لم يكن مرَّ على إسلامه إلا نصف يوم، رضي الله عنهم أجمعين … فلما نظرت قريش إلى هذا المشهد الكبير الذي يتقدمه هذان البطلان، وبينهما الرسول صلى الله عليه وسلم، أصابت أهل مكة الكآبة، ومزّقهم الحزن والخوف من هذا المشهد، وتخبّطوا تخبّطا شديدا، فالمسلمون يخرجون لأول مرةٍ دون وجلٍ أو خوف، وهم يزأرون جميعا: الله أكبر ولله الحمد، ويطوفون بالبيت علانيةً ، فتهتز جغرافيا مكة، وتتزلزل قلوب أفئدة المشركين. خافت قريش من هذا المشهد المرعب، ودخلت بيوتها خوفًا من إسلام عمر، ومن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته – رضى الله عنهم – ومن هنا بدأ نشر الإسلام علنًا، نهارًا جهارًا
أيها المسلمون
وكان الأرقم مصدر ثقة للنبي – صلى الله عليه وسلم – ولذا أسند إليه مهمة القيام على حلقات العلم والتثقيف والذكر وقراءة القرآن الكريم التي كانت تدار في داره لسبقه في الإسلام وعدم انقطاعه عن مجلس الرسول – عليه الصلاة والسلام – وإتقانه التلاوة والعلم بملابسات الأحوال التي نزلت النصوص فيها، والفهم بمعاني القرآن وألفاظه والمعرفة بمفاهيم الإسلام وشرائعه. وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يستشهد الأرقم في شق القمر فيُروى أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – استشهده على واقعة شق القمر المرويّة، فيما أخرجه الحافظ أبو نعيم عن ابن عباس في قوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) 1 – القمر، وروى البخاري (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ انْشَقَّ الْقَمَرُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ ، فَقَالَ لَنَا « اشْهَدُوا ، اشْهَدُوا » وفي سنن الترمذي بسند صحيح : (عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِمِنًى فَانْشَقَّ الْقَمَرُ فِلْقَتَيْنِ فِلْقَةٌ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ وَفِلْقَةٌ دُونَهُ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اشْهَدُوا ». يَعْنِى ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) القمر 1، وهاجر الأرقم مع المهاجرين إِلى المدينة المنورة وأقام في حيّ بني زريق، وعُرف بيته أيضًا هناك بدار الأرقم، وقد آخى الرسول – صلى الله عليه وسلم – بينه وبين أبي طلحة زيد بن سهل، وكان سعد بن أبي وقاص صديقـًا حميمًا له. وشهدَ الأرقم غزوة بدر، وأحد، والخندق، والغزوات كلها، ولم يتخلف عن الجهاد، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة، ومن مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: “ضعوا ما كان معكم من الأثقال” فرفع أبو أسيد الساعدي سيف ابن عائذ المزربان فعرفه الأرقم بن أبي الأرقم فقال: هبه لي يا رسول الله فأعطاه إياه) الحاكم في المستدرك ، وعن عثمان بن الأرقم عن الأرقم: أنه تجهز يريد بيت المقدس، فلما فرغ من جهازه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يودعه، فقال: «ما يخرجك؟ أحاجة أم تجارة؟» قال: لا يا رسول الله بأبي أنت وأمي، ولكني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام». قال: فجلس الأرقم.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( عن الصحابي : ( الأَرْقَمِ بْنِ أَبِى الأَرْقَمِ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وظل الأرقم – رحمه الله – على عهده وجهاده في سبيل الله، بعد وفاة النبي، شارك في جميع المعارك والفتوحات التي تمت في عهد الخلفاء الراشدين، باحثا عن الشهادة، لا يبخل بماله ولا نفسه، ولما استشعر قرب أجله في عهد معاوية بن أبي سفيان، أوصى بأن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – ومات سنة 55هـ، وكان سعد غائبًا عن المدينة آنذاك، فأراد مروان بن الحكم – أمير المدينة- أن يصلي عليه، فرفض عبيد الله بن الأرقم، فقال مروان: أيُحبس صاحب رسول الله لرجلٍ غائب؟ ورفض ابنه عبيد الله بن الأرقم أن يصلي عليه أحدٌ غير سعد بن أبي وقاص، وتبعه بنو مخزوم على ذلك، حتى جاء سعد، وصلى عليه. وقال عثمان بن الأرقم: تُوفيَ أبي سنة 53 هـ ، وله 83 سنة
فهل نسى التاريخُ “الأرقم بن أبي الأرقم” ؟؟ – فالأرقم واحدٌ من عشرات الآلاف الذين كانوا حول الرسول – صلى الله عليه وسلم – قاتلوا بإخلاص لتصبح كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، ولترتفع راية الإسلام في كل مكان على وجه الأرض.. – وهو واحدٌ من عشرات الآلاف الذين قاتلوا مع النبي، وساهموا في نشر الدعوة الإسلامية مع خلفاء الرسول الكريم، بصفتهم جُند الله المجهولين الذين كانوا يحلمون بنيل الشهادة، أو النصر المبين على أعداء الله.عاشوا وماتوا لا يعرفهم أحد، زاهدين مجهولين ، فقد شهد الأرقم مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – المشاهد والمواقع كلها، وقد نُقلت عنه بعض الأحاديث النبوية، فلم يكن الأرقم باحثا عن شُهرة، أو طامعا في منصبٍ وجاه، فهو من السابقين الذي حضروا بدرا، ووعدهم الله بالجنة. – ومنذ أن كان المسلمون يجتمعون في بيته في أوائل الدعوة، وهو المسلم الحكيم الزاهد الوَرِع، ولذا لن تجده إلا باحثا عن الشهادة، ورغم أنه كان عامل الفاروق عمر ،على المدينة (أمير المدينة)، ومسؤولا عن الصدقات، فهو الرجل البعيد عن الأضواء، الهارب من الجاه، مثله مثل السابقين الكبار، عظماء الإسلام: الخباب وعامر بن فهيرة ومعمر بن الحارث وواقد بن عبد الله وعثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث، وهُم من العشرة الأُوُل في الإسلام، لكن تاريخهم لم تُسلّط عليه الأضواء، ولم يفرد لهم الباحثون الكتب، فالشهرةُ نوعٌ من أنواع الرزق، فما بالنا بالذين يزهدونها، ويزهدون الدنيا وما فيها، رضوان الله عليهم أجمعين. – فرحم الله “الأرقم بن أبي الأرقم” فتى مكة الذهبي، الذي طلّق الدنيا كلها، وهو لم يكمل ستة عشر عاما، وفتح بيته للنبي والمسلمين، وإذا كانت كتب التأريخ لم تنصفه، ولم تثمّن دوره الرائد العظيم، في خدمة الإسلام والمسلمين، فيكفيه فخرا، أنه صاحب “دار الدعوة” والبيت الذي انطلق منه الإسلام إلى أرجاء الدنيا، إلى أن يرث اللهُ الأرض وما عليها ، سيّدي الأرقم.. نحنُ نقدّرك، ونثمّن دورك العظيم، الذي نجني ثماره نحنُ الآن، ونطمع أن يجمعنا الله بك على حوض الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم..
الدعاء