خطبة عن ( من مواقف جعفر بن أبي طالب وفضائله)
مارس 13, 2016خطبة عن ( جعفر بن أبي طالب وهجرته إلى الحبشة)
مارس 13, 2016الخطبة الأولى (هجرة جعفر بن أبي طالب إلى المدينة ومواقفه مع النبي)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قدم جعفر بن أبي طالب وأصحابه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-مهاجرا إلى المدينة يوم فتح خيبر ، وقد حملهم النجاشي في سفينتين ، ففي مسند البزار (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا أَتَيْنَا النَّجَاشِيَّ ، فَأَرَدْنَا الْخُرُوجَ مِنْ عِنْدِهِ حَمَّلَنَا وَزَوَّدَنَا ، وَأَعْطَانَا ، ثُمَّ قَالَ : أَخْبِرُوا صَاحِبَكُمْ بِمَا صَنَعْتُ بِكُمْ ، وَهَذِهِ رُسُلِي مَعَكُمْ ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّهُ رَسُولُ اللهِ ، فَقُلْ لَهُ : اسْتَغْفِرْ لِي ، قَالَ جَعْفَرٌ : فَخَرَجْنا مِنْ عِنْدِهِ إِذَا أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ ، فَتَلَقَّانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاعْتَنَقَنِي ، وَقَالَ : مَا أَدْرِي أَنَا بِفَتْحِ خَيْبَرَ أَفْرَحُ أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ ؟ ثُمَّ جَلَسَ ، فَقَامَ رَسُولُ النَّجَاشِيِّ ، فَقَالَ : هَذَا جَعْفَرٌ فَسَلْهُ عَمَّا صَنَعَ بِهِ صَاحِبُنَا ، فَقَالَ جَعْفَرٌ : قَدْ فَعَلَ بِنَا ، وَحَمَّلَنَا وَزَوَّدَنَا ، وَشَهِدَ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، وَقَالَ : قُلْ لَهُ يَسْتَغْفِرْ لِي ، فَدَعَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَقَالَ : اللَّهُمُ اغْفِرْ لِلنَّجَاشِيِّ ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : آمِينَ ، فَقَالَ جَعْفَرٌ : فَقُلْتُ لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم ، انْطَلِقْ ، فَأَبْلِغْ صَاحِبَكَ مَا رَأَيْتَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. )، وامتلأت نفس جعفر روعة بما سمع من أنباء اخوانه المسلمين الذين خاضوا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- غزوة بدر وأحد وغيرهما ،ودار بين الصحابة حوار ، من منهم كان أسبق في الأجر؟ ، من هاجر إلى المدينة وقاتل في بدر وأحد والخندق؟ ، أم من هاجر إلى الحبشة ولم يشهد تلك الغزوات ؟ ،وكانت الإجابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما في صحيح مسلم : ( دَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ – وَهِىَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا – عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- زَائِرَةً وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِ فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ مَنْ هَذِهِ قَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ. قَالَ عُمَرُ الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ الْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ فَقَالَتْ أَسْمَاءُ نَعَمْ. فَقَالَ عُمَرُ سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْكُمْ. فَغَضِبَتْ وَقَالَتْ كَلِمَةً كَذَبْتَ يَا عُمَرُ كَلاَّ وَاللَّهِ كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ وَكُنَّا فِي دَارِ أَوْ فِي أَرْضِ الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ فِي الْحَبَشَةِ وَذَلِكَ فِي اللَّهِ وَفِى رَسُولِهِ وَايْمُ اللَّهِ لاَ أَطْعَمُ طَعَامًا وَلاَ أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَسْأَلُهُ وَوَاللَّهِ لاَ أَكْذِبُ وَلاَ أَزِيغُ وَلاَ أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ عُمَرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ وَلَهُ وَلأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ ». قَالَتْ فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونِي أَرْسَالاً يَسْأَلُونِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلاَ أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.) ، وبعد الهجرة آخى رسول الله بين معاذ بن جبل وجعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( جعفر بن أبي طالب صاحب الهجرتين مهاجرا الى المدين )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وأسوق إليكم بعض مواقف جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه مع الرسول صلى الله عليه وسلم : ففي المستدرك للحاكم : (عن ابن عمر قال :وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة فلما قدم اعتنقه و قبل بين عينيه ثم قال : ألا أهب لك ألا أبشرك ألا أمنحك ألا أتحفك ؟ قال : نعم يا رسول الله قال : تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بالحمد و سورة ثم تقول بعد القراءة و أنت قائم قبل الركوع : سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولهن عشرا تمام هذه الركعة قبل أن تبتدئ بالركعة الثانية تفعل في الثلاث ركعات كما وصفت لك حتى تتم أربع ركعات ) ، وروى البيهقي في سننه (عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِى طَالِبٍ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ لَقِيَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ :« أَخْبِرْنِي بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتَهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ ». قَالَ : مَرَّتِ امْرَأَةٌ عَلَى رَأْسِهَا مِكْتَلٌ فِيهِ طَعَامٌ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ فَأَصَابَهَا فَرَمَى بِهِ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا وَهِىَ تُعِيدُهُ فِي مِكْتَلِهَا وَهِىَ تَقُولُ : وَيْلٌ لَكَ يَوْمَ يَضَعُ الْمَلِكُ كُرْسِيَّهُ فَيَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ فَضَحِكَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فَقَالَ :« كَيْفَ تُقَدَّسُ أَمَّةٌ لاَ تَأْخُذُ لِضَعِيفِهَا مِنْ شَدِيدِهَا حَقَّهُ وَهُوَ غَيْرُ مُتَعْتَعٍ ». ونواصل الحديث عن سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إن شاء الله في لقاء قادم
الدعاء