خطبة عن ( مقتل أسد الله حمزة بن عبد المطلب)
مارس 13, 2016خطبة عن (الصحابي حمزة بن عبد المطلب: نسبه واسلامه)
مارس 13, 2016الخطبة الأولى ( فضائل حمزة بن عبد المطلب، وجهاده)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في سنن البيهقي : ( عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ قَالَ لِى أُمَيَّةُ وَأَنَا أَمْشِى مَعَهُ : يَا عَبْدَ الإِلَهِ مَنِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ مُعْلَمٌ بِرِيشَةِ نَعَامَةٍ فِى صَدْرِهِ؟ فَقُلْتُ : ذَاكَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ . فَقَالَ : ذَاكَ فَعَلَ بِنَا الأَفَاعِيلَ ) .
إخوة الإسلام
أعلن حمزة بن عبد المطلب إسلامه، ففرح به الرسول عليه السلام والمسلمون فرحاً كبيراً، وعز جانبهم بإسلامه، ولما أسلم عمر بن الخطاب بعده بفترة وجيزة، خرج المسلمون من دار أبي الأرقم بقيادة حمزة وعمر الفاروق وهم يكبرون ويهللون جهاراً نهاراً . وفي السنة السابعة من البعثة شارك حمزة قومه بني هاشم وبني المطلب الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شِعب أبي طالب وعانوا منه المشقة والعذاب، ولكنهم خرجوا منه في السنة العاشرة وهم أشد قوة وأكثر صلابة .
أيها المسلمون
ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى المدينة، هاجر حمزة مع من هاجر إليها قبيل هجرة النبي عليه السلام بوقت قصير، ونزل فيها على سعد بن زرارة من بني النجار، وآخى الرسول عليه السلام بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد مرور سبعة شهور على الهجرة النبوية عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم أول لواء لحمزة بن عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين لاعتراض عير قريش القادمة من الشام إلى مكة المكرمة بقيادة أبي جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، ولم يحصل بين الطرفين قتال، إذ حجز بينهما مجدي بن عمرو الجهني، وكان حليفاً للطرفين .أما عن فضل سيدنا حمزة رضي الله عنه ، ففي المستدرك، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة )، كما قال لعلي بن أبي طالب 🙁 يا عليّ أمَا علمتَ أنّ حمزة أخي من الرضاعة ، وأنّ الله حرّم من الرضاع ما حرّم من النّسب )، أما عن جهاد حمزة بن عبدالمطلب : فكان حمزة رضي الله عنه شجاعاً في الجاهلية ، وزاده الإسلام شجاعة على ما به من شجاعة ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم هذه الخصلة في عمه رضي الله عنه ، وفي غزوة بدر أبلى بلاءً حسناً منذ بداية المعركة إلى نهايتها . فلما عسكر المسلمون في بدر وبنوا حوضاً يتجمع الماء فيه فيشربون منه و لا يشرب المشركون ، فغاظ ذلك المشركون ومنهم الأسود بن عبد الأسد المخزومي وكان رجلاً شرساً سيء الخلق فخرج من صف المشركين فقال :أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهد منه أو لأموتن دونه، فخرج إليه حمزة بن عبدالمطلب فلما التقيا ضربه حمزة ضربةً قطعت ساقه وهو من دون الحوض فوقع على ظهره تشخب رجله دماً ، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه فاتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض ، وفي غزوة بدر أيضاً خرج ثلاثة من أبطال المشركين هم شيبة بن ربيعة و أخوه عتبة و الوليد بن عتبة يطلبون المبارزة فخرج لهم ثلاثة من الأنصار فسألوهم من أنتم ؟قالوا رهط من الأنصار فقالوا: لا حاجة لنا بكم، يا محمد، أخرج لنا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا عبيدة بن الحارث ، وقم يا حمزة وقم يا علي ، فلما قاموا و دنوا منهم ، قالوا : من أنتم ؟قال عبيدة : أنا عبيدة وقال حمزة : حمزة، وقال علي: علي، قالوا نعم ، اكفاء كرام ،فبارز حمزة شيبة بن ربيعة فقتله ، و بارز علي الوليد بن عتبة فقتله ، و تبادل عتبة وعبيدة ضربتين كل منهما جرح صاحبه ، فكر حمزة وعلي على عتبة بن ربيعة فأجهزا عليه واحتملا صاحبهما إلى المعسكر ،وقد كان لهذه النتيجة أثر على الفريقين ، فقد رفعت معنويات المسلمين و انهارت بها معنويات المشركين و هم يرون ثلاثة من أصحابهم يصرعون على أيدي المسلمين
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( فضائل حمزة بن عبد المطلب، وجهاده)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وقد كان حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه يعلم في الحرب بريشة نعامة ، وقاتل يوم بدر بين يدي رسول الله بسيفين ،وقال بعض الأسرى من الرجل المعلم بريشة نعامة؟ قالوا :حمزة، قال: ذاك فعل بنا الأفاعيل، وعادت فلول قريش من بدر إلى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها، ورجع أبو سفيان مخلوع القلب، مطأطئ الرأس. وقد خلّف على أرض المعركة جثث سادة قريش،
أيها المسلمون
وجاءت غزوة أحد حيث خرجت قريش على بكرة أبيها، ومعها حلفاؤها من قبائل العرب، وبقيادة أبي سفيان مرة أخرى. وكان زعماء قريش يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين هما: الرسول صلى الله عليه وسلم، وحمزة رضي الله عنه وأرضاه. ولقد اختاروا قبل الخروج، الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة، وهو عبد حبشي، كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة، جعلوا كل دوره في المعركة أن يتصيّد حمزة ويصوّب إليه ضربة قاتلة من رمحه وجاءت غزوة أحد والتقى الجيشان. وتوسط حمزة أرض الموت والقتال، مرتديا لباس الحرب، وعلى صدره ريشة النعام التي تعوّد أن يزيّن بها صدره في القتال، وراح يصول ويجول، لا يريد رأسا إلا قطعه بسيفه، ومضى يضرب في المشركين، وكأن المنايا طوع أمره، يقف بها من يشاء فتصيبه في صميمه! وصال المسلمون جميعا حتى قاربوا النصر الحاسم، وحتى أخذت فلول قريش تنسحب مذعورة هاربة، ولولا أن ترك الرماة مكانهم فوق الجبل، ونزلوا إلى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم، لولا تركهم مكانهم وفتحوا الثغرة الواسعة لفرسان قريش لكانت غزوة أحد مقبرة لقريش كلها، رجالها، ونسائها بل وخيلها وإبلها!! ، ولنترك وحشي يحكي لنا كيف قتل حمزة رضي الله عنه، فيقول : ذلك ما نستكمله في اللقاء القادم إن شاء الله
الدعاء