خطبة عن ( منزلة عم رسول الله حمزة وفضائله)
مارس 13, 2016خطبة عن ( مقتل أسد الله حمزة بن عبد المطلب)
مارس 13, 2016الخطبة الأولى (استشهاد أسد الله حمزة وحزن الرسول عليه)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
سقط أسد الله ورسوله حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحد شهيدا مجيدا! وكما كانت حياته مدوّية، كانت موتته مدوّية كذلك، فلم يكتف أعداؤه بمقتله، وكيف يكتفون أو يقتنعون، وهم الذين جنّدوا كل أموال قريش وكل رجالها في هذه المعركة التي لم يريدوا بها سوى الرسول وعمّه حمزة، لقد أمرت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، أمرت وحشيا أن يأتيها بكبد حمزة، واستجاب الحبشي لهذه الرغبة المسعورة، وعندما عاد بها إلى هند كان يناولها الكبد بيمناه، ويتلقى منها قرطها وقلائدها بيسراه، مكافأة له على إنجاز مهمته. ومضغت هند بنت عتبة -زوجة أبي سفيان قائد جيوش الشرك الوثنية- مضغت كبد حمزة، راجية أن تشفي تلك الحماقة حقدها وغلها. ولكن الكبد استعصت على أنيابها، وأعجزتها أن تسيغها، فأخرجتها من فمها، ثم علت صخرة مرتفعة، وراحت تصرخ قائلة:
نَحْنُ جَزَيْنَاكُمْ بِيَوْمِ بَـــــــــــــــــــــدْرٍ *** وَالْحَرْبُ بَعْدَ الْحَرْبِ ذَاتِ سُعْرِ
مَـــــا كَـانَ عَــــنْ عُتْبَةَ لِي مِنْ صَبْرِ *** وَلَا أَخِـــي وَعَمِّهــــِ وَبَكْــــرِي
شَفَيْتُ نَفْسِي وَقَضَيْـتُ نَــــــــــــذْرِي *** شَفَيْـــتَ وَحْشِــيُّ غَلِيلَ صَدْرِي
فَشُكْـــرُ وَحْشِــــيٍّ عَلَيَّ عُــــــمْــــرِي*** حَتَّى تَرُمَّ أَعْظُمِــــي فِـي قَبْـرِي
وانتهت المعركة، وامتطى المشركون إبلهم، وساقوا خيلهم قافلين إلى مكة، ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه إلى أرض المعركة لينظر شهداءها، وهناك في بطن الوادي، وهو يتفحص وجوه أصحابه الذين باعوا لله أنفسهم، وقدّموها قرابين مبرورة لربهم الكبير، وقف فجأة، ونظر، فوجم، وضغط على أسنانه، وأسبل جفنيه. فما كان يتصوّر قط أن يهبط الخلق العربي على هذه الوحشية البشعة فيمثل بجثمان ميت على الصورة التي رأى فيها جثمان عمه الشهيد حمزة بن عبد المطلب أسد الله وسيد الشهداء، وفتح الرسول عينيه التي تألق بريقهما كومض القدر، وقال وعيناه على جثمان عمّه: “لن أصاب بمثلك أبدا، وما وقفت موقفا قط أغيظ إليّ من موقفي هذا”. ثم التفت إلى أصحابه وقال: “لولا أن تحزن صفيّة -أخت حمزة- ويكون سنّة من بعدي، لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير) وفي المستدرك للحاكم (عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه و سلم نظر يوم أحد إلى حمزة و قد قتل و مثل به فرأى منظرا لم ير منظرا قط أوجع لقلبه منه و لا أوجل فقال : رحمة الله عليك قد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات و لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك حتى تجيء من أفواه شتى ثم حلف و هو واقف مكانه و الله لأمثلن بسبعين منهم مكانك) فنزل القرآن و هو واقف في مكانه لم يبرح {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 125]. وكفر رسول الله صلى الله عليه و سلم عن يمينه وأمسك عما أراد
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( حمزة بن عبد المطلب شهيدا )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ولكن الله الذي أكرم حمزة بالشهادة، يكرّمه مرة أخرى بأن يجعل من مصرعه فرصة لدرس عظيم يحمي العدالة إلى الأبد، ويجعل الرحمة حتى في العقوبة والقصاص واجبا وفرضا، وهكذا لم يكد الرسول صلى الله عليه وسلم يفرغ من القاء وعيده السالف حتى جاءه الوحي وهو في مكانه لم يبرحه بهذه الآية الكريمة: وكان نزول هذه الآيات، في هذا الموطن، خير تكريم لحمزة الذي وقع أجره على الله تعالى. ولما وقف الرسولُ محمدٌ على حمزة قال: «لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً قط أغيظ إلي من هذا»،وفي المعجم للطبراني (عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة : عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : والذي نفسي بيده إنه لمكتوب عند الله في السماء السابعة حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله) ، وفي المستدرك : (عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم نظر يوم أحد إلى حمزة و قد قتل و مثل به فرأى منظرا لم ير منظرا قط أوجع لقلبه منه و لا أوجل فقال : رحمة الله عليك قد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات و لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك حتى تجيء من أفواه شتى ) ونستكمل في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء