خطبة عن ( الصحابي جعفر بن أبي طالب)
مارس 13, 2016خطبة عن (استشهاد أسد الله حمزة وحزن الرسول عليه)
مارس 13, 2016الخطبة الأولى ( منزلة عم رسول الله حمزة وفضائله)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في مسند البزار (عَنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ ، أَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ تَسْعَى حَتَّى كَادَتْ أَنْ تَشْرُفَ عَلَى الْقَتْلَى ، فَكَرِهَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُرَاهُمُ ، فَقَالَ : الْمَرْأَةَ ، الْمَرْأَةَ ، قَالَ الزُّبَيْرُ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ أُمِّي صَفِيَّةُ ، فَخَرَجْنَا نَسْعَى إِلَيْهَا ، فَقُلْتُ : ارْجِعِي ، وَأَدْرَكْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ إِلَى الْقَتْلَى ، فَلَدَمَتْ فِي صَدْرِي ، وَقَالَتْ : إِلَيْكَ عَنِّي لاَ أُمَّ لَكَ ، فَقُلْتُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ تَرْجَعِي أَوْ تَقِفِي ، فَوَقَفَتْ ، وَأَخْرَجَتْ ثَوْبَيْنِ مَعَهَا ، قَالَتْ : هَذَانِ ثَوْبَانِ جِئْتُ بِهِمَا لأَخِي حَمْزَةَ فَقَدْ بَلَغَنِي مَقْتَلُهُ ، فَكَفِّنُوهُ فِيهِمَا ،قَالَ : فَجِئْنَا إِلَى حَمْزَةَ لِنُكَفِّنَهُ فِيهَا فَإِذَا إِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فُعِلَ بِهِ مَا فُعِلَ بِحَمْزَةَ ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَضَاضَةً أَنْ يُكَفَّنَ حَمْزَةَ فِي ثَوْبَيْنِ وَالأَنْصَارِيُّ لاَ كَفَنَ لَهُ ، فَقُلْنَا : لِحَمْزَةَ ثَوْبٌ ، وَلِلأَنْصَارِيِّ ثَوْبٌ ، فَقَدَرْنَاهُمَا ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ ، فَأَقْرَعْنَا بَيْنَهُمَا ، فَكَفَّنَّا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي الثَّوْبِ الَّذِي طَارَ لَهُ.)
أيها المسلمون
إنه سيد الشهداء حمزة ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه أعظم الحب، فهو لم يكن عمّه الحبيب فحسب، بل كان أخاه من الرضاعة، وتربه في الطفولة، وصديق العمر كله، وفي لحظات الوداع هذه، لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم تحية يودّعه بها خيرا من أن يصلي عليه بعدد الشهداء في المعركة جميعا. وهكذا حمل جثمان حمزة إلى مكان الصلاة على أرض المعركة التي شهدت بلاءه، واحتضنت دماءه، فصلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم جيء بشهيد آخر، فصلى عليه الرسول، ثم رفع وترك حمزة مكانه، وجيء بشهيد ثالث فوضع إلى جوار حمزة وصلى عليهما الرسول، وهكذا جيء بالشهداء، شهيد بعد شهيد، والرسول عليه الصلاة والسلام يصلي على كل واحد منهم وعلى حمزة معه، حتى صلى على عمّه يومئذ سبعين صلاة. وينصرف الرسول من المعركة إلي بيته، فيسمع في طريقه نساء بني عبد الأشهل يبكين شهداءهن، فيقول عليه الصلاة والسلام من فرط حنانه وحبه: “لكنّ حمزة لا بواكي له ، فقد روى أحمد في مسنده (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا رَجَعَ مِنْ أُحُدٍ سَمِعَ نِسَاءَ الأَنْصَارِ يَبْكِينَ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فَقَالَ « لَكِنْ حَمْزَةُ لاَ بَوَاكِيَ لَهُ ». فَبَلَغَ ذَلِكَ نِسَاءَ الأَنْصَارِ فَجِئْنَ يَبْكِينَ عَلَى حَمْزَةَ – قَالَ – فَانْتَبَهَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ اللَّيْلِ فَسَمِعَهُنَّ وَهُنَّ يَبْكِينَ فَقَالَ « وَيْحَهُنَّ لَمْ يَزَلْنَ يَبْكِينَ بَعْدُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ مُرُوهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ وَلاَ يَبْكِينَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ الْيَوْمِ ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( عم رسول الله حمزة بن عبد المطلب )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وتمر الأيام والسنون ، ولمّا أراد معاوية أن يُجري عَيْنَهُ التي بأحد كتبوا إليه :( إنّا لا نستطيع أن نجريها إلا على قبور الشهداء ) فكتب إليهم 🙁 انْبُشُوهم ) ، يقول جابر بن عبدالله 🙁 فرأيتهم يُحْمَلون على أعناق الرجال كأنّهم قوم نيام )، وأصابت المسحاةُ طرفَ رِجْلِ حمزة بن عبد المطلب فانبعث دَمَاً. هؤلاء هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رضي الله عنهم أجمعين ، وهذا هو حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،إنهم رجالٌ باعوا أنفسهم لله تعالى، فهم أفاضل البشر على الرغم من أنوف المنافقين والمارقين، فيجب أن تقرأ سيرتهم، وأن تحفظ مكانتهم كما حفظها الله تعالى؛ فقد ترضَّى عنهم، فقال سبحانه: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100]. فما أجمل أن يربَّى على سيرتهم شباب المسلمين وناشئتهم، وأن يقرأها كبارهم. وما أحسن أن تعطَّر بها المجالس، ويُقضى بسماعها وقت الفراغ؛ ففيها أحكام الشَّرع، وأخبار الجهاد والكفاح، وأنباء البطولات والملاحم، وفيها العبرة والعظة؛ فرضيَ الله عنهم وأرضاهم أجمعين .
الدعاء