خطبة عن ( قصة اسلام الصحابي سلمان الفارسي)
فبراير 29, 2016خطبة عن ( مشكلة العنوسة والمضار المترتبة عليها)
مارس 6, 2016الخطبة الأولى ( سلمان الفارسي )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الفتح:29]، وروى البخاري في صحيحه (عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ – رضى الله عنهما – يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « خَيْرُ أُمَّتِى قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ » ،وروى مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ ».
إخوة الإسلام
قال الإمام مالك رحمه الله: ( لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها) ، وأول هذه الأمة هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصلح الله حالهم بالوحيين ، فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أضاءوا الدنيا بشموسهم ،فهم – أبر الناس قلوباً، وأعمقهم علماً، وأحسنهم خلقاً، فهم الذين نزلت عدالتهم من فوق سبع سماوات، فإذا أراد المرء منا أن يرتقي أو يتقدم أو يفوز بعلو الدنيا وعلو الآخرة فلابد من أن يستضيء بنور هؤلاء ويسير على خطاهم، فهم الذين عضوا بالنواجذ على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، واليوم إن شاء الله نريد أن نقترب في خشوع وغبطة ، من أولئك الرجال الأبرار ، لنستقبل فيهم أروع نماذج البشرية ، ولنرى في سيرتهم اسمى ما عرفت البشرية من عظمة ورشد ،نرى إيمانهم ، وثباتهم ، وبطولاتهم ، وولاءهم لله ورسوله ،نرى البذل الذي بذلوا ، والهول الذي احتملوا ، والفوز الذي أحرزوا ،نرى الدور الجليل الذي نهضوا به لتحرير البشرية كلها من وثنية الضمير ، وضياع المصير ، إنهم فتية آمنوا بربهم ، فزادهم الله هدى ، واليوم إن شاء الله موعدنا مع صحابي جليل ضحَّى بماله ووقع في الأسر وأصبح عبدًا مملوكًا، وظلَّ يبحث عن الدين الحق، حتى هداه الله إلى الإسلام. إنه الصحابي الجليل سلمان الفارسي ، ويكنى أبا عبد الله، هو من أصبهان ، سافر يطلب الدين مع قوم فغدروا به فباعوه لرجل من اليهود، ثم إنه كوتب فأعانه النبي في كتابته. وأسلم سلمان الفارسي حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ومنعه الرّقّ من شهود بدر وأحد، وأول غزوة غزاها مع النبي الخندق، وشهد ما بعدها، وولاّه عمر المدائن. أما كيف بحث عن الحق ، وكيف هداه الله إلي الإسلام ، فقد تحدث هو بنفسه عن هذه الرحلة الطويلة الشاقة
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( سلمان الفارسي )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
فقد روى الإمام أحمد (عَنْ عَبْدِ اللَهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ قَالَ كُنْتُ رَجُلاً فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا جَيٌّ وَكَانَ أَبِى دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ أَيْ مُلاَزِمَ النَّارِ كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ وَأَجْهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطَنَ النَّارِ الَّذِى يُوقِدُهَا لاَ يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً – قَالَ – وَكَانَتْ لأَبِى ضَيْعَةٌ عَظِيمَةٌ – قَالَ – فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْماً فَقَالَ لِي يَا بُنَىَّ إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانٍ هَذَا الْيَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا. وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ وَكُنْتُ لاَ أَدْرِى مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِى إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِمْ وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ – قَالَ – فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلاَتُهُمْ وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِمْ وَقُلْتُ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدِّينِ الَّذِى نَحْنُ عَلَيْهِ فَوَ اللَّهِ مَا تَرَكْتُهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِى وَلَمْ آتِهَا فَقُلْتُ لَهُمْ أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ قَالُوا بِالشَّامِ. قَالَ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِى وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي وَشَغَلْتُهُ عَنْ عَمَلِهِ كُلِّهِ – قَالَ – فَلَمَّا جِئْتُهُ قَالَ أَيْ بُنَىَّ أَيْنَ كُنْتَ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ. قَالَ قُلْتُ يَا أَبَتِ مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِينِهِمْ فَوَ اللَّهِ مَا زِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ. قَالَ أَيْ بُنَىَّ لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّينِ خَيْرٌ دَيْنُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ. قَالَ قُلْتُ كَلاَّ وَاللَّهِ إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا. قَالَ فَخَافَنِي فَجَعَلَ فِي رِجْلِي قَيْداً ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ – قَالَ وَبَعَثْتُ إِلَى النَّصَارَى فَقُلْتُ لَهُمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنَ النَّصَارَى فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ – قَالَ – فقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنَ النَّصَارَى – قَالَ – فَأَخْبَرُونِي بِهِمْ – قَالَ – فَقُلْتُ لَهُمْ إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلاَدِهِمْ فآذِنُونِي بِهِمْ – قَالَ – فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلاَدِهِمْ أَخْبَرُونِي بِهِمْ فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلِي ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ ) ونستكمل الحديث في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء