خطبة عن ( الامام الحسين بن علي)
فبراير 28, 2016خطبة عن ( منزلة سلمان الفارسي وفضله)
فبراير 29, 2016الخطبة الأولى ( أخلاق سلمان الفارسي وزهده وكلماته)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الامام مسلم في صحيحه : ( عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى عَلَى سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبِلاَلٍ فِى نَفَرٍ فَقَالُوا وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا. قَالَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ فَأَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ « يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ ». فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ يَا إِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ قَالُوا لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أُخَىَّ.
إخوة الإسلام
حديثنا عن الصحابي (سلمان الفارسي) : فقد كان رضي الله عنه في بيته في خدمة أهله فقد تعلم من الصادق الأمين وسيد المرسلين أن يكون متواضعا ، ومع أهله هينا لينا ، ففي صحيح الأدب المفرد (عن أم الدرداء قالت: زارنا سلمان من المدائن إلى الشام ماشياً، وعليه كساء واندر ورد، ( قال: يعني سراويل مشمرة) . قال ابن شوذب: رؤي سلمان وعليه كساء مطموم الرأس ساقط الأذنين، يعني أنه كان أرفش (أرفش الأذنين أي: عريضهما). فقيل له : شوهّت نفسك! قال: “إن الخير خير الآخرة”. وعن أبي قلابة أن رجلاً أتى سلمان الفارسي فوجده يعجنُ، فقال: أين الخادم؟ فقال: (أرسلته في حاجة، فلم يكن لنجمع عليه اثنتين: أن نرسلَه ولا نكفيه عمله)، قال: فقال الرجل: إن أبا الدرداء يقول: عليك السلام، قال: (متى قدمت؟)، قال: منذ ثلاث، قال: (أما إنك لو لم تؤدِّها كانت أمانة عندك) وكان سلمان الفارسي هو صاحب فكرة الخندق في تلك الغزوة الشهيرة باسم الخندق والأحزاب، حين خرجت اليهود تحرض قريشًا على غزو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتعدهم بالوقوف معهم ضد المسلمين، ثم ذهبوا إلى غطفان فدعوهم وفعلوا ذلك مع باقي قبائل العرب، فاستجاب منهم بعضهم فخرجت قريش في أربعة آلاف مقاتل وتبعهم بنو سليم، وبنو أسد، وفزارة، وأشجع، وبنو مرة، وغطفان، وكان مجموعهم عشرة آلاف. وجمع النبي – صلى الله عليه وسلم – أصحابه يشاورهم في غدر يهود بني قُرَيظة بهم، وهنا تظهر عبقرية سلمان الفارسي الحربية، حيث ألقى من فوق هضبة عالية، نظرةً فاحصةً على المدينة، فألفاها محصنة بالجبال والصخور المحيطة بها، غير أن هناك فجوة واسعة، يستطيع الجيش أن يقتحم منها الحِمَى في يسر، فأشار على النبي بحفر الخندق؛ وشاركهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في العمل بيديه الشريفتين ،مما جعل أحزاب الكفر تعود خائبةً إلى ديارها، بعد أن مكثت شهرًا عاجزة عن عبور الخندق.
أيها المسلمون
أما عن زهد سلمان الفارسي ، فعن الحسن قال: كان عطاءُ سلمان الفارسي خمسة آلاف، وكان أميرًا على نحو ثلاثين ألفًا من المسلمين، وكان يخطب الناس في عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها، فإذا خرج عطاؤه أمضاه، ويأكل من سفيف يديه. أما عن ورع وتواضع سلمان الفارسي ،فعن أبي ليلى الكندي قال: قال غلام سلمان لسلمان : كاتبني. قال: ألك شيء؟ قال: لا. قال: فمن أين؟ قال: أسأل الناس. قال: “تريد أن تطعمني غُسَالة الناس”. وعن عبد الله بن بريدة قال: “كان سلمان إذا أصاب الشيء اشترى به لحمًا، ثم دعا المجذومين فأكلوا معه”. وعن أبي الأحوص قال: افتخرت قريش عند سلمان الفارسي ، فقال سلمان: “لكني خلقت من نطفة قذرة، ثم أعود جيفة منتنة، ثم يؤدى بي إلى الميزان، فإن ثقلت فأنا كريم، وإن خفت فأنا لئيم”. ومن كلام سلمان الفارسي ومواعظه : عن حفص بن عمرو السعدي عن عمه قال: قال سلمان الفارسي لحذيفة : “يا أخا بني عبس، العلم كثير والعمر قصير، فخذ من العلم ما تحتاج إليه في أمر دينك، ودع ما سواه فلا تعانه”. وعن قتادة قال: قال سلمان الفارسي : “إذا أسأت سيئة في سريرة فأحسن حسنة في سريرة، وإذا أسأت سيئة في علانية فأحسن حسنة في علانية؛ لكي تكون هذه بهذه”.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أخلاق سلمان الفارسي وزهده وكلماته)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ولكل بدية نهاية فنأتي إلى نهاية حياته ، فعن وفاته رضي الله عنه ، وفي روايات متعددة ( عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: (لما احتضر سلمان الفارسي – رضي الله عنه -) (عاده سعد – رضي الله عنه – فرآه يبكي , فقال له سعد: ما يبكيك يا أخي؟ , أليس قد صحبت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟ أليس؟ , أليس؟ , فقال سلمان: ما أبكي واحدة من اثنتين , ما أبكي ضنا للدنيا , ولا كراهية للآخرة، ” ولكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عهد إلي عهدا ” , فما أراني إلا قد تعديت , فقال: وما عهد إليك؟ , قال: ” عهد إلي أنه يكفي أحدكم) (من الدنيا) (مثل زاد الراكب ” , ولا أراني إلا قد تعديت) (قال: وإنما حوله إجانة وجفنة ومطهرة ،فقال له سعد: يا أبا عبد الله , اعهد إلينا بعهد نأخذ به بعدك، فقال: يا سعد , اذكر الله عند همك إذا هممت) (وعند حكمك إذا حكمت، وعند قسمك إذا قسمت) . وفي رواية أخرى عند الامام أحمد : (عَنِ الْحَسَنِ قَالَ لَمَّا احْتُضِرَ سَلْمَانُ بَكَى وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْداً فَتَرَكْنَا مَا عَهِدَ إِلَيْنَا أَنْ يَكُونَ بُلْغَةُ أَحَدِنَا مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ. قَالَ ثُمَّ نَظَرْنَا فِيمَا تَرَكَ فَإِذَا قِيمَةُ مَا تَرَكَ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ دِرْهَماً أَوْ بِضْعَةٌ وَثَلاَثُونَ دِرْهَماً. )، وعن بقيرة امرأة سلمان أنها قالت:لما حضره الموت دعاني وهو في علية له لها أربعة أبواب، فقال: افتحي هذه الأبواب، فإن لي اليوم زوارًا لا أدري من أي هذه الأبواب يدخلون عليَّ، ثم دعا بمِسْك، فقال: أديفيه في تور، ثم انضحيه حول فراشي، فاطلعت عليه، فإذا هو قد أخذ روحه، فكأنه نائم على فراشه). فرضي الله عنك يا صاحب رسول الله وتغمدك الله برحمته وجزاكم الله خيرا عن الاسلام والمسلمين
الدعاء