خطبة عن (من محظورات الصلاة، وعقوبة تاركها)
أبريل 17, 2016خطبة عن (إِنَّ أَسْوَأَ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِى يَسْرِقُ صَلاَتَهُ)
أبريل 17, 2016الخطبة الأولى ( محظورات الصلاة وما يرخص فيها)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) (103) النساء
إخوة الإسلام
الصلاة إنما هي صلة بين العبد وربه ،فعندما يقول العبد ” الحمد لله رب العالمين ” يقدم كل الحمد له سبحانه ويتذكر نعمه عليه التي تحيطه , وعندما يقول ” الرحمن الرحيم ” فيذكر صفات ربه الرحيم سبحانه وأنه منه الرحمة لعباده وأنه رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما , , وهكذا إذن إذا تم التدبر للعبد في كل كلمة ينطق بها في صلاته فلن يريد أن تنتهي منه تلك الصلاة , بل سيستشعر النعيم فيها والأنس في المناجاة والذكر . والأغرب من ذلك أن الكثير منا يتعجل من صلاته وكأن وراءه ما سيفوته أهم له من صلاته , ولاشك أن الإنسان من طبعه العجلة إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كره العجلة والتعجل في مثل ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم : ” التأني من الله والعجلة من الشيطان ” أخرجه البيهقي وابو يعلى وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة , بل وأمر بالسكينة عند الصلاة والهدوء والروية ففي الصحيحين : (عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ ، فَلَمَّا صَلَّى دَعَاهُمْ ، فَقَالَ :مَا شَأْنُكُمْ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اسْتَعْجَلْنَا إِلَى الصَّلاةِ ، قَالَ : لا تَفْعَلُوا ، إِذَا أَتَيْتُمْ فَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا سَبَقَكُمْ فَأَتِمُّوا ). إن لحظات الصلاة تتطلب منه الاستعداد للقاء الرحمن الرحيم الحي القيوم , فعليه عندما يأتي لها أن يقبل على الله طاهر القلب فارغ الصدر مرتديا أفضل الثياب ومتطهرا ظاهرا وباطنا , متعطرا بأفضل عطر ,
أيها المسلمون
وهناك بعض المحظورات التي يقع فيها بعض المسلمين، ومنها: 1 – ترك الصَّلاة: فالصَّلاة – كما قلنا – هي معراج المؤمن، يعرج بها إلى ربِّه كلَّ يوم خمس مرات، فهل يليق به أن يتركها؟ فقد ذهَب جماعة من أئمَّة الإسلام إلى أن تارك الصلاة كافر، خارجٌ عن ملَّة الإسلام، وذَهَب آخرون فقالوا: إنه عاصٍ فاسق، يُخشَى عليه فقدان الإيمان. 2- ومن المحظورات : تأخير الصَّلاة عن مواعيدها: إذا أحبَّ المسلِمُ ربَّه – عزَّ وجلَّ – كان عبدًا له، لا يتأخَّر عن مُناداة سيِّده، بل إنه يأتي قبل أن يُنادي عليه ليعرض نفسه، ويضعها تحت أمره ومشيئته، فهل يليق بالمسلم أن يناديه ربُّه، فيتخلف، أو يتأخر في إجابته؟! قال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4 – 5]، وقال تعالى: ﴿ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]. 3 – ومن المحظورات للرجال دون النساء : التخلُّف عن صلاة الجماعة في المسجد : فالصَّلاة في الإسلام تربيةٌ اجتماعيَّة رشيدة، ومدرسة إنسانيَّة عالية، على نسق فريدٍ في تاريخ الأديان والعبادات، فالإسلام لم يَكْتف من المسلم أن يؤدِّي الصلاة وحده في عُزْلة عن المُجتمع الذي يَحْيا فيه، ولكنَّه دَعاه دعوة قويَّة إلى أدائها في جماعة، وبخاصَّة في المسجد، وهمَّ الرسولُ – صلَّى الله عليه وسلَّم – أن يحرق على قومٍ بيوتَهم؛ لأنهم يتخلَّفون عن الجماعات، فإن لم تكن هذه الجماعةُ واجبةً فهي أفضل من صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجة في نظر الإسلام. وروى مسلمٌ في صحيحه (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّى هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ. )
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( محظورات الصلاة وما يرخص فيها)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ويُرخَّص في التخلف عنِ الجماعة في الحالات الآتية: 1- البَرد أو المطَر الشديد، والدليل على ذلك: ما رواه البخاري في صحيحه (نَافِعٌ قَالَ أَذَّنَ ابْنُ عُمَرَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ بِضَجْنَانَ ثُمَّ قَالَ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ ، أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ . فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ أَوِ الْمَطِيرَةِ فِي السَّفَرِ) ، قال الفقهاءُ: ومثل البَرد الحرُّ الشديد والظُّلمة والخوف مِن ظالِم، وقال ابن بطَّال: أجمع العلماءُ على أن التخلُّفَ عن الجماعة في شدَّة المطر والظلمة والريح وما أشبه ذلك يُباح. 2- حضور الطعام: والدليل حديثُ ابن عمرَ كما في البخاري : (عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ ، وَلاَ يَعْجَلْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ » . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُوضَعُ لَهُ الطَّعَامُ وَتُقَامُ الصَّلاَةُ فَلاَ يَأْتِيهَا حَتَّى يَفْرُغَ ، وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قِرَاءَةَ الإِمَامِ . ) . ويلاحظ: أنَّ جمهور الفقهاء يرَوْن كراهة تقديم الصلاة على الطعام إذا حضَر، ومحل ذلك إذا اتَّسع الوقت وإلاَّ لزِم تقديم الصلاة. أمَّا الاحتيال واتباع الهوى والنفس الأمَّارة بالسوء التي طُبِعت على حب المعصية والكسل، فيبيح الإنسان لنفسه ترْكَ صلاة الجماعة بحُجَّة حضور الطعام، ثم لا يأكل ما يسد جوعَه وينهض ليلحق بالصلاة، وإنما يفترش ويأكُل ويُطيل حتى لا يبقَى أحدٌ في المسجد، ثم يقول قد فاتتْه الصلاة وهو معذور؛ ليصلِّي إذًا في بيته، فهذا وأمثاله نقول له قولَ الله تعالى: ﴿ بَلِ الإنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ [القيامة: 14 – 15]. 3- مدافعة الأخبثين : ففي صحيح مسلم أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ صَلاَةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلاَ وَهُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ ».
الدعاء