خطبة عن حديث (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ) مختصرة
أغسطس 23, 2021خطبة عن (خطبة النساء) مختصرة
أغسطس 23, 2021الخطبة الأولى ( العبادات القلبية ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في صحيح مسلم : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ »
إخوة الإسلام
العبادات القلبية: هي العبادات التي تتعلق بقلب الإنسان ،مثل الاعتقاد ،والتوكل ، والخشية والإنابة والإخلاص ،والنية وغير ذلك، وكثيراً ما يغفل الناس عن الاهتمام بأعمال القلوب، ويهتمون بعبادات الجوارح ،مثل الحج والجهاد ،مع أن العبادات القلبية مُقدَّمة على أعمال الجوارح ،فالقلوب هي محل التقوى، ومحل الإخلاص، ومحل العلم، فالقلب مع الجوارح كالملك مع الجنود، والرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا منزلة القلب من الجوارح ،ففي الصحيحين: قال صلى الله عليه وسلم (أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ . أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ »، لذلك فقد حثنا الاسلام على وجوب العناية بأعمال القلوب: فعلق الله تعالى النجاة والفوز يوم القيامة على سلامة القلوب واستقامتها، قال تعالى: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (88) ،(89) الشعراء ومن هنا كان الحرص على سلامة القلب دليلا على نجاة العبد يوم القيامة. ولن يسلم القلب إلا إذا أدى وظائفه الشرعية، وقام بواجباته الإيمانية ،وإذا كان للجوارح أعمال، فإن للقلب أعمالاً أعظم من أعمال الجوارح، وعمل القلب – بخلاف عمل الجوارح – فهو لا ينقطع عن العبد، بل هو مصاحب له في كل حركاته وسكناته، فكل عمل صالح يحتاج إلى نية، والنية محلها القلب ،كما أن عمل القلب: كمحبة الله، والتوكل على الله، والإنابة إليه، والخوف منه، والرجاء له، وإخلاص الدين له، والصبر على أوامره، ونواهيه، وأقداره، والرضا به وعنه، وغير ذلك من أعمال القلوب هي أفضل من أعمال الجوارح ،قال ابن رجب :(إن سفر الآخرة يقطع بسير القلوب لا بسير الأبدان» ،فالله عز وجل – يريد منا قلوباً مؤمنةً، قال تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج:73]، فالمقصود من الطاعة هو الخضوع والخشوع والانقياد والتذلل والانكسار بين يدي الله سبحانه، فإذا خلت الطاعات من هذه المعاني لا يتحقق مقصودها؛ ففي صحيح مسلم 🙁عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ » فأساس كل عبادة أن يكون القلب متصلاً بالله، فالله سبحانه يريد منا قلوباً مؤمنة خاشعة مخبتة منيبة،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( العبادات القلبية )
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن العبادات القلبية :التوبة :فقد أمر الله عباده جميعاً بالتوبة فقال الله تعالى:﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، وفي صحيح مسلم 🙁 أن ابْنَ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ».،وفي سنن ابن ماجة : (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا وَبَادِرُوا بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا وَصِلُوا الَّذِى بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ تُرْزَقُوا وَتُنْصَرُوا وَتُجْبَرُوا)، والله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده فرحاً شديداً، ففي صحيح البخاري : (قَالَ صلى الله عليه وسلم « لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلاً ، وَبِهِ مَهْلَكَةٌ ، وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً ، فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ ،حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ وَالْعَطَشُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ ،قَالَ أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي .فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً ،ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ »
أيها المسلمون
وهناك عوامل تحيي قلب المسلم، ومن أهمها ذكر الله تعالى، ففي الذكر إحياءٌ لقلب المسلم، بالإضافة إلى تلاوة القرآن أو سماعه ،وكذا زيارة القبور للموعظة والاعتبار، ورفقة الصالحين ،ولكي يبقى القلب معلقًا بالله فلا بد له من أن يبتعد عما يفسده، ومن هذه المفسدات شغل القلب بغير الله وتعلقه بغير الله، وكثرة مخالطة الغافلين وأصحاب السوء، وإضاعة الوقت فيما لا نفع منه، بالإضافة إلى كثرة تناول الطعام والشراب ،وكثرة النوم”
أيها المسلمون
فعليكم بالعناية بالعبادات القلبية ،واحذروا فساد النية ،وطهروا قلوبكم من الشرك والنفاق والرياء ،والبغض والحقد والحسد والشحناء ،تسلموا في دنياكم وأخراكم
الدعاء